برزانته المعهودة، رد السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، على جميع أسئلة الإعلاميين الرياضيين، خلال ندوة صحفية عقدت بمراكش، أول أمس الخميس، عقب نهاية مؤتمر اللجنة التنفيذية لفيفا، والذي استمر ثلاثة أيام، بحضور حوالي 60 رئيسا وكاتبا عاما ينتمون إلى 25 اتحادا من جميع القارات. ولم يكشف إنفانتينو عما تضمنته الملفات الأساسية المطروحة على طاولة الفيفا، مثل الاتصالات التي يقوم بها الاتحاد الدولي مع دول الجوار لدولة قطر، التي ستستضيف مونديال 2022، من أجل احتضان بعض المباريات لتطبيق قرار رفع عدد المنتخبات المشاركة من 32 إلى 48 منتخبا، لأول مرة في تاريخ المسابقة العالمية، وقضية النقل التلفزيوني للتظاهرات الكبرى، واحتجاجات المنتخبات التي تضررت من تقنية "الفار" خلال نهائيات كأس العالم بروسيا، والصيغ الجديدة المطروحة لبطولة كأس العالم للأندية، إضافة إلى المعطيات المتعلقة بتنظيم مونديال 2030. ترك جياني إنفانتينو الباب مفتوحا بخصوص كل المقترحات لتنظيم نهائيات كأس العالم 2030، ورحب بكل التصورات المشتركة بين عدد من الدول الصديقة والقريبة جغرافيا. كما أثنى كثيرا على مقترح التنظيم المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، معتبرا أنه سيكون أول ملف من نوعه، بحكم أنه سيجمع بين قارتين مختلفتين. أوضح إنفانتينو أنه لا يوجد في اللوائح الاتحاد الدولي "فيفا" ما يمنع من تقديم ملف مشترك بين دول من قارتين مختلفتين لتنظيم النهائيات العالمية. وقال "سمعت أخيرا عن هذا الموضوع وإن حدث فسوف يكون الأول من نوعه في تاريخ الملفات المرشحة لتنظيم نهائيات كأس العالم"، خاصة أنه لا يوجد ما يمنع قبول هذا النوع من الملفات. وإقامة مونديال بين قارتي إفريقيا وأوروبا سيكون بمثابة تحالف بين الحضارات، ودليل على أن كرة القدم قادرة على جمع شعوب من مختلف الثقافات والأديان. ومن واجبي أن أشجع جميع الاتحادات الكروية على تقديم ملفات ترشيحها لاحتضان نهائيات كأس العالم". وأضاف إنفانتينو "مثلما سمعت عن هذا المقترح، هناك مقترحات أخرى مماثلة، مثل واحد يتعلق بتنظيم مشترك بين الأرجنتين والأوروغواي والباراغواي، إضافة إلى ملف إنجلترا وإيرلندا الشمالية واسكتلندا"، مشيرا إلى أنه، وبصفته رئيسا للفيفا، فهو يشجع جميع الاتحادات الدولية. وتابع "أعتقد أن الوقت سابق لأوانه للحديث عن التنظيم المشترك، فهناك متسع من الوقت لدراسة كل هذه المقترحات والخيارات، إذ لا يمكن الحسم فيها إلا بعد ثلاث أو أربع سنوات لتحديد وجهة مونديال 2030".
المغرب مؤهل لاحتضان أكبر التظاهرات العالمية "المغرب كان مرشحا قبل أشهر قليلة لاحتضان مونديال 2026، وقدم ملفا قويا، فهو بلد بإمكانه احتضان أكبر التظاهرات العالمية على أرضه بالنظر إلى توفره على كل الإمكانيات، فهو من الدول التي تتطور بسرعة كبيرة"، بهذه العبارات أثنى إنفانتينو على المغرب، وشجعه على تقديم ملفه المشترك مع إسبانيا والبرتغال لاحتضان مونديال سنة2030 . وأضاف "المغرب يملك خبرة كبيرة، وشهد تطورا ملحوظا على كل المستويات، وتوفره على بنيات تحتية رياضية متميزة يؤهله لاحتضان أكبر الاستحقاقات العالمية"، مشيدا خلال الندوة الصحفية، التي حضرها فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والذي شكره على مجهوداته التي ساهمت في إنجاح مؤتمر الفيفا بمراكش، بالعمل التي تقوم به الجامعة الملكية المغربية في إطار نهج أسلوب يتماشى مع سياسة واستراتيجية الاتحاد الدولي، الهادفة إلى تطوير منظومة اللعبة.
