كشف الناشط الحقوقي الصحراوي، امربيه ولد السيد، الذي تمكن أخيرا من الفرار من جحيم الاحتجاز بتندوف، أن الصحراويين المحتجزين يمرون بظروف إنسانية صعبة تتطلب تدخل المجتمع الدولي لإنقاذهم، وذلك بسبب فرض قيادة البوليساريو لحالة التأهب القصوى داخل المخيمات. وكشف ولد السيد، خلال مشاركته في ندوة حول واقع المحتجزين في تندوف، أول أمس الخميس، بالصخيرات، أن تنامي الاحتجاجات التي يقودها شباب التغيير واجهتها قيادة البوليساريو بتشكيل مليشيات عسكرية مسلحة، أخيرا، سميت ب"فرق اليقظة"، التي تبطش بكل المعارضين الصحراويين. ودعا الناشط الحقوقي الصحراوي كل المنظمات الحقوقية الوطنية والأجنبية إلى زيارة المحتجزين في تندوف للوقوف على حقيقة وضعهم المزري، الذي تنعدم فيه شروط ومقومات الحياة الكريمة للصحراويين، الذين انتهكت حرماتهم طيلة أكثر من أربعين سنة. وفي السياق ذاته، أطلق فاعلون جمعويون حملة للتوقيع على عريضة دولية تطالب بتجريم تجنيد أطفال الأسر المحتجزة في مخيمات تندوف، مناشدين راديكا كوماراسومي، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة، بتوفير الحماية اللازمة لأطفال المخيمات وتمكينهم من مواصلة تعليمهم. ودعت جمعية منتدى الطفولة، التي بادرت إلى إطلاق النداء، أمس الخميس بالرباط، إلى وقف تجنيد الأطفال الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف، وناشدت المجتمع الدولي بحمايتهم من تسلط مليشيات البوليساريو، التي "عوض أن توفر للأطفال مدارس التربية والتعليم تقوم بالزج بهم في مستنقع الكراهية والتربية على العداء لبني جلدتهم، الذين اختاروا العودة إلى وطنهم الأصلي" حسب بلاغ للجمعية. وعن دواعي إطلاق العريضة، أوضحت الجمعية أن إطلاعها على الوضع الغير الإنساني للأطفال المحتجزين في مخيمات تندوف، من خلال وسائل الإعلام الدولية وشهادات المواطنين الصحراويين، هو ما جعلها تسارع إلى دعوة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة إلى فتح تحقيق دولي عاجل، من أجل وضع حد للفظاعات التي يتعرض لها السكان المحتجزون داخل مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، حيث "تحتجزهم البوليساريو كرهائن وليس كلاجئين". وتلتمس العريضة من كوماراسومس اتخاذ الإجراءات اللازمة ومتابعة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة في حق الأطفال، وفق الاتفاقيات الدولية الجاري بها العمل، مع كسر جدار الصمت، الذي يصر البوليساريو على فرضه حول المخيمات، من أجل الإبقاء على سكانها قيد الاحتجاز وإخضاعهم للإهانات ومواصلة سياسة تعامله اللاإنساني ضد هؤلاء السكان الذين تدعي البوليساريو الدفاع عنهم. كما تدعو العريضة، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة، بالتدخل لرفع الحجز على المحتجزين في مخيمات تندوف وبالسماح لهؤلاء الأطفال وتمكينهم من العودة مع ذويهم إلى أرض الوطن للعيش في طمأنينة والتمتع بكافة الحقوق كسائر أطفال العالم ولم شمل أسرهم والتحاقهم بذويهم. وتحث العريضة، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة، على تحمل مسؤوليتها في إنقاذ الأطفال بمخيمات تندوف، على اعتبار أن العنف ضد الأطفال لا يقتصر على العنف الجسدي الممارس بحقهم، وإنما يمتد ليشمل حرمانهم من فرص التعليم والحق في الترفيه والصحة والسكان ويعانون سوء التغذية، و"الاتجار بهم وتهجيرهم إلى إسبانيا أو ترحيلهم إلى كوبا للتدريب العسكري والتكوين الإيديولوجي، إذ حسب بعض الإحصائيات، فإن حوالي 6 آلاف طفل صحراوي ذهبت بهم قيادة البوليساريو إلى كوبا، من أجل الدراسة والتدريب على السلاح".