تنظم مؤسسة الزرقطوني للثقافة والأبحاث، غدا الخميس، بالمركب الثقافي كمال الزبدي بابن مسيك بالدارلبيضاء، المهرجان الوطني العاشر للمقاومة، تحت شعار "وفاء لشهداء المقاومة".وتتضمن فعاليات المهرجان، الذي يقام بتنسيق مع مندوبية المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وتعاون مع "جمعية أبناء شهداء الاستقلال"، ومقاطعة ابن مسيك، وشركة "سابريس" للتوزيع، مشاركة فعاليات إعلامية، وبعض المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وفاعلين جمعويين، وشخصيات تنتمي إلى عالم الفكر والثقافة. وحسب بلاغ صادر عن المؤسسة، توصلت "المغربية" بنسخة منه، سيلقي محمد جودار، الكاتب العام لمؤسسة أبناء شهداء الاستقلال، كلمة ترحيبية، تعقبها كلمة مصطفى لكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ثم كلمة عبد الكريم الزرقطوني، الكاتب العام لمؤسسة الزرقطوني. ستعرض، خلال المهرجان، مسرحية "العرش الخالد"، ونشيد المؤسسة (سلام على روح هذا البطل)، لمولاي الحسن العلوي البلغيثي، وألحان جمال الدين بندحو. وفي ختام الحفل، يرفع المشاركون برقية ولاء وإخلاص إلى جلالة الملك. يشمل البرنامج، أيضا، توقيع كتاب الشهيدة ثريا الشاوي، بعد ظهر اليوم ذاته، بقاعة المحاضرات، لشركة سابريس"، بالدارالبيضاء. وكانت مؤسسة الزرقطوني، بادرت، أخيرا، بمناسبة اليوم الوطني للمقاومة، إلى إصدار طبعة جديدة ومنقحة لكتاب "الشهيدة ثريا الشاوي، أول طيارة بالمغرب الكبير"، لمؤلفه الأستاذ عبد الحق المريني، مدير التشريفات الملكية والأوسمة. يسجل الكتاب، الصادر عن مطبعة النجاح الجديدة بالدارالبيضاء، وإخراج محمد مرغاطة، سيرة حياة فتاة مغربية طموحة، مفعمة بالوطنية، ورائدة في مجال قيادة الطيران، في وقت لم يمض على استقلال البلاد سوى بضعة أسابيع. والكتاب عبارة عن سجل لحياة الشهيدة، من ميلادها، إلى طفولتها، إلى دراستها المهنية، إلى حياتها العملية، ثم إلى استشهادها على يد أحد المسخرين. واختار المؤلف سلسلة من الشهادات، في حق الراحلة، ومجموعة من الوثائق التاريخية، والصور التي تسجل فترات عدة من حياتها إلى وفاتها. وفي تقديمه للمؤلف يقول عبد الحق المريني: "هذه صفحات من حياة فقيدة الطيران الوطني، ثريا الشاوي (1937 1956)، وهي صفحات من تضحية في سبيل الوطن، وصفحات من نهضة المرأة المغربية وانتصاراتها، خلدتها الفقيدة، فيحق إخراجها إلى الوجود". تعد مشاركة جمعية أبناء شهداء الاستقلال في تخليد المهرجان الوطني العاشر للمقاومة، أول نشاط رسمي للجمعية، التي تأسست، أخيرا، بمبادرة من مجموعة من أبناء وأحفاد شهداء الاستقلال، والمقاومة الوطنية. انتخب عبد الكريم الزرقطوني، نجل محمد الزرقطوني، رئيسا للهيئة الجديدة، والدكتور محمد الذهبي، نجل الشهيد الذهبي، نائبا للرئيس، ومحمد جودار، ابن محمد جودار، كاتبا عاما، ومجدول عبد الجليل الحريزي، ابن إدريس الحريزي، نائبا للكاتب العام، وبوعوش محمد، ابن الشهيد بوعوش، الذي حكم عليه بالإعدام في واد زم، أمين المال، وشهيد حمان الفطواكي، نجل حمان الفطواكي، من مجموعة مراكش، نائبا لأمين المال، والدكتور فؤاد السلاوي، نجل الشهيد السلاوي، من مجموعة فاس، وحسن الروداني، ابن إبراهيم الروداني، وعبد القادر لشهب، ابن محمد الأشهب، من مجموعة وجدة، مستشارين. وقال عبد الكريم الزرقطوني، في تصريح صحفي، عقب انتخابه، إن الجمعية التي تضم كل أبناء شهداء الاستقلال، هي "جمعية نريدها أن تكون حقيقية، ممثلة لأبناء الشهداء، بالصيغة المعنوية، وليس بالمفهوم المادي، وإطارا لجمع شملهم، وإيصال رموز وروح المقاومة، من أجل الحرية والاستقلال، إلى الأجيال الصاعدة، التي غالبا ما تجهل الكثير من تاريخها الوطني، الحافل بالبطولات". وتابع الزرقطوني، الذي هو في الوقت ذاته، الكاتب العام ل "مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث"، أن "ما يميز الهيئة الجديدة، هو أن كل أفرادها تعلموا في مدرسة واحدة، هي مدرسة أبناء الشهداء، الموجودة في الحي المحمدي، بالدارالبيضاء، التي دشنها محمد الخامس في يونيو 1957، وكانوا دائما على اتصال دائم في ما بينهم"، مضيفا أن هاجس الجمعية هو "المحافظة على هذا التواصل، واستمراريته إلى أحفاد الشهداء، والأجيال المقبلة".