قطع جياني إنفانتينو الشك باليقين، وأكد أن مونديال قطر 2022 سينظم في وقته المحدد، وأن هذا الأمر محسوم فيه بصفة نهائية، وقال "نحن على يقين تام بأن قطر ستنظم كأس عالم غاية في الروعة "، لكنه اعتبر أنه من الصعب الرفع من عدد منتخبات كأس العالم المقبلة من 32 إلى 48 منتخبا. وأكد رئيس الإتحاد الدولي على عدم وجود نية لزيادة عدد المنتخبات في مونديال قطر، وقال "لم نفكر في زيادة عدد المنتخبات بمونديال قطر 2022 منذ البداية، وهذه الفكرة تقدمت بها عددا من الاتحادات، وهو قرار جيد، ونحن ندرس إمكانية تنفيذ هذا الأمر اعتبارا من 2022"، لكن سيكون من الصعب تنفيذ هذه الفكرة في دولة قطر وحدها، ولذلك ندرس فكرة إقامة بعض المباريات في دول مجاورة، علما أن الأوضاع السياسية بين قطر ودول الجوار ليست مستقرة. سنرى ما يمكن أن نحصل عليه مستقبلا".
خلل في نظام كأس العالم للأندية من جهة أخرى، اعترف رئيس الفيفا بأن هناك مجموعة من الأندية التي تتعرض للظلم في منافسات كأس العالم للأندية من خلال نظامها الحالي، إذ أن هناك أندية تلعب مباراة واحدة فقط وتتأهل إلى النهاية، في وقت يكون على أندية أخرى خوض أكثر من ثلاثة مباريات من أجل أن تتأهل إلى المباراة النهائية. مضيفا "أعتقد أن الوقت حان لتطوير كأس العالم للأندية، ومنح الفرصة لأندية أخرى من جميع أنحاء العالم للتنافس، والمشاركة. نسعى إلى رفع عدد الأندية المشاركة إلى 24 فريقا، وهذا مقترح قيد الدرس لتطبيقه مستقبلا، لأننا نريد أن نجعلها كأسا عالمية حقيقية، كما هو الشأن بالنسبة لكأس العالم للمنتخبات".
نجاعة تقنية "الفار"
دافع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بقوة عن اعتماد تقنية الفيديو في مجال التحكيم "الفار"، خلال نهائيات كأس العالم روسيا 2018، وقال "رغم أن انتقادات كثيرة وجهت لها، إلا أن تقنية "الفار" قلصت هامش الخطأ لدى الحكام في مونديال روسيا الذي كان رائعا على كل المستويات". واستدل رئيس الفيفا في حديثه بأرقام تؤكد ذلك، وقال "بواسطة هذه التقنية تمكن الحكام من إصلاح 20 خطأ، إذ كان هناك أزيد من 500 قرار بناء على هذه التقنية، و95 في المائة منها كان صائبا، ووصلت نسبة نجاح هذه التقنية إلى 99.3 في المائة". كما ذكر أن الدراسات التي قام بها الاتحاد الدولي أثبتت أن استعمال تقنية "الفار" حققت نجاحا كبيرا، لأنها كانت حاسمة في العديد من المباريات، والدليل على ذلك أن العديد من الاتحادات ترحب بفكرة إدماجها في جميع المنافسات، كما هو الشأن بالنسبة للمغرب، مضيفا "عدد الاتحادات التي تعتمدها أو التي تستعد لذلك، وصل، حاليا، 55 اتحادا كرويا".
المغرب ومونديال الأندية
في رده على سؤال حول ما إذا كان المغرب مرشح مرة أخرى لتنظيم مونديال الأندية مستقبلا، قال إنفانتينو، ضاحكا، "صحيح أن المغرب يتوفر على طقس جميل، ويتميز بطبخه اللذيذ، ويحسن التعامل مع الضيوف، لكن لا يمكن تنظيم كل شيء بالمغرب". وأضاف "المغرب كما ذكرت بلد يتطور بسرعة، ويقوم بمجهودات كبيرة في مجال كرة القدم، كما أنه يساعد العديد من بلدان القارة الإفريقية في الشقين اللوجستيكي والتقني".