يستعد مستشفى بن عبد الله في الصويرة، لافتتاح أول وحدة خاصة بمرضى ألزهايمر في المغرب، أبريل المقبل، تهدف إلى وضع بنية صحية استقبالية للمرضى وعائلاتهم ودعم البحث العلمي حول الداء. ويأتي افتتاح وحدة ألزهايمر بشراكة بين جمعية الصويرة موكادور والمبادرة المتوسطية لمرض ألزهايمر وجمعية جنوب المغرب ألزهايمر، وجمعية قلب الغزال، حسب ما أعلن عن ذلك أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة ورئيس ومؤسس جمعية الصويرة موكادور، خلال حفل ترأسه رئيس موناكو، بمناسبة تخليد اليوم العالمي للداء في موناكو. وتأتي أهمية وحدة أزهايمر لكون المرض أول سبب للإصابة بالخرف في المغرب لدى الأشخاص المسنين، ولأن أكثر من 20 ألف شخص يعانون داء ألزهايمر، حسب آخر المعطيات المتوفرة لدى قسم الصحة العقلية والأمراض الانتكاسية بمديرية الأوبئة ومقاومة الأمراض غير المعدية بوزارة الصحة. وتبرز معطيات وزارة الصحة أن احتمالات الإصابة بالداء تزيد بنسب مختلفة حسب السن، إذ تتحدد 5 في المائة لدى الفئة التي يتجاوز عمرها 65 سنة، وتصل إلى 10 في المائة لمن تفوق أعمارها 75 سنة، لتقفز النسبة إلى 20 في المائة البالغة أعمارها 90 سنة. وتأتي هذه المعطيات في ظل تزايد عدد المسنين في المغرب، إذ يمثل البالغون من العمر 60 سنة، 2.5 في المائة من مكونات المجتمع، بينما يرتقب أن يصل عددهم إلى أكثر من 4 ملايين في 2019. وسيشرف على تنسيق العمل مع الفريق الطبي للأمراض العصبية في مستشفى بن عبد الله في الصويرة، البروفيسور كيساني، رئيس مصلحة الأمراض العصبية بالمستشفى الجامعي محمد السادس في مراكش، ورئيس جمعية جنوب المغرب ألزهايمر، إذ يضمن الفريق الطبي في الصويرة المراقبة الطبية والعلمية بدعم من عدد المؤسسات بتنسيق مع المؤسسة المتوسطية لمرض ألزهايمر في موناكو. ومن المبرمج أن يقدم المركز اختبارات الذاكرة وخدمات الرصد والتوجيه ومصاحبة المرضى وعائلاتهم، كما ستكون وحدة ألزهايمر بنية للبحث والخبرة لتنمية البحث الطبي والمساعدة على التعرف أكثر على الداء في المغرب. وينضاف إلى هذه المهام، تحضير المركز ليكون وحدة استقبال وفضاء حميميا للاستماع للمرضى وعائلاتهم وتقديم المعلومات، في سعي لدعم المرضى على بلوغ الاستقلالية الذاتية، تبعا لما يشكله الداء من عبء ثقيل على عائلات المرضى، لما تتحمله من مشاكل اجتماعية واقتصاديا، إذ يزيد الأمر خطورة عندما تكون الأسرة جاهلة بالمعلومات الوافية والصحيحة حول المرض، وعن كيفية التكفل بذويها، إلى جانب افتقارها للإمكانات المالية الميسرة للتكفل بالشخص المريض. وتتضمن المعطيات الرسمية، التي توصلت "المغربية" بنسخة منها، أن من العوامل المسببة للإصابة بالداء في المغرب، ارتفاع الضغط الدموي وداء السكري والإصابة بالكوليسترول، وأن أكثر من 20 في المائة من المرضى الذين يتابعون علاجاتهم في مصالح الجراحة الدماغية، يعانون الخرف الشرياني، الناتج أساسا عن فشل علاجات مرض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم. كما تستمر هذه المصالح في استقبال حالات الخرف الزهري، رغم أنه اختفى منذ فترة طويلة، بسبب التشخيص المتأخر للمرض. ومن صعوبات التشخيص المبكر في المغرب، أن اختبارات الذاكرة غير متوفرة باللغة العربية أو الدارجة، ما يعسر اقتراحها على الأشخاص الذين لا يعرفون الكتابة أو القراءة. ويعتبر التشخيص المبكر لداء ألزهايمر وسيلة مهمة لتأخير بلوغ مرحلة الخرف، سيما أن العلم لم يتوصل بعد إلى أي علاج شاف بشكل نهائي، بينما تتوفر أدوية مبطئة لتطور أعراض المرض، تصل كلفتها إلى ألف درهم في الشهر، وهو ما يشكل حملا ثقيلا لدى الأشخاص المسنين الذين لا يتوفرون على أي تغطية صحية عن المرض. ومن السبل الوقائية من المرض، أيضا، الرفع من القدرات الذهنية والجسمية للأشخاص المسنين، والحرص على التغذية الجيدة والمتوازنة، وممارسة أنشطة جسمية، كل حسب قدراته الصحية. يشار إلى مرض ألزهايمر يمس أكثر من 24 مليون شخص في العالم، بينما تفيد معطيات التقرير الأخير للمنظمة الدولية لللأزهايمر، إلى أن عدد المصابين بلغ 35.6 مليون شخص سنة 2010، ويرتقب أن يزيد العدد عن 65 مليون سنة 2030، و115 مليون مصاب سنة في 2050.