الخط : إستمع للمقال لطالما اعتقد علماء اللغويات أن أصوات مثل "إمممم" و"هممم" مجرد ضوضاء هامشية لا تؤثر على مضمون الحديث، لكن دراسات حديثة كشفت أن لهذه الهمهمات دورا أساسيا في التواصل البشري، إذ يعتقد بعض الباحثين أنها ليست مجرد نفايات لغوية، بل أدوات مهمة تضمن فهما متبادلا بين المتحدثين، مما يجعلها عنصرا محوريا في اللغة، ويرى الخبراء أن هذه الهمهمات قد تكون أحد أكبر التحديات أمام تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تسعى لإتقان اللغة البشرية. الباحث مارك دينجمانس من جامعة رادبود الهولندية أكد أن هذه الأصوات منتشرة في كل اللغات، حيث وجدت دراسة حديثة أن الإنسان يستخدم الهمهمات مرة واحدة كل 12 ثانية أثناء حديثه، مما يشير إلى أهميتها في عملية التواصل، ومع تطور تقنيات التسجيل الصوتي، بدأ اللغويون بتحليل اللغة المنطوقة، ليكتشفوا أن الهمهمات ليست مجرد أصوات عشوائية، بل جزء من البنية اللغوية التي تحافظ على استمرارية الحوار. وتلعب هذه الأصوات دورا رئيسيا في التعبير عن الفهم والتفاعل مع المتحدث، حيث يمكن استخدام "إمممم" للإشارة إلى الاستيعاب، بينما تعبر "هه" عن طلب التكرار أو الاسترسال في الحديث، ووجدت دراسة شملت 31 لغة حول العالم أن جميعها تحتوي على همهمات قصيرة متشابهة، مما يدل على أنها ظاهرة لغوية عالمية تسهل التواصل الفوري بين البشر. وفي تجربة شارك فيها 34 طالبا، طُلب من مجموعة استخدام همهمات الاسترسال أثناء الاستماع لقصة، بينما كُلفت مجموعة أخرى بمهمة حساب الكلمات التي تبدأ بحرف "تاء"، مما شتت انتباههم عن استخدام تلك الإيماءات الصوتية، وكانت النتيجة أن غياب الهمهمات في المجموعة الثانية أدى إلى اختلال في إيصال المعنى، مما يؤكد أن هذه الأصوات ليست مجرد عادات كلامية، بل أدوات تواصلية ضرورية لضمان فهم الرسائل اللغوية بوضوح. الوسوم علم لسانيات لغة