كانت الأممالمتحدة قد خططت لعقد جولة ثانية من المحادثات الاثنين لإنهاء مواجهة بين حكومتين وبرلمانين متناحرين. وتعمل الأممالمتحدة، منذ شهور لتنظيم محادثات السلام الليبية، لكنها قالت من قبل إن تصعيدا عسكريا يقوض جهودها. وقال مصدر دبلوماسي لرويترز شريطة عدم نشر اسمه، أول أمس الأحد، إن "المشاورات لعقد جولة ثانية من الحوار ستستمر مع الأطراف للتوصل لاتفاق على زمن ومكان هذه الجولة. ومن ثم فليس الغد"، وأكد مصدر دبلوماسي آخر هذه التصريحات. وأجلت المحادثات الجديدة مرارا بسبب صعوبة جعل الأطراف توافق على الاجتماع. وأبلغ مبعوث الأممالمتحدة الخاص لليبيا برنادينو ليون مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي أن الأطراف المعنية وافقت مبدئيا على الاجتماع في الخامس من يناير. ويتنافس برلمانان وحكومتان على الشرعية في ليبيا منذ سيطرت جماعة تسمى فجر ليبيا على العاصمة في أغسطس آب وشكلت حكومة ودفعت حكومة رئيس الوزراء المعترف به عبد الله الثني للانتقال إلى الشرق. وتخشى القوى العالمية أن يؤدي الصراع الليبي إلى حرب أهلية مع اندلاع قتال حول السلطة والثروة النفطية بين جماعات للثوار السابقين الذين ساعدوا في الإطاحة بمعمر القذافي في 2011 . وقال ليون إن الحوار الليبي سيضم أعضاء في المؤتمر الوطني العام، وهو البرلمان السابق للبلاد الذي عاود الانعقاد بناء على دعوة من الحكام المسيطرين على طرابلس حاليا. وقالت الأممالمتحدة إن مئات المدنيين في ليبيا قتلوا في القتال منذ اواخر أغسطس آب وحذرت زعماء الجماعات المسلحة من أنهم يمكن أن يواجهوا ملاحقة قضائية بسبب جرائم حرب محتملة تشمل عمليات إعدام وتعذيب. ميدانيا، قال مسؤولون إن قوات موالية للحكومة الليبية المعترف بها دوليا نفذت ضربات جوية، أول أمس الأحد، لليوم الثاني على التوالي على أكبر مصنع للصلب في ليبيا الواقع بمصراتة وهي مدينة في غرب البلاد متحالفة مع جماعة منافسة للحكومة. وأفاد موقع مطار إسطنبول على الإنترنت أن الخطوط الجوية التركية -وهي شركة الطيران الأجنبية الوحيدة التي تسير رحلات إلى ليبيا- ألغت رحلة من مصراتة إلى إسطنبول. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من الشركة. واضطر رئيس الوزراء المعترف به عبد الله الثني إلى نقل مقر إدارته إلى شرق البلاد منذ أن سيطرت جماعة تعرف باسم فجر ليبيا مرتبطة بمصراتة على العاصمة طرابلس في غشت الماضي وشكلت حكومة منافسة. وقال محمد عبد الملك الفقيه رئيس مجلس إدارة الشركة الليبية للحديد والصلب إن طائرات حربية قصفت محيط المصنع وسورا قرب مركز تدريب تابع للشركة حوالي الساعة 1100 بالتوقيت المحلي. وأفادت وكالة أنباء تابعة لحكومة طرابلس المنافسة أن طائرة حاولت أيضا مهاجمة أكاديمية للقوات الجوية بالقرب من المطار المدني ولكنها أطلقت صواريخها قبل الأوان بعد تعرضها لنيران مدفعية مضادة للطائرات فأخطأت أهدافها. وأكد متحدث باسم القوات المتحالفة مع الثني وقوع الضربات الجوية على مصراتة ولكن دون إعطاء تفاصيل.