أسدل الستار مساء الأحد في بلدة امحاميد الغزلان التابعة لإقليم زاكورة, على مهرجان "تاراكالت" في دورته الثالثة, وذلك بإقامة حفل تكريمي للمعلم محمود غينيا, الذي يعتبر أحد رواد فن كناوة في المغرب. وتميز حفل التكريم بمشاركة عدد من المجموعات الغنائية وفرق الفنون الشعبية المغربية, إضافة إلى نخبة من الفنانين الأجانب الذين استضافتهم الدورة الثالثة لهذا المهرجان, الذي أتاح الفرصة للمئات من المواطنين والسياح الأجانب للتعرف على العديد من العادات والتقاليد المتجذرة لدى الأسر الصحراوية وقبائل الرحل.
ومن ضمن المشاركين في هذا الحفل, الذي تتبعه حشد كبير من ضيوف المهرجان, الفنانة المالية ذائعة الصيت خيرة عربي, والمجموعة الغنائية للفنان الفرنسي نيكو واين توسان, التي تضم في عضويتها مجموعة من العازفين والعازفات من جنسيات أوروبية مختلفة, إضافة إلى مجموعة تادالات المالية التي تؤدي أغاني ومعزوفات تمزج فني الروك والبلوز مع الموسيقى الإفريقية الأصيلة.
كما أدت بالمناسبة ذاتها مجموعات غنائية, وفرق شعبية مغربية مجموعة من المقطوعات والرقصات من التراث المغربي الصحراوي الأصيل, من ضمنها رقصة "الشمرة" التي أدتها مجموعة "أعريب" من امحاميد الغزلان, ورقصة "الكدرة" لمجموعة "أزاوان" من كلميم, ومجموعة "الخملية" من مرزوكة في إقليمالرشيدية, ومجموعة "أولاد شاتا" من إقليم طاطا.
وتضمن برنامج اليوم الأخير من مهرجان "تاراكالت" الذي انطلق يوم 11 نونبر الجاري, تنظيم ورشة تكوينية لفائدة أطفال امحاميد الغزلان للتعريف بالطاقة الشمسية ومزايا استعمالها, وانعكاساتها على اقتصاد الموارد الطاقية التقليدية, فضلا عن الحفاظ على البيئة. وقد أشرفت على تأطير هذه الورشة متطوعات من المنظمة المدنية "بيتر فلاي وورك" الهولندية التي تعنى بالحفاظ على البيئة.
كما نظمت ورشة مماثلة من تأطير الجمعية الهولندية نفسها لفائدة فتيات امحاميد الغزلان اللواتي تتراوح أعمارهن بين 8 و15 سنة, خصصت لتلقينهن كيفية إعادة تدوير المواد البلاستيكية, من حقائب يدوية وقوارير مائية, لإبداع مصنوعات يمكن استخدامها في الديكور المنزلي.
وقد تميزت الدورة الثالثة لمهرجان "تاراكالت" باستضافة العديد من السياح الأجانب من جنسيات مختلفة, إلى جانب عدد من الضيوف المغاربة الذين أتيحت لهم فرصة الإطلاع على جوانب عدة من حياة الرحل, فضلا عن زيارة بعض أوراش التشجير التي تقوم بها "جمعية الزايلة للتنمية والحفاظ على البيئة" بتعاون مع منظمات بيئية أجنبية.
كما تميزت هذه الدورة بتنظيم حفلات لسباق الهجن على مدى ثلاثة أيام متتالية, وإقامة سهرات غنائية وتراثية, إلى جانب نصب خيام صحراوية على شكل مخيم وسط الكثبان الرملية المحيطة بقرية سيدي خليل في قلب منطقة امحاميد الغزلان, وذلك بغية التعريف بالعادات المتأصلة في المجتمع الصحراوي ولدى قبائل الرحل, ومن ضمنها على الخصوص اللباس الصحراوي, وإعداد البخور والطيب بالطرق التقليدية, والتعريف ببعض وصفات الطب التقليدي الصحراوي.