استغرب المهتمون صدور جريدة الاتحاد الاشتراكي وعلى صفحتها الأولى النص الكامل لنداء من أجل مستقبل الاتحاد الاشتراكي، الذي وقعت عليه قيادات سابقة، رغم أنه ينتقد إدريس لشكر، الكاتب الأول، ورغم معارضته الشديدة لهذا النداء، وتبين أن الجريدة لم تعد تحت تأثير الكاتب الأول باعتبار أن مديرها عبد الهادي خيرات ومدير تحريرها عبد الحميد جماهري من الموقعين على النداء، أي أنها جزء من الحركة التي يقودها "كبار" الاتحاد الاشتراكي. وحسب أحد الموقعين على الوثيقة فإن النداء ينزع الشرعية عن إدريس لشكر باعتبار رمزية الموقعين عليه، التي لا يمكن تجاوزها، كما أنه وجه ضربة لأحد القيادات التاريخية للحزب، التي سعت وراء انسحاب تيار المرحوم أحمد الزيدي، الذي لم تعد فيه أسماء وازنة بعد ظهور لائحة التوقيعات على النداء، حيث لم يبق فيه سوى عبد العالي دومو وأحمد رضا الشامي من الشخصيات المعروفة. ونزع البيان الشرعية عن التيار أيضا، الذي زعم أن عبد الرحمن اليوسفي بارك الانسحاب والتوجه عن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، باعتبار أن قيادات اتحادية محسوبة على اليوسفي أو من أصدقائه وقعوا على النداء. وحسب معلومات من داخل الموقعين على النداء فإن فكرة المؤتمر الاستثنائي مستبعدة بعد أن تمكن لشكر ترتيبات تنظيمية على مستوى الأقاليم، وبالتالي سيتم التوجه نحو اللجنة الإدارية، قصد تكوين لجنة حكماء تسهر على تدبير الاتحاد في أفق عقد مؤتمر عادي للحزب يصحح أخطاء المرحلة السابقة. من جهة أخرى ذكر أحد المقربين من الكاتب الأول إنه ليس لديهم أي اعتراض على نشر وجهات نظر الاتحاديين من مختلف المشارب في جريدة الاتحاد وليس في جريدة أخرى بمن فيهم تيار المرحوم الزيدي. ويذكر أن شخصيات اتحادية مرموقة، ومن الرموز التاريخية للحزب وقعت نداء من أجل مستقبل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وتضم اللائحة عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول السابق وفتح الله ولعلو، عمدة الرباط ووزير الاقتصاد والمالية الأسبق، وعبد الهادي خيرات، مدير جريدة الاتحاد الاشتراكي وعبد الحميد جماهري مدير تحريرها وسعيد شباعتو ومحمد لخصاصي بالإضافة إلى العديد من القيادات التاريخية للحزب. وكانت هذه الأسماء قد التزمت الحياد في وقت سابق لكنها اليوم خرجت عن صمتها نظرا لما قالت عنه إن الاتحاد "يجتاز مرحلة دقيقة، حرجة، تتسم باحتقان داخلي، أضحى ينعكس سلباً على السير العادي لمؤسساته، كما أمسى يتهدد مناعة وحدته، وسلامة تماسكه". وأضاف النداء "إزاء استمرار، بل تفاقم هذه الوضعية المقلقة، فإن المناضلين والمناضلات والأطر الاتحادية من مختلف الهيئات والقطاعات والمجالات الحزبية، ليدعون بكل حزم ومسؤولية إلى التعبئة الاتحادية من أجل العمل على توفير الشروط الضرورية لاحتواء ومعالجة هذه الوضعية برؤية رشيدة، ومنهجية رصينة، تروم تحصين وحدة الحزب من جانب، وتقويم تدبير شؤونه من جانب آخر". من جهة أخرى دعا الموقعون إدريس لشكر "للتقيد الحازم بقاعدة الحوار والتفاهم، والالتزام الصارم بمبدأ التدبير الديمقراطي للاختلاف، إنما تشكل عاملاً حيوياً، وخطوة حاسمة في اتجاه إنهاء حالة الاحتقان" وقال النداء إن "توفير الأجواء الملائمة لانطلاق حوار اتحادي هادف، في إطار الوحدة الحزبية، وفي أفق التعبئة الشاملة لمواجهة المهام الوطنية القائمة، وخوض غمار الاستحقاقات القادمة – لتندرج بكل تأكيد في صميم مسؤولية القيادة الحزبية". وفي السياق ذاته هاجم النداء تيار الزيدي قائلا "إن مسؤولية الاتحاديين والاتحاديات المحتجين، المطالبين بممارسة حق الاختلاف، لتقتضي حتماً تجنب كل ما من شأنه أن يعرض وحدة الحزب للتصدع، كما تقتضي التجاوب الإرادي مع الجهود المبذولة، الرامية إلى رأب الصدع، وترصيص الصف، بلوغاً إلى إنجاز تسوية نهائية للوضع".