شهدت ساحة جامع الفنا، مساء يوم الخميس الماضي، حالة استنفار قصوى إثر ورود خبر تعرض إحدى السائحات الفرنسيات لمرض جلدي مزمن بعد أن كانت قد سلمت يديها لإحدى نقاشات الحناء بالساحة الشهيرة. أعراض هذا المرض الجلدي الخطير، تمثل في كون السائحة الفرنسية وبعد جولة في ساحة جامع الفنا، وجدت نفسها عند إحدى النقاشات المتواجدات في مختلف فضاءات جامع الفنا، حيث يتجولن بشراهة لاصطياد زبناء من مختلف الجنسيات. وبعد أن استسلمت للنقاشة من أجل حمل تذكار يخلد لزيارة مدينة مراكش، كانت نقوش الحناء على يدي السائحة بمثابة الفاجعة التي ستحول حياتها الى جحيم وزيارتها لمراكش من تذكار وردي الى نقمة سوداء تكرس إهمال مسؤولي المراقبة بساحة جامع الفنا ، بعد أن لحقتها أضرار خطيرة أتلفت جزءا من يدها . ورود الخبر كان كالصاعقة، حيث استنفرت السلطات المحلية جميع أفرادها للقيام بحملة تفتيش في صفوف نقاشات جامع الفنا، حيث عاين جل رواد جامع الفنا الحملة التي شنتها بعض المصالح بالرغم من فوات الأوان. إحدى النقاشات أكدت ل»الاتحاد الاشتراكي» أن المواد المستعملة في تهيئ الحناء تستخدم فيها مادة صينية الصنع تباع في علبة الى جانب سائل أبيض في محلات بيع الأعشاب ب 5دراهم، هاته المادة تضمن اللمعان الساطع واللون المميز وكذا دوام نقوش الحناء لمدة أطول، لكن حقيقة الأمر تجلت في كون المادة هاته مجهولة الهوية، ولا تحتوي على وصفة الاستعمال ولا مكوناتها، حيث الكل مكتوب باللغة الصينية مما يجعل استعمالها أخطر للغاية. لحظات عصيبة، تفتيش، استفسار، حجز و استنطاق لكل النقاشات، حيث أن حالة استنفار قصوى تلك التي عاشتها الساحة و تم من خلالها حجز العديد المواد التي تستعمل في تهيئ خليط الحناء من أوراق الحناء وسائل الدوليون(الخاص بصباغة المباني) ومجموعة كبيرة من كبسولات الحقن المستعملة التي لا يعرف مصدرها، مما يزيد من تعقيد الخطر. مشاهد وأحداث مؤلمة تساهم في كشف اللامبالاة التي تعانيها ساحة جامع الفنا والتهميش الذي يعري ضعف التسيير، وبالتالي تكريس الفوضى في جل أروقة الساحة. من جهة أخرى من المسؤول عن تسرب مواد سامة وخطيرة الى حظيرة مواد التجميل رغم أن مصدرها مجهول و مصنعها أكثر تعتيما؟ الى متى ستستمر هاته الفوضى وهاته اللامبالاة والاستهتار بصحة المواطنين وزوار مدينة البهجة؟ وهل حالة السائحة الفرنسية و التي انحبست أنفاسها بعد علمها بخطورة المرض الذي أصيبت به ستعري هشاشة المراقبة؟ أم ستعجل باتخاذ قرارات شجاعة لحماية سمعة ساحة جامع الفنا و صيتها الدولي ..؟