يتعلق الأمر بأحمد رضى الشامي وعبد العالي دومو، اللذين قرر المكتب السياسي، في اجتماعه العادي بداية الأسبوع، توقيفهما عن جميع المهام والمسؤوليات داخل الحزب، أما القيادي الثالث، فهو عبد الجليل طليمات، الذي قدم، أول أمس الأربعاء، استقالته من المكتب السياسي، بعد توقيف الشامي ودومو، حسب ما أكدته مصادر اتحادية. وينتظر أن يوضع قرار المكتب السياسي على طاولة النقاش في اجتماع اللجنة الإدارية (برلمان الحزب)، ما ينبئ باحتمال زيادة مستوى التوتر داخل الحزب. وذكرت المصادر نفسها أن إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، سيعقد، عشية اليوم الجمعة، اجتماعا مع كتاب الأقاليم والجهات، ستناقش خلاله التطورات الأخيرة التي عاشتها هذه التشكيلة الحزبية، ذات التاريخ الطويل في العمل السياسي، وكذلك في الأزمات والانشقاقات. من جهة أخرى، كشف مصدر اتحادي مطلع أن لائحة التوقيعات على "نداء من أجل مستقبل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" تجاوزت سقف 1200 توقيع، مشيرا إلى أن قيادات بارزة وتاريخية اتحادية انضمت إلى لائحة الموقعين. وجاء في النداء أن "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مرحلة دقيقة وحرجة، تتسم باحتقان داخلي، أضحى ينعكس سلبا على السير العادي لمؤسساته، كما أمسى يتهدد مناعة وحدته، وسلامة تماسكه... وإزاء استمرار، بل تفاقم هذه الوضعية المقلقة، فإن المناضلين والمناضلات والأطر الاتحادية من مختلف الهيئات والقطاعات والمجالات الحزبية يدعون بكل حزم ومسؤولية إلى التعبئة الاتحادية، من أجل العمل على توفير الشروط الضرورية لاحتواء ومعالجة هذه الوضعية برؤية رشيدة، ومنهجية رصينة، تروم تحصين وحدة الحزب من جانب، وتقويم تدبير شؤونه من جانب آخر". وأضاف النداء أن "مسؤولية القيادة الحزبية في التقيد الحازم بقاعدة الحوار والتفاهم، والالتزام الصارم بمبدأ التدبير الديمقراطي للاختلاف، تشكل عاملا حيويا، وخطوة حاسمة في اتجاه إنهاء حالة الاحتقان"، مشيرا إلى أن "توفير الأجواء الملائمة لانطلاق حوار اتحادي هادف، في إطار الوحدة الحزبية، وفي أفق التعبئة الشاملة لمواجهة المهام الوطنية القائمة، وخوض غمار الاستحقاقات المقبلة، يندرج في صميم مسؤولية القيادة الحزبية". وأوضح أن "مسؤولية الاتحاديين والاتحاديات المحتجين، المطالبين بممارسة حق الاختلاف، تقتضي تجنب كل ما من شأنه أن يعرض وحدة الحزب للتصدع، كما تقتضي التجاوب الإرادي مع الجهود المبذولة، الرامية إلى رأب الصدع، وترصيص الصف، بلوغا إلى إنجاز تسوية نهائية للوضع". وأضاف أن "الموقعين والموقعات على هذا البيان، غيرة منهم على دور ومكانة الاتحاد الاشتراكي في المشهد السياسي الوطني، يناشدون الاتحاديين والاتحاديات أن يحافظوا على وحدة الحزب، وأن يحرصوا على تدبير تناقضاته واختلافاته، التي شكلت على الدوام مصدر قوة وإبداع، بروح ديمقراطية بناءة، قوامها الحوار والتوافق والتلاحم".