سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صاحب الجلالة يؤكد اعتزاز المغرب بانعقاد قمة ريادة الأعمال لأول مرة على أرض إفريقية في رسالة ملكية سامية إلى المشاركين في دورتها الخامسة المنعقدة بمراكش
جلالة الملك يدعو إلى تمكين الأجيال القادمة من منظومة تربوية تشجع على روح الإبداع والابتكار والتفاعل
قال جلالة الملك، في رسالة سامية إلى المشاركين في أعمال هذه القمة، أمس الخميس، تلاها رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، إن انعقاد هذه القمة بالمغرب، "يؤكد مكانة وطموح المملكة، التي تعتبر تعزيز شراكتها مع القارة خيارا استراتيجيا محسوما لا رجعة فيه"، مذكرا بأن المغرب، استنادا إلى اختياراته الكبرى، وقيمه الثابتة، يؤكد التزامه القوي بأهداف القمة العالمية لريادة الأعمال. وفي السياق ذاته، أبرز جلالة الملك، أن المغرب "يعبئ طاقاته من أجل النهوض بالتنمية البشرية والمستدامة، ويستثمر في ثقافة ريادة الأعمال، ويشجع تبادل الخبرات والمعارف، والاستغلال الأمثل لعناصر التكامل، خاصة بين بلدان الجنوب". ولمواجهة النزعة التشاؤمية، "التي طالما خيمت على قارتنا"، أبرزت الرسالة الملكية أنه "يجدر بحكوماتنا أن تحفز روح الثقة لدى شبابنا، لإقناعهم بما يتوفرون عليه من مؤهلات ذاتية وقدرة على التعلم، وعلى اتخاذ المبادرة"، ودعا في هذا الصدد، إلى رعاية النماذج الإيجابية، وجعل المبادرات الناجحة نماذج ومثالا يحتذى. وشدد جلالة الملك على أنه لا يجب الخلط بين مفهومي الابتكار التكنولوجي والتقنية العالية، مضيفا أن الابتكارات التي تعتبر ذات مضمون تكنولوجي منخفض تساعد، على غرار باقي الابتكارات، على تلبية بعض الاحتياجات الخاصة، لاسيما بالنسبة للدول النامية. واعتبر جلالته أن هذا النوع من الابتكارات غالبا ما يساهم في مواكبة التنمية الاجتماعية، وتحسين الظروف المعيشية على أرض الواقع، مشيرا إلى أن الابتكار لا ينبغي أن يقتصر على الأغنياء والطبقات الميسورة فقط، "إذ يتعين على المقاولين أن يولوا نفس القدر من الاهتمام للمستهلكين من ذوي الدخل المنخفض، من خلال توفير منتوجات وخدمات ملائمة وذات مردودية". وبعد أن أشاد صاحب الجلالة بكل الذين ساهموا في جعل هذا اللقاء أمرا ممكنا وفرصة سانحة، لخلق تفاعلات وتقاطعات جديدة بين أصحاب القرار السياسي والفاعلين الاقتصاديين، وممثلي المجتمع المدني، والدوائر الأكاديمية، ووسائل الإعلام، سجل جلالته ببالغ الارتياح، أن هذه القمة قد توفقت في حشد عدد كبير من حاملي المشاريع والمستثمرين والمقاولين الشباب، القادمين من مختلف الآفاق. كما دعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، إلى تمكين الأجيال القادمة من منظومة تربوية تتجاوز عملية "التراكم ونقل المعارف"، للانتقال إلى تشجيع روح الإبداع والابتكار والتفاعل. وأكد صاحب الجلالة أن الشباب "يتوفر اليوم، على نافذة مفتوحة على العالم، من خلال التكنولوجيا الحديثة للإعلام، التي تجعل من المعارف العامة، النظرية منها والتطبيقية، ثروة مشتركة للإنسانية جمعاء"، معتبرا أن التربية عنصر أساسي لا بد منه، في المسار الذي ينقل الإنسان إلى مرحلة تنمية روح النقد، وإرادة التطور الذاتي، ليتمكن، في الوقت المناسب، من إدراك واغتنام الفرص الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية المتاحة. وقال جلالة الملك "إن الإنسان لا يولد مقاولا، بل يصبح كذلك عبر الانخراط في مسار النجاح، من خلال علاقة تفاعلية بين المجهود والتعلم والتحكم في الصعوبات"، مضيفا أن صاحب المبادرة في