خلدت مدينة البوغاز ،أول أمس الأربعاء ، الذكرى ال 67 للزيارة التاريخية التي قام بها جلالة المغفور له محمد الخامس إلى طنجة يوم 9 أبريل من سنة 1947 ،والتي شكلت حدثا هاما في مسيرة النضال من أجل استقلال المغرب و الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة . وبهذه المناسبة ، أقيم احتفال خاص بفناء حدائق المندوبية السامية لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير، الذي سيحتضن قريبا متحف المقاومة بمبادرة من المندوبية، حيث أبرز المتدخلون أهمية «زيارة الوحدة « التاريخية التي قام بها أب الأمة لطنجة ، التي كانت تخضع لنظام الحماية الدولي ، لرفع التحدي ضد القوى الاستعمارية والجهر رسميا بإرادة وعزم المملكة لاستعادة حريتها واستقلالها. وخلال كلمة ألقاها المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري تخليدا لهذه الذكرى الغالية ،أبرز البعد الرمزي القوي لهذا الحدث ،الذي بصم على واحدة من الصفحات المجيدة من تاريخ المغرب ، وعكس وحدة صف الشعب المغربي والتلاحم الوثيق بين العرش والشعب. كما أبرز الكثيري أهمية هذا الحدث التاريخي في نضال الشعب المغربي من أجل الحرية والوحدة الترابية للمملكة، وتثبيت الهوية المغربية وانتماء المغرب الى العالم العربي والإسلامي ،مشيرا الى ان هذا الاحتفال يشكل مناسبة للإشادة بتفاني وتضحيات أبطال حركة المقاومة الوطنية بقيادة محرر البلاد جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه . وأضاف الكثيري أن اختيار مدينة طنجة لاحتضان هذا الحدث الملحمي كانمبادرة مدروسة ومقدامة ،على اعتبار أن البعد الرمزي لمدينة طنجة ،التي كانت تخضع آنذاك لنظام الحماية الدولي ،شكل منطلق صدى عالمي للخطاب الخالد الذي ألقاه الملك الراحل يوم 9 ابريل من سنة 1947 . وذكر الكثيري بأن القوى الاستعمارية ،والتي كانت على بينة من المخاطر التي يمكن ان تتعرض لها مصالحها بسبب زيارة جلالة المغفور له محمد الخامس ، عمدت إلى محاولة إفشال مخطط الرحلة الملكية وزرع العراقيل ، بل تعدت ذلك الى ارتكاب مجزرة شنيعة بمدينة الدارالبيضاء يوم 7 أبريل 1947 بالدارالبيضاء. واشار الكثيري الى أن ممارسات القوى الاستعمارية لم تزد جلالة المغفور له محمد الخامس الا إصرارا وعزما ،والذي قام بزيارة مواساة الى أسر الضحايا قبل أن ينطلق متوجها نحو شمال المغرب حيث خط طريق الحرية والاستقلال. وأشار المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالمناسبة الى الجهود التي ما فتئت تبذلها المندوبية السامية للحفاظ على ذاكرة حقبة مجيدة من المقاومة والنضال من أجل الاستقلال ،وكذا من أجل تكريس روح المواطنة والتعريف بالحقائق التاريخية لهذه الفترة المجيدة خاصة في أوساط الأجيال الشابة الصاعدة .كما سلمت مساعدات مالية ومنح لدعم الأنشطة المدرة للدخل والعمل الاجتماعي لفائدة بعض افراد اسرة المقاومة وجيش التحرير.