دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيريه الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى « الهدوء والاحترام » عقب المشادة الكلامية في البيت الأبيض، التي أثارت مخاوف من انسحاب الولاياتالمتحدة من الملف الأوكراني، وحدوث شرخ في العلاقة مع حلفائها الأوربيين. وقال الرئيس الفرنسي لعدد من الصحف التي تصدر الأحد « أرى أنه بغض النظر عن الغضب، فإن الجميع بحاجة إلى العودة إلى الهدوء والاحترام والتقدير، حتى نتمكن من المضي قدما بشكل ملموس لأن ما هو على المحك مهم للغاية ». أجرى ماكرون المقابلة مع صحف « لا تريبون ديمانش » و »لوباريزيان » و »لوجورنال دوديمانش » و »ويست فرانس ». قال الرئيس الفرنسي إنه يريد أن « يجعل الأمريكيين يفهمون » أن « انسحابهم » المحتمل من ملف أوكرانيا « ليس في مصلحتهم ». وأضاف « ما تفعله الولاياتالمتحدة منذ ثلاث سنوات يتوافق تماما مع تقاليدها الدبلوماسية والعسكرية ». مقدرا أنه إذا وافقت واشنطن على « توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار من دون أي ضمانات أمنية لأوكرانيا »، فإن « قدرتها على الردع الجيوستراتيجي في مواجهة روسيا والصين وغيرهما ستتلاشى في اليوم نفسه ». ولتعزيز أمن أوربا، اقترح ماكرون إجراء حوار استراتيجي مع الدول الأوربية التي لا تمتلك أسلحة نووية، وهو ما « من شأنه أن يجعل فرنسا أقوى »، وبالتالي إعادة إطلاق النقاش الحساس للغاية حول المظلة النووية الأوربية. وقال الرئيس الفرنسي في المقابلة « لدينا درع، على عكسهم. ولم يعد بوسعهم الاعتماد على الردع النووي الأمريكي. نحن بحاجة إلى حوار استراتيجي مع من لا يملكونه، وهذا من شأنه أن يجعل فرنسا أقوى »، وفق ما نقلت صحيفة « لوباريزيان ». وقدر ماكرون أن الأمر سيستغرق ما بين خمسة إلى عشرة أعوام لتأسيس دفاع أوربي مستقل عن حلف شمال الأطلسي والتحالف العسكري عبر الأطلسي للدول الأوربية والولاياتالمتحدة وكندا، وفق ما نقلت صحيفة « لوجورنال دوديمانش ». وحذر من أنه إذا أبرمت الولاياتالمتحدة اتفاقا مع روسيا « من دون وجود الأوربيين حول الطاولة، في شأن يتعلق بمسائل أمنية، فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى شرخ داخل التحالف ». وأكد الرئيس الفرنسي « نحن ندعم السلام، ولكن ليس من الاستسلام الذي يحدث على خلفية الانسحاب الفوضوي أو التخلي عن الأوكرانيين ».