تَشكل إجماعٌ غير مسبوق على أن حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" يعيش حاليا أحلك أيامه التي ستؤدي به إلى الانشقاق، إذا ما استمر اتساع الهوة بين الكاتب الأول لحزب "الوردة"، إدريس لشكر، وتيار الديمقراطية والانفتاح لمؤسسه الراحل أحمد الزايدي. هذه الأوضاع التي يجتازها "الاتحاد الاشتراكي" جعلت العشرات من الاتحاديين يطلقون نداء "من أجل مستقبل الحزب"، وذلك لتجاوز المرحلة التي وصفوها بالدقيقة والحرجة، والمتسمة باحتقان داخلي، مطالبين بالحفاظ على وحدة الحزب، وتدبير تناقضاته واختلافاته بروح ديمقراطية بناءة، قوامها الحوار والتوافق والتلاحم. ويرى الموقعون على النداء، الذي تتوفر هسبريس على نسخة منه، أن ما يمر به حزب الاتحاد الاشتراكي "أضحى ينعكس سلباً على السير العادي لمؤسساته، كما أمسى يتهدد مناعة وحدته، وسلامة تماسكه". الأطر الاتحادية من مختلف الهيئات والقطاعات والمجالات الحزبية، ولتفادي تفاقم هذه الوضعية المقلقة، دعوا في ندائهم إلى "التعبئة من أجل العمل على توفير الشروط الضرورية لاحتواء ومعالجة هذه الوضعية برؤية رشيدة، ومنهجية رصينة، تروم تحصين وحدة الحزب من جانب، وتقويم تدبير شؤونه من جانب آخر". وأشار النداء إلى أن مسؤولية القيادة الحزبية، التي يتزعمها إدريس لشكر، تتمثل في التقيد الحازم بقاعدة الحوار والتفاهم، والالتزام الصارم بمبدأ التدبير الديمقراطي للاختلاف، باعتبار أنها تشكل عاملاً حيوياً، وخطوة حاسمة في اتجاه إنهاء حالة الاحتقان". ودعا أصحاب النداء إلى "توفير الأجواء الملائمة لانطلاق حوار اتحادي هادف، في إطار الوحدة الحزبية، وفي أفق التعبئة الشاملة لمواجهة المهام الوطنية القائمة، وخوض غمار الاستحقاقات القادمة لتندرج بكل تأكيد في صميم مسؤولية القيادة الحزبية. واعتبر النداء أن مسؤولية الاتحاديين والاتحاديات المحتجين، المطالبين بممارسة حق الاختلاف، لتقتضي حتماً تجنب كل ما من شأنه أن يعرض وحدة الحزب للتصدع، داعين الغاضبين من لشكر إلى التجاوب الإرادي مع الجهود المبذولة، الرامية إلى رأب الصدع، وترصيص الصف، بلوغاً إلى إنجاز تسوية نهائية للوضع. "حزب "الاتحاد الاشتراكي" ليس ملكاً للاتحاديين والاتحاديات وحدهم، بل هو مكسب مؤسساتي ونضالي لكل المواطنين الغيورين على مصلحة البلاد، المتطلعين إلى مستقبلها الزاهر"، يقول النداء الذي أوضح أن "الاتحاد مدرسة وطنية، ومؤسسة سياسية، وإرادة حداثية وتقدمية، أكثر مما يضمه من منخرطين وأطر ومناضلين".