افتتحت، اليوم الخميس بمراكش، أشغال المؤتمر الدولي الثامن ل"حوارات أطلسية"، باطلاق الدورة السنوية السادسة لتقرير "تيارات أطلسية حول الآفاق الأطلسية". ويتميز هذا المؤتمر، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على مدى ثلاثة أيام بمبادرة من مركز التفكير المغربي "مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد" حول موضوع "الجنوب في عصر الاضطرابات"، بحضور حوالي400 مشاركا يمثلون 66 دولة. تجدر الإشارة إلى أن 23 في المائة من بين ضيوف هذا المؤتمر، من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، 21 في المائة من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، و24 في المائة من أوروبا، و15 في المائة من أمريكا الشمالية، و09 في المائة من أمريكاالجنوبية. ويتوزع ضيوف المؤتمر إلى دوائر القرار السياسي، وعالم الأعمال (13 في المائة)، والبحث (13 في المائة)، ومراكز التفكير (6 في المائة)، والقطاع العام (15 في المائة)، والمنظمات الدولية (10في المائة)، والمجتمع المدني (11 في المائة)، ووسائل الإعلام (8 في المائة). وحسب اللجنة المنظمة ، فإن المؤتمر يتيح للمشاركين الفرصة لتسليط الضوء على الرهانات الكبرى الجيو-سياسية والاقتصادية بالحوض الأطلسي، مشيرة إلى أن دورة هذه السنة تناقش موضوع "الجنوب في عصر الاضطرابات"، الذي يأتي امتدادا لموضوع السنة الماضية الذي خصص ل"ديناميات أطلسية: تجاوز نقاط القطيعة". وجاء اختيار هدا الموضوع، حسب المنظمين، لما تمليه التحديات المتعددة التي تواجهها بلدان الجنوب في ظل استمرار الصراعات والتهديدات الإرهابية، وارتفاع معدلات البطالة لدى الشباب، والتوسع الحضري السريع، إضافة إلى تداعيات تغيرات المناخ. كما سيتدارس المشاركون في هذا الملتقى السنوي، مجموعة من المواضيع البالغة الأهمية تهم على الخصوص"احتمالات حدوث أزمة مالية دولية جديدة، وتراجع تعددية الأطراف، وإصلاح نظام الحكامة الدولي، والتدخلات العسكرية في أفريقيا، إضافة إلى الثورة الصناعية الرابعة، والتوسع الحضري وتعزيز ديناميات التصدي لتغيرات المناخ من خلال تعبئة الموارد المالية والتكنولوجية اللازمة". وتماشيا مع التقاليد التي دأب عليها منذ إطلاقه، يواصل مؤتمر"حوارات أطلسية" منح الشباب مكانة بارزة حيث يشارك فيه 50 من الرواد الشباب، تتراوح أعمارهم بين 23 و35 عاما، تم انتقاؤهم طبقا لمعايير جد دقيقة، وسيشاركون هؤلاء الشباب الذين يمثلون 27 دولة، في دورات تدريبية على القيادة سيديرها خبراء رفيعو المستوى، بجامعة محمد السادس المتعددة الاختصاصات في مدينة بنجرير، قبل أن يلتحقوا بالحوارات الأطلسية. ويعتبر "مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد"، الذي كان اسمه مركز الدراسات والأبحاث، مركزا مغربيا للتفكير تم إطلاقه في 2014 بالرباط، بمساهمة 39 باحثا منتسبا لدول الجنوب والشمال. ويهدف، من خلال رؤية جنوبية لقضايا البلدان النامية، إلى تسهيل اتخاذ القرارات الاستراتيجية المتعلقة بأربعة برامج رئيسية هي الفلاحة والبيئة والأمن الغذائي، والاقتصاد والتنمية الاجتماعية، والمواد الأولية والقضايا المالية، والجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية.