أعلنت الجمعية المغربية لألزهايمر والأمراض المرتبطة، عن تنظيم مسيرة من الدارالبيضاء إلى الرباط، أسمتها "مسيرة الذاكرة - 100 كيلومتر ضد ألزهايمر"، ستنطلق صباح الجمعة المقبل من ساحة الأممالمتحدة بالبيضاء، لتنتهي يوم الاثنين بالرباط. جمعية 'أماما' في نشاط سابق جرى خلاله تسلق جبل توبقال وتهدف المسيرة إلى الوصول إلى مقر وزارة الصحة، الاثنين المقبل، لتقديم "الوثيقة الاستعجالية لمرض ألزهايمر" لوزارة الصحة، التي تضم المعايير اللازم اتخاذها لتحسين وضعية مرضى ألزهايمر بالمغرب. ويأتي ذلك بالموازاة مع ما تفيده المعطيات الرسمية، المتوفرة لدى قسم الصحة العقلية والأمراض الانتكاسية بمديرية الأوبئة ومقاومة الأمراض غير المعدية بوزارة الصحة، من أن أكثر من 20 ألف شخص يعانون داء ألزهايمر، الذي يعتبر أول سبب للإصابة بالخرف في المغرب لدى الأشخاص المسنين. وتنظم الجمعية المغربية لألزهايمر والأمراض المرتبطة، المعروفة اختصارا ب"لاماما"، المسيرة بدعم معنوي من الجامعة الدولية لألزهايمر، لتحسيس المجتمع المغربي بمدى معاناة المرضى ومساعديهم في المغرب، بمناسبة اليوم العالمي لألزهايمر. وينتظر أن ينضم إلى فعاليات المسيرة 100 مشارك من عائلات مرضى ألزهايمر والأمراض المرتبطة، وأطباء ومتطوعين. ويأتي تنظيم المسيرة في إطار مجموعة من الأنشطة لجمعية عائلات مرضى ألزهايمر، "لاماما"، الرامية إلى الدفاع عن الحقوق الاجتماعية والصحية لذويها المرضى، كما تلفت نظر عموم الناس والمسؤولين إلى ثقل معاناتها في التكفل بذويها. ومن أبرز أنشطتها الأخيرة، تنظيم "رحلة صعود التحدي" لتسلق جبل توبقال، التي شاركت فيها عائلات المرضى، للتعريف بمصاعب التكفل الاجتماعي بالمصابين. ويشكل مرض ألزهايمر عبئا ثقيلا على عائلات المرضى، لما تتحمله من مشاكل اجتماعية واقتصادية، ويزيد الأمر خطورة عندما تكون الأسرة جاهلة بالمعلومات الوافية والصحيحة حول المرض، وعن كيفية التكفل بذويها، مع افتقارها للإمكانات المالية الميسرة للتكفل بالمريض. ومن أبرز مطالب الجمعية، تأسيس وحدات طبية خاصة بالأشخاص المسنين في المستشفيات الإقليمية والجامعية، ووحدات متخصصة داخل مصالح الصحة النفسية والعقلية، وتأمين الأدوية لجميع المرضى، مع تمتيع العائلات المتكفلة بالمرضى بمساعدات مالية وإحاكتهم بالتكوين والتأطير والدعم النفسي. وتبرز المعطيات أن احتمالات الإصابة بالداء تزيد بنسب مختلفة حسب السن، إذ تتحدد في 5 في المائة لدى الفئة التي يتجاوز عمرها 65 سنة، وتصل إلى 10 في المائة لمن يفوق عمرهم 75 سنة، لتقفز النسبة إلى 20 في المائة لدى البالغ عمرهم 90 سنة. وتأتي هذه المعطيات، في ظل تزايد عدد المسنين في المغرب، إذ يمثل البالغون من العمر 60 سنة، 2.5 في المائة من مكونات المجتمع، بينما يرتقب أن يصل عددهم إلى أكثر من 4 ملايين في 2019. وتتضمن معطيات رسمية، توصلت بها "المغربية"، أن من العوامل المسببة للداء في المغرب، ارتفاع الضغط الدموي وداء السكري والإصابة بالكوليسترول، وأن أكثر من 20 في المائة من المرضى الذي يتابعون علاجاتهم في مصالح الجراحة الدماغية يعانون الخرف الشرياني، الناتج أساسا عن فشل علاجات مرض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم. كما تستمر هذه المصالح في استقبال حالات الخرف الزهري، رغم أنه اختفى، منذ فترة طويلة، بسبب التشخيص المتأخر للمرض. ومن صعوبات التشخيص المبكر بالمغرب، أن اختبارات الذاكرة غير متوفرة باللغة العربية أو الدارجة، ما يعسر اقتراحها على الأشخاص الذين لا يعلمون الكتابة أو القراءة. ويعتبر التشخيص المبكر لداء ألزهايمر وسيلة مهمة لتأخير بلوغ مرحلة الخرف، سيما أن العلم لم يتوصل بعد إلى أي علاج شاف بشكل نهائي، بينما تتوفر أدوية مبطئة لتطور أعراض المرض، تصل كلفتها إلى ألف درهم في الشهر، ما يشكل حملا ثقيلا لدى الأشخاص المسنين الذين لا يتوفرون على تغطية صحية. ومن السبل الوقائية من المرض، الرفع من القدرات الذهنية والجسمية للأشخاص المسنين، والحرص على التغذية الجيدة والمتوازنة، وممارسة أنشطة جسمية، كل حسب قدراته الصحية. يشار إلى مرض ألزهايمر يمس أكثر من 24 مليون شخص في العالم، بينما تفيد معطيات التقرير الأخير للمنظمة الدولية للأزهايمر أن عدد المصابين بلغ 35.6 مليون شخص سنة 2010، ويرتقب أن يزيد عن 65 مليونا سنة 2030، و115 مليونا سنة 2050.