يحل شهر رمضان المبارك على المغرب في كل عام ليضيء القلوب بنوره، ويجدد معاني الوفاء والتلاحم التي تجمع بين العرش والشعب. فالمغاربة، عبر تاريخهم المجيد، ظلوا على العهد، متشبثين بملكهم، متراصين خلف قيادته، مستلهمين من العروة الوثقى التي تجمعهم به قوة ووحدة تجعلهم صفاً متيناً أمام كل التحديات. ولاء متجذر عبر التاريخ لم يكن ولاء المغاربة لملوكهم مجرد شعار، بل هو عقيدة راسخة تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل. فمنذ تأسيس الدولة المغربية، ظل الشعب المغربي ملتفاً حول العرش العلوي، ينهل من حكمته وتوجيهاته، ويقف جنباً إلى جنب في كل المحطات المصيرية. فالسلاطين والملوك الذين تعاقبوا على حكم المغرب حملوا همَّ الأمة، وسهروا على حماية وحدتها واستقرارها، فكان الشعب خير سند لهم في السراء والضراء. واليوم، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، يستمر هذا العهد المتين، حيث يبرهن المغاربة في كل مناسبة عن إخلاصهم العميق للعرش، ويجددون بيعتهم ومساندتهم لملكهم، إدراكاً منهم لحكمته ورؤيته الثاقبة في قيادة البلاد نحو مزيد من التقدم والازدهار. المغاربة .. جنود مجندون وراء عاهل البلاد لقد أظهر المغاربة في أكثر من مناسبة أنهم جنود مجندون وراء ملكهم، مستعدين للدفاع عن وحدة الوطن واستقراره، ومواصلة مسيرة البناء والتنمية تحت رايته. فرؤيته الحكيمة جعلت المغرب نموذجاً يُحتذى به في الاستقرار السياسي، والتنمية الاقتصادية، والإصلاحات الاجتماعية، مما زاد من تشبث الشعب بقيادته الرشيدة. ويكفي النظر إلى ما يبذله جلالته من جهود جبارة في سبيل رفعة الوطن، سواء من خلال المبادرات الاجتماعية الداعمة للفئات الهشة، أو المشاريع التنموية الكبرى، أو الدفاع عن القضايا الوطنية العادلة، لندرك مدى التفاني الذي يميز عهده، والذي يلقى في المقابل التفافاً شعبياً قلّ نظيره. رمضان .. مناسبة للدعاء والتلاحم الوطني ومع حلول شهر رمضان الفضيل، تتعالى أصوات المغاربة بالدعاء لحامي حمى الوطن والدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، سائلين الله أن يبارك في عمره، ويمتعه بموفور الصحة والعافية، ويعينه على مواصلة مسيرة التنمية والعطاء. وفي هذا الشهر المبارك، يتجدد الالتزام بالثوابت الوطنية، حيث يجتمع المغاربة، كل من موقعه، على حب الوطن والوفاء لعرشه، مستلهمين من قيم رمضان معاني التضامن والوحدة التي شكلت على الدوام سر قوة الأمة المغربية. ختاماً إن تشبث المغاربة بملكهم ليس مجرد موقف عابر، بل هو اختيار وطني أصيل يستمد جذوره من التاريخ، ويتجدد كل يوم بالعمل والوفاء. ومع حلول شهر رمضان المبارك، يجدد المغاربة ولاءهم الصادق لملكهم، متضرعين إلى الله أن يحفظه ويبارك جهوده، ليظل المغرب، تحت قيادته الرشيدة، واحة أمن واستقرار، ومنارة إشعاع حضاري يفتخر بها الجميع. حفظ الله جلالة الملك، وأدام عليه الصحة والعافية، وأعاد عليه وعلى الشعب المغربي هذا الشهر الفضيل بالخير واليمن والبركات. الله يبارك في عمر سيدي