بلغ عدد المصابين بمرض الخرف المبكر أو ''الزهايمر''، أزيد من 57 ألف حالة في الجزائر. ويحذر مختصون من تبعات نقص التكفل بهذه الفئة، في ظل انعدام المراكز الخاصة بهم وضعف وتيرة العلاج والنقص الكبير في الأدوية المخصصة لهم، خاصة أن المرض يعتبر من أبرز علامات التقدم في السن. أفاد رئيس لجنة تنظيم الملتقى الوطني حول داء الزهايمر، الدكتور إسماعيل لعمارة، بأن الإصابة بالمرض في الجزائر تعرف تناميا مخيفا، الأمر الذي يستدعي من الجهات المختصة ممثلة في وزارتي الصحة والتضامن، القيام بإجراءات سريعة لتوفير مراكز التكفل بهذه الفئة التي يرتقب أن يرتفع عددها ليتعدى نصف مليون حالة بحلول سنة .2050 وكشف في السياق عن إصابة 6 بالمائة من الأشخاص المسنين بالزهايمر، الذين يتوقع أن ترتفع نسبتهم مستقبلا، بالنظر إلى تطورات الظروف المعيشية التي انعكست على فئة المسنين، في إطار الظاهرة العالمية لارتفاع معدلات الشيخوخة عبر العالم، حيث أكد أن متوسط العمر خلال 1962 لم يتجاوز ال50 سنة، في حين ارتفع اليوم إلى 76 سنة، بالموازاة مع ارتفاع الكثافة السكانية، حيث تم تسجيل أزيد من 2 مليون ونصف مسن من بين 37 مليون نسمة، وهي الأرقام التي يتوقع أن ترتفع إلى 12 مليونا ونصف مليون مسن في .2050 وقال لعمارة إنه ينبغي على الجهات المعنية أن تتخذ الاحتياطات اللازمة قبل ارتفاع عدد المصابين إلى وتيرة تجعل السلطات المعنية عاجزة عن التكفل بهم، مقابل ما يعرفه المجال الطبي اليوم من ضعف بالغ في التكفل بمرضى الخرف المبكر، والوضعية الاجتماعية المتدنية للمصابين الذين لا يستطيعون تأمين مصاريف العلاج. وأوضح المتحدث بأن الأدوية المخصصة لمعالجة المرض لا توجد في بلادنا، الأمر الذي يتطلب من المصابين جلبها من الخارج، في حال تمكن الأطباء من تشخيص حالتهم، في ظل غياب وسائل التشخيص المناسبة لتحديد نوع المرض، وهو ما يجعل حالة الكشف عن الداء متأخرة في أغلب الحالات، ما لا يتيح للمصاب التماثل للشفاء، وقال إن الكشف المبكر عن المرض قبل ظهوره، بصفة جلية، يمكن من علاجه، فيما تبقى الأدوية الموصوفة بعد ظهوره مجرد ''مهدئات''.