كتبت الصحيفة في عددها ليوم أمس الخميس أن "الدليل على تورط عناصر أجنبية في المواجهات الدامية التي وقعت في 21 ماي الماضي في كيدال بين الجيش والجماعات المسلحة هو أن القناصة المسؤولين عن وفاة قادة من قوات الجيش، بينهم العقيد فيصل، كانوا من جبهة "البوليساريو". وأضافت أنه "فعلا، بعد ثمانية أشهر، وعلى إثر المعلومات التي استقتها أجهزة استخبارات، فإن القناصة الذين كسروا سلسلة قيادة الجيش المالي من خلال التصفية الدقيقة لقادة الجيش (العقيد فيصل)، ينحدر العديد منهم من صفوف مقاتلي "البوليساريو"، مشيرة إلى أن هؤلاء (حوالي مائة) يستقرون بشمال مالي قرب الحدود الجزائرية، في منطقة لم تشهد أية دورية للجيش المالي. وأضافت الصحيفة أنه إلى جانب جهاديين آخرين مقربين من الجزائري بلمختار، شارك العديد من مقاتلي "البوليساريو" في المعارك. وتمكنوا، وهم مدججين ببنادق بعيدة المدى، لاسيما بنادق دراغونوف الروسية الصنع، من كسر سلسلة القيادة العسكرية، وتصفية قادة القوات المستهدفين. وأشار المصدر ذاته إلى أن الكولونيل فيصل، وهو أحد ملازمي الجنرال (المالي) ألادجي غامو، كان هدفا لأحد قناصة النخبة. وكشفت الصحيفة أن مقاتلي "البوليساريو" لا يزالون متواجدين في شمال مالي ويقاتلون إلى جانب مهربي مخدرات إرهابيين وإلى جانب تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ويشاركون في تهريب الأسلحة والمخدرات وكذا في عمليات احتجاز الرهائن، مذكرة بأنه في سنة 2012، وبفضل الأزمة الأمنية في الشمال "انضم مقاتلو "البوليساريو" إلى مختلف حركات مهربي المخدرات الإرهابيين". وأضافت أن تقارير لبعض التمثيليات الديبلوماسية الغربية كانت تحدثت حينها عن جود العديد من مقاتلي "البوليساريو" في شمال مالي وحددت عددهم ما بين 300 و400 مقاتل. وخلصت الصحيفة إلى أنه بعد حرب التحرير التي أطلقها الجيش المالي وقوة أشابيل والعسكريون الأفارقة، قامت عناصر "البوليساريو" بالتخندق في أقصى شمال كيدال، لكنها واصلت تحركاتها بشكل كبير. ولم تقطع هذه العناصر صلتها ببعض مجموعات مهربي المخدرات الإرهابيين الذين كانت تقدم لهم المساعدة كلما اعترضتهم صعوبات.