عالم الأعمال "هو الذي لا يسلك المسارات المألوفة، ويتحدى الوضع القائم، بل إنه يبادر، دون تردد، إلى الإجابة، من موقعه، على حاجيات لم يتم تحديدها بعد، أو لم تتم الاستجابة لها". في هذا الصدد، أبرز جلالة الملك أن "المبادرة والابتكار قيمتان متلازمتان، تشكلان محطة للعبور نحو الحرية والترقي الاجتماعي والازدهار، كلما توفر المناخ الملائم للأعمال، والشروط الضرورية لذلك". وفي ما يلي نص الرسالة السامية: "الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله. أصحاب الفخامة السادة رؤساء الدول، صاحب الفخامة السيد نائب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، أصحاب المعالي السيدات والسادة الوزراء، السيدات والسادة ممثلي عالم الاقتصاد والمجتمع المدني، أصحاب السعادة، حضرات السيدات والسادة، يطيب لي أن أرحب بكم جميعا في المملكة المغربية، مشيدا بعقد هذه الدورة الخامسة للقمة العالمية لريادة الأعمال، هنا في مدينة مراكش. هذه المدينة، التي تأسست منذ ما يناهز ألف سنة، ظلت لقرون طويلة، مصدرا للإبداع والابتكار والتقدم. فقد ساهمت بفعالية في نقل هذه القيم نحو جنوب الصحراء وإلى العالمين العربي والإسلامي، ثم نحو أوروبا، ليعم النفع كل هذه الفضاءات. كما أن الموانئ الأطلسية المجاورة لها، تطلعت مبكرا نحو العالم الجديد. وإن المغرب لمعتز بانعقاد هذه القمة، التي أطلقها فخامة الرئيس باراك أوباما سنة 2009، لأول مرة على أرض إفريقية. وهو ما يؤكد مكانة وطموح المملكة، التي تعتبر تعزيز شراكتها مع القارة خيارا استراتيجيا محسوما لا رجعة فيه. واستنادا إلى اختياراته الكبرى، وقيمه الثابتة، فإن المغرب يؤكد التزامه القوي بأهداف القمة العالمية لريادة الأعمال. فهو يعبئ طاقاته من أجل النهوض بالتنمية البشرية والمستدامة، ويستثمر في ثقافة ريادة الأعمال، ويشجع تبادل الخبرات والمعارف، والاستغلال الأمثل لعناصر التكامل، خاصة بين بلدان الجنوب. أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة، حضرات السيدات والسادة، إن الإنسان لا يولد مقاولا، بل يصبح كذلك عبر الانخراط في مسار النجاح، من خلال علاقة تفاعلية بين المجهود والتعلم والتحكم في الصعوبات. وإن صاحب المبادرة في عالم الأعمال هو الذي لا يسلك المسارات المألوفة، ويتحدى الوضع القائم، بل إنه يبادر، دون تردد، إلى الإجابة، من موقعه، على حاجيات لم يتم تحديدها بعد، أو لم تتم الاستجابة لها. فالمبادرة والابتكار قيمتان متلازمتان، تشكلان محطة للعبور نحو الحرية والترقي الاجتماعي والازدهار، كلما توفر المناخ الملائم للأعمال، والشروط الضرورية لذلك. إن التربية عنصر أساسي لا بد منه، في المسار الذي ينقل الإنسان إلى مرحلة تنمية روح النقد، وإرادة التطور الذاتي، ليتمكن، في الوقت المناسب، من إدراك واغتنام الفرص الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية المتاحة. لذا، فإن من واجبنا تمكين الأجيال القادمة من منظومة تربوية تتجاوز عملية "التراكم ونقل المعارف"، للانتقال إلى تشجيع روح الإبداع والابتكار والتفاعل. فالشباب يتوفر اليوم على نافذة مفتوحة على العالم، من خلال التكنولوجيا الحديثة للإعلام، التي تجعل من المعارف العامة، النظرية منها والتطبيقية، ثروة مشتركة للإنسانية جمعاء. ولا يفوتنا هنا أن نتوجه بعبارات الإشادة والتشجيع لكل الأطراف التي تملك المعرفة، أفرادا ومؤسسات، والتي تتيح لشبابنا المتعطش لتطوير الذات، الوصول إلى مضامينها المفتوحة أمام الجميع. وبذلك فهي تساهم في جعل المعرفة المشتركة عبر الإنترنيت، وسيلة