أوقفت عناصر الشرطة السياحية التابعة لولاية أمن مراكش، يوم السبت الماضي، نقاشة بعد شكاية تقدم بها سائح يحمل الجنسية التركية، أصيب بالتهاب جلدي أتناء تزيين ذراعه الأيمن بنقوش الحناء، بساحة جامع الفناء. وحسب مصادر مطلعة، فإن الضحية التركي أصيب بطفح جلدي، مصحوبا بحكة وألم حاد على مستوى ذراعه، ما استدعى نقله على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل من أجل تلقي العلاجات الضرورية، في حين تم اخضاع النقاشة لإجراءات البحت والتحقيق، قبل إحالة ملف القضية على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش. وتشهد ساحة جامع الفناء منافسة شديدة بين النقاشات، اللواتي يتسابقن لاستقطاب زوار ساحة جامع الفناء من مختلف الجنسيات رافعات شعار "لدي أحدث الصيحات في نقش الحناء"، ما يثير انتباه زائرات جامع الفناء، فتجلس الواحدة منهن وتختار الشكل الذي يعجبها من "الكتالوغ"، الذي تعرضه عليها واضعة الحناء، أما بالنسبة للسعر فمنهن من تفضل الاتفاق مسبقا على السعر ومنهن من تتركه لما تجود به الزبونة أو الزبون. يذكر أن بعض النقاشات يعمدن إلى مزج الحناء بمواد كيماوية من أجل تحقيق لون أسود جذاب، إلا أن الجلد لدى بعض الزبائن لا يتحمل هذه المواد، ما يتسبب في الالتهاب وحساسية الجلد. وتعد الحناء المادة الأساسية لهذه الحرفة النسائية بالإضافة الى الحامض الدي يساعد الحناء لكي تصبح سائلة ولا يتقطع خيطها، والثوم الذي يجعل لون الحناء على اليد قاتما، والإبزار، والقرنفل، والزعتر، والشبة، والحرمل، وكلها تساهم في جعل لون الحناء أكثر قتامة، أما في الوقت الراهن فيجري تعويض هذه المواد الطبيعية بمواد مصنعة مثل مادة "الدوليو"، التي تعطي لونا قاتما للحناء، لكنها تؤثر على الجلد، إذ سبق لمجموعة من زوار ساحة جامع الفناء أن أصيبوا بالتهابات جلدية بمجرد خضوعهم لعملية النقش بالحناء المكونة من المواد المصنعة.