سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أطباء وخبراء يناقشون الإكراهات الطبية والنفسية والاجتماعية التي يواجهها الأزواج الباحثون عن الأمومة والأبوة على هامش الندوة الوطنية الأولى التي تنظمها جمعية مابا حول صعوبات الإنجاب
تنظم الجمعية المغربية للحالمين بالأمومة والأبوة "مابا" MAPA يوم الخميس 15 ماي الجاري، الندوة الوطنية الأولى حول صعوبات الإنجاب عند الأزواج المغاربة، بمدرج ابن النفيس بكلية الطب والصيدلة، ابتداء من الثانية والنصف ظهرا. إحدى الورشات التكوينية للمستفيدين من جلسات الاستماع (خاص) وستناقش الندوة الوطنية، حسب عزيزة غلام، رئيسة الجمعية المغربية للحالمين بالأمومة والأبوة، مجموعة من القضايا ستهم الإكراهات الطبية والنفسية والاجتماعية التي يواجهها الأزواج في بحثهم عن تحقيق أمومتهم وأبوتهم، سيؤطرها مجموعة من الأساتذة الأطباء المتخصصين في مجال الخصوبة. وأضافت غلام أن الندوة الوطنية ستتميز بحضور ومشاركة فعلية لممثلي وزارة الصحة، مثل الدكتورة حفيظة يارتاوي، رئيسة مصلحة البرمجة وأعمال تنظيم الأسرة بمديرية السكان التابعة لوزارة الصحة، كما سيؤطر النقاش مجموعة من الأطباء المتخصصين في مجال الخصوبة، من بينهم: البروفيسور سعيد بوحيا، رئيس قسم طب النساء والتوليد في المستشفى الجامعي ابن رشد، والبروفيسور عمر بطاس، رئيس مركز الأمراض النفسية التابع للمستشفى الجامعي ابن رشد، والدكتور مصطفى المشرقي، اختصاصي في أمراض وجراحة المسالك التناسلية وعلاج العقم، و الدكتور منير الفيلالي، طبيب إحيائي. وأكدت رئيسة الجمعية أن فعاليات الندوة الوطنية سيحضرها عدد من مهنيي قطاع الصحة، ومهتمين بقضايا الأسرة، والمجتمع المدني، وممثلي الأمة والمنتخبين، إلى جانب مجموعة من النساء والرجال الذين يشكون من صعوبات في الإنجاب، للإدلاء بشهاداتهم حول تجربتهم. وعزت رئيسة الجمعية فكرة تنظيم الندوة الوطنية حول صعوبات الإنجاب عند الأزواج في المغرب، تزامنا مع مناسبة تخليد اليوم العالمي للأسرة، الذي يصادف 15 ماي من كل سنة، إلى ما يشكله تأخر الإنجاب من أبعاد اجتماعية، يصل مداها خارج علاقة الزوجين، ليصل إلى العائلة الكبيرة والمحيط العام. وأضافت غلام أن الندوة تسعى إلى رفع الوعي بالإكراهات الطبية والفيزيولوجية التي تحول دون إنجاب الزوجين، على أساس أنها معيقات تخرج عن نطاق تحكم الزوجين في طريقة اشتغال جسميهما، والتحسيس بالألم النفسي الذي يعيشه الزوجان بشكل يومي، في صمت مطبق. ومن جهة أخرى، قالت غلام إن الهدف من اللقاء أيضا إشراك الأسرة والمجتمع في إثارة قضية صعوبات الإنجاب، ورص بنية تحتية أسرية صلبة ومتينة تحافظ على اللحمة ما بين الزوجين، وتضمن بقاء الأسرة الصغيرة، وتحمي الأسرة الكبيرة من أي ريح قد تهدد تماسكها وبناءها. واعتبرت رئيسة "مابا" أن اللقاء سيكون أيضا مناسبة لتسليط الضوء على التبعات الاجتماعية للعجز عن الإنجاب، التي يتعرض لها الحالمون بالأمومة والأبوة، استنادا إلى أن الزوج أو الزوجة، يجدون أنفسهم في مواجهة أسئلة واستفسارات، بشكل مباشر أو غير مباشر، لتبرير أسباب تأخرهم في الإنجاب. وأبرزت أن أعضاء الجمعية المغربية للحالمين بالأمومة والأبوة، يعون أن من شأن التواصل مع المجتمع، التمهيد لتفهم أفراده بخصوصية العيش دون أطفال، والاجتهاد في تفادي كل ما من شأنه أن يكون مصدر إثارة معاناة نفسية، من خلال الإصرار على معرفة مبررات تأخر الزوجين عن الإنجاب، لأنها بمثابة التذكير اليومي الذي يدق على الوثر الحساس. وأكدت غلام أن الندوة الوطنية تجمع بين النقاش الطبي والاجتماعي، لرسم صورة كاملة عن معاناة الحالمين بالأمومة والأبوة، والتعاون لتصحيح الصورة النمطية المكونة على الزوجين من دون أطفال، وتحسيسهما بعجزهما عن إنجاح مؤسسة الزواج، في ظل غياب الأطفال. يشار إلى أن جمعية "مابا" مبادرة فريدة من نوعها، يلتئم من خلالها مجموعة من الأشخاص المصابين بصعوبات في الإنجاب، رفقة متعاطفين مع قضيتهم، ما جعلهم يفكرون في خلق جمعية أطلقوا عليها اسم الجمعية المغربية للحالمين بالأمومة والأبوة. وتعد الجمعية بادرة يقودها المجتمع المدني نحو إخراج قضايا صعوبات الإنجاب من دائرة الصمت والطابوهات، وفتح المجال أمام الحالمين بالأمومة والأبوة بهذه المشاكل للتعبير عن معاناتهم ومطالبهم. وتضم الجمعية أعضاء مصابين بصعوبات في الإنجاب، إلى جانب أعضاء داعمين ومساندين ومشجعين ومتعاطفين مع القضية، ومؤمنين بحق هذه الفئة من الأسر المغربية في تحقيق الأمومة والأبوة، والنعيم بحياة نفسية واجتماعية مستقرة بعيدا عن أحكام القيمة التي قد يفرضها عليهم وضعهم. وجاء الإعلان عن فكرة تأسيس الجمعية، في 21 دجنبر من سنة 2012، عبر الموقع الاجتماعي الفايسبوك، تلاها عقد لقاءات متفرقة بين مصابين بصعوبات الإنجاب، لتدارس كيفية تطبيق الفكرة على أرض الواقع. بعدها شكلت لجنة تحضيرية عقدت سلسلة من اللقاءات والاجتماعات والمشاورات بين الأعضاء المؤسسين للجمعية، توجت بتجسيد الفكرة على أرض الواقع. وتشير تقديرات الأطباء المتخصصين في مجال الخصوبة، إلى أن 15 في المائة من الأزواج في المغرب، يعانون من صعوبات في الإنجاب، علما أن المعلومات الاحصائية الدقيقة حول صعوبات الإنجاب في المغرب، تظل غير دقيقة، إلا أن وتيرة الكشف عن هذه الصعوبات في تزايد مضطرد بين المتزوجين، استنادا إلى ارتفاع عدد الذين يطلبون فحوصات طبية وبيولوجية للكشف عن أسباب تأخر إنجابهم.