للترقي الاجتماعي على المستوى العالمي، وتضع بين يدي كل من كان محروما منها في السابق، معارف وفرصا للتعلم لا تقدر بثمن، خدمة للابتكار والمبادرة في مجال الأعمال. وفي سياق قد يتم فيه استغلال وسائل الاتصال الحديثة لخدمة قضايا مقيتة، كالتطرف الديني أو الترويج لإيديولوجيات منحرفة، فقد أصبح من اللازم توجيه وتطوير هذه الوسائل، لتعزيز التنافس الإيجابي، والمبادرة المواطنة، من خلال تعاون أوثق مع المجتمع المدني. أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة، حضرات السيدات والسادة، إن أي أمة أو ثقافة أو مجموعة بشرية، بإمكانها أن تستمد من مقوماتها الذاتية، ما يحفزها على استشراف المستقبل بالثقة اللازمة للإقدام على أي مبادرة. من جهتنا، يمكننا أن نؤكد أن الإسلام، بما يحمله من تصور متفائل تجاه قضايا الوجود، يجسد هذه القيم الكونية في أسمى معانيها. فديننا الحنيف لا ينبذ الكسب والربح، بل إنه يشجع روح المبادرة، ويحفز على التنمية الذاتية، وعلى الارتقاء القائم على الاستحقاق. وتشكل مؤسسة الوقف نموذجا أصيلا لريادة الأعمال، المتجذرة في تقاليدنا القائمة على التضامن بين الأجيال. ولمواجهة النزعة التشاؤمية، التي طالما خيمت على قارتنا، فإنه يجدر بحكوماتنا أن تحفز روح الثقة لدى شبابنا، لإقناعهم بما يتوفرون عليه من مؤهلات ذاتية وقدرة على التعلم، وعلى اتخاذ المبادرة. فعلينا رعاية النماذج الإيجابية، وجعل المبادرات الناجحة نماذج مثالا يحتدى. وهو ما ينطبق، أيضا، على روح المبادرة النسائية في مجال الأعمال، لما تزخر به من مؤهلات واعدة لصالح الاقتصاد والمجتمع، التي يجب علينا جميعا تشجيعها، حتى لا يبقى هذا الرصيد الكبير عرضة للضياع. وإن المجتمع المفعم بروح المبادرة، الذي نتطلع إليه، كفيل بتحقيق تكافؤ الفرص للجميع، من خلال تحفيز وتشجيع النساء والشباب على التحلي بروح المبادرة، لأن دورهم في هذه المنظومة ينبغي أن يكون أكثر تأثيرا، كقوة اقتراحية وعملية، في خدمة النمو الشامل والتشغيل. أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة، حضرات السيدات والسادة، لا يجب الخلط بين مفهومي الابتكار التكنولوجي والتقنية العالية. فالابتكارات التي تعتبر ذات مضمون تكنولوجي منخفض، تساعد، على غرار باقي الابتكارات، على تلبية بعض الاحتياجات الخاصة، لاسيما بالنسبة للدول النامية. فهذا النوع من الابتكارات غالبا ما يساهم في مواكبة التنمية الاجتماعية، وتحسين الظروف المعيشية على أرض الواقع. ومن البديهي أن الابتكار لا ينبغي أن يقتصر على الأغنياء والطبقات الميسورة فقط، إذ يتعين على المقاولين أن يولوا القدر نفسه من الاهتمام للمستهلكين من ذوي الدخل المنخفض، من خلال توفير منتوجات وخدمات ملائمة وذات مردودية. ويعد قطاع الاتصالات في إفريقيا خير مثال على ذلك. فالعبقرية والابتكار المتوفران لدى الدول الإفريقية، يتيحان تقديم خدمات محددة وتطبيقات خلاقة، بما يبعث على الرضا والارتياح لدى مستعمليها. أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة، حضرات السيدات والسادة، لقد أثبت نجاح القمم التي عقدناها على مدى الخمس سنوات الأخيرة، أن الثروة الجماعية تستمد جوهرها من تبادل الخبرات والممارسات الجيدة، وتقاسم آليات ووسائل التمويل وإعداد المشاريع. فالمعرفة هي الثروة الوحيدة التي ترتفع قيمتها عندما يتم تقاسمها مع الغير. ولا يفوتنا هنا أن نشيد بكل الذين ساهموا في جعل لقائنا اليوم بمراكش، أمرا ممكنا وفرصة سانحة، لخلق تفاعلات وتقاطعات جديدة بين أصحاب القرار السياسي والفاعلين