قامت مجموعة من الأشخاص المصابين بصعوبات في الإنجاب، أخيرا، بتأسيس جمعية أطلقوا عليها اسم "الجمعية المغربية للحالمين بالأمومة والأبوة"، في مبادرة هي الأولى من نوعها على المستوى الوطني. ويقود الجمعية، المعروفة اختصارا ب "مابا" فعاليات من المجتمع المدني، ومهتمون، وهم عازمون على إخراج قضايا صعوبات الإنجاب من دائرة الصمت والطابوهات، وفتح المجال أمام الحالمين بالأمومة والأبوة للتعبير عن معاناتهم ومطالبهم. وتضم الجمعية أعضاء مصابين بصعوبات في الإنجاب، إلى جانب أعضاء داعمين ومساندين ومشجعين ومتعاطفين مع القضية، ومؤمنين بحق هذه الفئة من الأسر المغربية في تحقيق الأمومة والأبوة، والنعيم بحياة نفسية واجتماعية مستقرة، بعيدا عن أحكام القيمة التي قد يفرضها عليهم وضعهم. وذكر بلاغ للجمعية أن الإعلان عن فكرة تأسيس الجمعية، جاء في 21 دجنبر من سنة 2012، عبر الموقع الاجتماعي الفايسبوك، تلاها عقد لقاءات متفرقة بين مصابين بصعوبات الإنجاب، لتدارس كيفية تطبيق الفكرة على أرض الواقع. بعدها شكلت لجنة تحضيرية عقدت سلسلة من اللقاءات والاجتماعات والمشاورات بين الأعضاء المؤسسين للجمعية، توجت بتجسيد الفكرة على أرض الواقع. وقالت مصادر تنتمي لمؤسسي هذه الجمعية الفريدة في تخصصها، إن الجمعية تسعى إلى تحسيس المجتمع بالانعكاسات الاجتماعية والنفسية لصعوبات الإنجاب على حياة الحالمين بالأمومة والأبوة، والعمل على إخراج الموضوع إلى دائرة الضوء، والمساعدة بكل ما من شأنه زرع الأمل في نفوس الأشخاص الذين يواجهون صعوبات في الإنجاب، ويحلمون بسماع كلمتي ماما وبابا. وأضافت المصادر أن الأعضاء المؤسسين للجمعية أشرفوا على الانتهاء من تكوين خاص يهم التعرف على صعوبات الإنجاب عند المرأة والرجل، لرفع درجة الوعي والمعرفة بهذا الموضوع، كما سيخضعون لتكوين في مجال الاستماع، بهدف تأهيل باقي أعضاء الجمعية للاستماع والإجابة عن أسئلة الفئة المعنية بصعوبات الإنجاب. ويأتي تأسيس الجمعية، وعيا من مؤسسيها بالمشاكل التي يتخبط فيها بعض الأزواج، بشكل يومي، جراء معاناة مادية ونفسية واجتماعية، تفرضها عليهم طبيعة التجارب المتعددة، التي يخضعون لها، في سعيهم إلى الإنجاب، وما تفرضه من تكاليف مالية كبيرة، لا تغطيها مؤسسات التأمين والصناديق الاجتماعية للتغطية الصحية، في الوقت الذي تتوفر فيه مجموعة من الإمكانات العلمية والطبية، التي تزيد من حظوظ الإنجاب عند الأزواج المصابين بصعوبات الإنجاب، وتحقيق أمومتهم وأبوتهم. وأشار البلاغ إلى أن تقديرات الأطباء المتخصصين في مجال الخصوبة، تسجل أن 15 في المائة من الأزواج في المغرب، يعانون من صعوبات في الإنجاب، علما أن المعلومات والإحصائيات حول صعوبات الإنجاب في المغرب، تظل غير دقيقة، لكن وتيرة الكشف عنها في تزايد مضطرد بين المتزوجين، استنادا إلى ارتفاع عدد الذين يخضعون للفحوصات الطبية والبيولوجية للكشف عن أسباب تأخر إنجابهم. الجدير بالذكر أن الجمعية المغربية للحالمين بالأمومة والأبوة "مابا"، تضع رهن إشارة الراغبين في التواصل معها، البريد الإلكتروني التالي: [email protected]