عزت الحصيلة هذا التراجع إلى إقفال القاعات واستفحال القرصنة، كما تراجع عدد الأفلام المغربية المتوجة في المهرجانات الدولية بالمقارنة مع السنة المنصرمة، بسبب التركيز على الكم، وبالمقابل حقق المغرب إيرادات قياسية في حجم الاستثمارات السينمائية الأجنبية. وأوضحت الحصيلة أن مداخيل القاعات السينمائية تراجعت بحوالي ثمانية ملايين درهم، سنة 2014، مسجلة 66 مليونا و726 ألفا و466 درهما، من خلال بيع مليون و643 ألفا و647 ألف تذكرة، مقابل 74 مليونا و850 ألفا و832 مليون درهم سنة 2013 محصلة من مليون و792 ألفا و533 ألف تذكرة. وأبرزت الحصيلة أن نصيب الأفلام المغربية من السوق الوطني تراجع إلى 24 في المائة من خلال توزيع 45 فيلما، مقابل 34 في المائة سنة 2013، وحظيت الأفلام الأمريكية ب47 في المائة من المداخيل، من خلال توزيع 118 فيلما بالمغرب، مقابل 8 في المائة للأفلام الفرنسية (38 فيلما)، و6 في المائة من الأفلام الهندية (20 فيلما)، و4 في المائة من الأفلام المصرية (17 فيلما). وعزا المهنيون هذا التراجع إلى قلة القاعات، التي تغلق أبوابها كل سنة بسبب العديد من المشاكل، رغم الدعم الذي تمنحه الدولة للتحديث والرقمنة. وأكدت الحصيلة أن عدد دور العرض لم يتعد 31 قاعة عرض، بواقع 57 شاشة في سنة 2014، مقابل 33 قاعة بواقع 58 شاشة في الفترة ذاتها من السنة الماضية. بخصوص توزيع مداخيل القاعات السينمائية، كشفت الحصيلة أن مجمع "ميكاراما" استحوذ لوحده على 66 في المائة من المداخيل 44 مليونا و289 ألفا و552 درهما، مقابل 34 في المائة لباقي القاعات وعددها 32 قاعة يتمركز معظمها بالدارالبيضاء. وحقق مركب "ميكاراما" الدارالبيضاء، بشاشاته الأربعة عشر، لوحده نصف مداخيل القاعات السينمائية المغربية، التي بلغت 66 مليونا و726 ألفا و466 درهما من خلال بيع مليون و643 ألفا و647 تذكرة. ورغم حفاظها على موقعها المتميز في إفريقيا والعالم العربي، للسنة السادسة على التوالي في إنتاج الأفلام أزيد من 20 فيلما في السنة، إلا أن استمرار المراهنة على الكم أثر بشكل سلبي على الكيف، وظهر الأمر في تراجع عدد الجوائز السينمائية التي حصل عليها المغرب هذه السنة خلال مشاركته في مختلف المهرجانات الدولية. وشهدت سنة 2014 حصول الأفلام المغربية على 39 جائزة دولية فقط، مقابل 55 جائزة سنة 2013. ومن أبرز الأفلام المتوجة سنة 2014، فيلم "هم الكلاب" لهشام العسري، الحاصل على 7 جوائز دولية، من أهمها الجائزة الكبرى لمهرجان الشاشات السوداء بياوندي بالكامرون، وجائزة "التانيت" الفضي لقرطاج بتونس، وجائزة لجنة التحكيم بالجزائر. وكذلك "وداعا كارمن" لمحمد أمين بنعمراوي، الفائز بأربع جوائز من أبرزها الجائزة الكبرى لمهرجان مالمو للفيلم العربي بالسويد، كما حاز فيلم "خلف الأبواب المغلقة" لمحمد عهد بنسودة ب3 جوائز من أبرزها أحسن فيلم بنيودلهي، وجائزة الخنجر الذهبي من سلطنة عمان. وبسطت أربعة أفلام مغربية سيطرتها على شباك التذاكر لسنة 2014، ويتعلق الأمر ب"خلف الأبواب المغلقة"، من إخراج محمد عهد بنسودة، الذي تربع على قمة القائمة ب98 ألفا و145 تذكرة، مقابل 92 ألفا و911 تذكرة ل"الطريق إلى كابول"، من إخراج إبرهيم الشكيري، الذي حل بالمركز الثاني بعد ثلاث سنوات من العرض المستمر، و53 ألفا و523 تذكرة ل"سارة"، من إخراج سعيد الناصري، بينما اكتفى شريط"يما" لرشيد الوالي ب27 ألف تذكرة محتلا المركز الحادي عشر في قائمة الأفلام الثلاثين الأكثر مشاهدة في المغرب سنة 2013. وبفضل استقراره السياسي والأمني وقوة بنيات الاستقبال، استقبل المغرب خلال عام 2014 تصوير 38 إنتاجا دوليا بين أفلام طويلة وسلسلات تلفزيونية، درت على القطاع مليارا و166 مليون درهم. وكشفت حصيلة السينما المغربية لعام 2014 أن إيرادات تصوير الأفلام السينمائية الدولية بالمملكة تجاوزت مليارا و166 مليون درهم، محققة قفزة كبيرة، إذ لم تتجاوز قيمة الاستثمارات السينمائية الأجنبية بالمغرب عام 2010 مبلغ 140 مليون درهم لتنزل إلى 98 مليون درهم عام 2011 ثم ترتفع إلى 312 مليون درهم عام 2012 و220 مليون درهم عام 2013.