تميز افتتاح هذا المهرجان الثقافي والفني، الذي يحتفي بثقافة الرحل ونمط حياة هذه الفئة الاجتماعية التي تتخذ من المجال الصحراوي موطنا لها، بالحفل الفني الذي أحيته مجموعة من الفرق الفنية التراثية التي تنهل من الموروث الثقافي الصحراوي ومنها فرق (الشمرة)، و(الركبة) و(كانكا). واستهلت الأنشطة المبرمجة في إطار فعاليات هذا المهرجان بإطلاق "القافلة الثقافية من أجل السلام" في دورتها الثانية، والتي تضم نخبة من النشطاء والفاعلين في الحقل الثقافي والفني من منظمي مهرجان (تاراكالت)، ونظرائهم من منظمي مهرجان (سيغو) في مالي. كما عرفت فعاليات اليوم الأول من مهرجان (تاراكالت) تنظيم سباق الهجن، حيث تعتبر هذه المنافسة الرياضية تقليدا ثقافيا متجذرا ضمن الأعراف المميزة لنمط الحياة لدى الرحل، فضلا عن أولى السهرات الغنائية المبرمجة ضمن هذا الملتقى الثقافي والفني الذي يكتسي بعدا دوليا. وستتواصل فعاليات الدورة السادسة لمهرجان (تاراكالت)، التي اتخذت كشعار لها "الخيمة"، بتنظيم العديد من الأنشطة الفنية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، من ضمنها ندوتين إحداهما تتناول موضوع "الثقافة كأداة للتنمية والتقارب بين الشعوب"، والثانية ستتطرق لموضوع "حرف تيفيناغ كموروث في منطقة الصحراء والساحل وشمال إفريقيا"، إلى جانب القيام بحملات للتشجير، وتنظيم ورشات للتدرب على إعادة تدوير بعض النفايات المضرة بالبيئة. وستتميز السهرات الغنائية المبرمجة ضمن فعاليات هذا المهرجان بمشاركة مجموعات غنائية تراثية وعصرية، إضافة إلى فنانين مغاربة وأجانب من ضمنهم محمود كينيا، وصامبا توري، وساندرا أماري، وعزيز السحماوي، ومجموعة جيل تراراكالت، وشباب أسا، ومجموعة ملال. للتذكير، فإن مهرجان (تاراكالت)، وهو الاسم القديم لامحاميد الغزلان، ينظم من طرف جمعية الزايلة للبيئة والتنمية، بتعاون وشراكة مع كل من عمالة إقليم زاكورة، ومؤسسة "دووين" الهولندية التي تهتم بالتنمية المستدامة، ومؤسسة "بوتيرفلاي ووركس" الهولندية التي تنشط في مجال التشجيع على الابتكار من أجل محاربة الهشاشة.