الاقتصاديين، وممثلي المجتمع المدني، والدوائر الأكاديمية، ووسائل الإعلام. وإني لأسجل ببالغ الارتياح أن هذه القمة قد توفقت في حشد عدد كبير من حاملي المشاريع والمستثمرين والمقاولين الشباب، القادمين من مختلف الآفاق. في هذا الصدد، تشكل "قرية الابتكار"، المنعقدة على هامش أشغال هذه القمة، فضاء مناسبا وتفاعليا يمكن المشاركين من التعبير عن أفكارهم الجديدة، وطرح مشاريعهم الخلاقة، وتبادل تجاربهم المقاولاتية. وختاما، فإني أتمنى لهم كامل التوفيق في مساعيهم، الرامية إلى تحقيق غد أفضل للجميع، في عالم أكثر إنصافا وتضامنا. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته". إشادة بريادة جلالة الملك في مجال تحفيز المقاولة والنساء المقاولات عبد الكريم ياسين-أكد عدد من المشاركين في القمة الخامسة لريادة الأعمال، أن هذا اللقاء سيعزز الثقة في إمكانيات الشباب المغربي، وأن هذه التظاهرة الدولية تجسد الشراكة المتينة بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضافمشاركون من مقاولات مغربية وأجنبية، في تصريحات ل"المغربية"، أن القمة ستساهم في إشعاع مراكش على الصعيد الدولي، وإشعاع المملكة وسياستها الاقتصادية، الموجهة منذ الاستقلال نحو حرية المبادرة في مجال النشاط المقاولاتي. وقالوا إن المشاركين المغاربة ستتاح لهمفرصة اللقاء مع مقاولين من بلدان أخرى، والاطلاع على التجارب، والتطرق إلى مواضيع خاصة، منها المقاولات النسوية. وأوضحواأن المغرب يعتبر فاعلا رئيسيا في الدينامية الجديدة بالقارة السمراء، لأنه أصبح يتوفر على رؤية واضحة وثابتة بخصوص الشراكة جنوب -جنوب، التي تعد بتحقيق التطور والازدهار والنمو والتنمية بالنسبة للسكان المحليين، مشيدين بريادةجلالة الملك محمد السادس في مجال تحفيز المقاولة والنساء المقاولات، وبالدور الريادي لجلالتهفي مجال تشجيع روح المقاولة والنساء المقاولات. وأعربوا عن ارتياحهم للدور الذي تضطلع به النساء المقاولات المغربيات، كما تعكسه المشاركة المكثفة للنساء في القمة العالمية الخامسة لريادة الأعمال بمراكش.وخلصوا إلىأنالقمةتشكل مناسبة لبحث التحديات التي تواجه النساء والرجال، الراغبين في إقامة مشاريع وتعزيز المبادلات التجارية وفرص الشغل، سواء بالمغرب أو بالولاياتالمتحدة. ويجسد تنظيم هذه التظاهرة بالمدينة الحمراء، المقامة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بشعار "تسخير التكنولوجيا لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال"، الدور الفعال للمغرب في مجال التنمية الاقتصادية الشاملة للقارة الإفريقية، وريادته في دعم روح المبادرة وإدماج الشباب والمرأة في الاقتصاد. وخصصت قمة مراكش حيزا مهما للنساء واعتماد مقاربة النوع في التنمية، من خلال تنظيم يوم خاص بريادة الأعمال النسائية، يهدف إلى تجميع النساء المقاولات والأطراف الأخرى المشاركة، من أجل التبادل وتقاسم الممارسات الفضلى واستعراض النجاحات، بغية التشجيع والتحفيز على ولوج عالم الأعمال، والقيام بأنشطة من شأنها المساهمة في تفعيل روح المقاولة النسائية. وتجسد قمة مراكش إرادة المملكة في الانفتاح أكثر فأكثر على المحيط العالمي، وإبراز الأنشطة وجهودهافي مجال الانفتاح الاقتصادي، والتعاون الدولي والاقليمي والقاري، الذي يجد له صدى إيجابيا بالجانب الآخر من المحيط الأطلسي. ويحضر القمة أزيد من 3000 مشارك من 50 بلدا، من أجل التباحث والمناقشة وخلق فرص جديدة للشراكات والأعمال، مبنية على روح الابتكار والفرص الجديدة، التي تتيحها التكنولوجيات الحديثة.