فوجئ محبو فرقة ناس الغيوان، ليلة أول أمس السبت، بغياب المجموعةعن السهرة الختامية لمهرجان الورود في دورته 52، إذ عوضت بفرقة إزنزارن الأمازيغية الملقبة ب"ناس الغيوان الأمازيغ" وذلك بعد أن كان مقررا، حسب برنامج السهرة، أن تختم فرقة "ناس الغيوان" السهرة الفنية. لم يستسغ الجمهور الذي تكبد عناء السفر من مدنورزازات، ومراكش، وزاكورة، وفاس، والدارالبيضاء، وأكادير، للاستماع إلى فرقة ناس الغيوان، متسائلين عن أسباب الغياب عن المهرجان، وهناك من أرجع السبب إلى غياب التنسيق. محمد، ابن مدينة مراكش، انزوى في ركن ووضع يديه على خديه، وقال بصوت مرتفع "لماذا لم نخبر بعدم حضور ناس الغيوان؟ سافرت من مراكش إلى القلعة، من أجل سماع أغاني فرقتي المفضلة والرقص على نغماتها السحرية، التي تنسيني عناء أسبوع من العمل المضني". "حرام والله حرام"، هذا ما قالته هدى واسيلي، ابنة مدينة الدارالبيضاء، التي فوجئت بدورها بعدم حضور ناس الغيوان، وأضافت "توسلت إلى والدي كي لا يحرمني من فرصة سماع فرقتي الموسيقية المفضلة، ووافق، شريطة المكوث عند عمتي القاطنة بقلعة مكونة، لكن خذلني مسؤولو المهرجان". إلا أن فرقة إزنزارناستطاعنت أن تمتص الغضب،بأداء فقرات فنية أمازيغية متنوعة أطربت الجميع، فيما هيجت أغنية "أمازيغ، أمازيغ، واي واييا"، شباب قلعة مكونة، الذين رددوا الهتافات وحيوا الفرقة، وعبروا عن حبهم لها بالرقص الأمازيغي التقليدي، في حينحركت أغنية "أوييه الزين أيتستنيت إيلان" (اللي تقوليه هو اللي يكون) أجساد بعض النساء اللواتي أخذن يختلسن الرقصات، خوفا من أن تلمحهن أعين الرجال. تضاربت الآراء حول سبب غياب فرقة ناس الغيوان عن السهرة، إذ أكد عضو من لجنة تنظيم المهرجان أنه كان لها ارتباط فني آخر، فيماعزا متحدث آخر السبب إلى عدم اتفاق إدارة المهرجان مع الفرقة حول المبلغ الذي يجب أن يؤدى في نهاية تقديم الفقرات الغنائية، وهو، حسب المصدر نفسه، أربعة ملايين سنتيم، فيما أرجعت جهة أخرى السبب إلى رفض بعض جمهور قلعة مكونة لإحياء فرقة ناس الغيوان السهرة الختامية، بسبب تعصبهم للغة الأمازيغية. وحدد مصدر أمني ل"المغربية" عدد المتفرجين في عشرة آلاف متفرج، قدموا من مختلف مدن المملكة، مؤكدا أن العدد تقلص إلى الثلث، مقارنة مع السنة الماضية، وعزا الأمر إلى تزامن المهرجان مع استعداد تلاميذ الباكلوريا وطلبة الجامعة لامتحانات نهاية السنة. وقرئت سورة الفاتحة ترحما على مايسترو الفرقة عبد العزيز الشامخ، الذي وافته المنية في أبريل الماضي. وعن سؤال "المغربية" حول مدى تأثر فرقة إزنزارن بوفاة ضابط إيقاعها، قال شقيقه محمد "الشامخ مات رحمه الله، لكن إزنزارن لم تمت". وعن تجاوب الفرقة مع الجمهور، أجاب الشامخ أن "جمهور قلعة مكونة في قلوبنا،والراحل كان يتمنى أن يحضر في المهرجان، لكن القدر اختطفه، وإزنزارن مازالت تحمل المشعل، وستواصل المسار إلى الأمام"، مشيرا إلى أن مهرجان تيمتار سيتولى إخراج ألبوم يحمل عددا من أغاني الفرقة.