في مبادرة سباقة إلى كسر جدار الصمت حول وضع ظل في خانة «الطابوهات»، أسس مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في الإنجاب جمعية مدنية أطلقوا عليها اسم الجمعية المغربية للحالمين بالأمومة والأبوة، المعروفة اختصارا ب«مابا»، وتهدف أساسا إلى إخراج قضايا صعوبات الإنجاب من دائرة الصمت، وفتح المجال أمام الحالمين بالأمومة والأبوة للتعبير عن معاناتهم ومطالبهم، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف العلاج وحتى الاستشارات الطبية التي ليست في متناول الجميع، ناهيك عن حق هؤلاء في تجريب محاولات للإنجاب بطرق طبية متطورة، غير أن أغلب الفقراء من الحالمين بالأمومة والأبوة يستحيل عليهم بلوغها نظرا لتكاليفها المرتفعة التي تتجاوز ال30 ألف درهم. وتضم الجمعية أعضاء يعانون من صعوبات في الإنجاب، إلى جانب أعضاء داعمين ومساندين ومشجعين ومتعاطفين مع القضية، ومؤمنين بحق هذه الفئة من الأسر المغربية في تحقيق الأمومة والأبوة، ومن بينهم أطباء متخصصون في المجال، خاصة أن موضوع صعوبات الإنجاب مازال المجتمع المغربي يتعامل مع صاحبه ك«مذنب» وأنه السبب في الحرمان من الأطفال وكأنه يملك مفاتيح حل هذا المشكل غير أنه يرفض من باب التعنت. وجاء الإعلان عن فكرة تأسيس الجمعية، في ال21 من دجنبر 2012، عبر الموقع الاجتماعي «فايسبوك»، تلاها عقد لقاءات متفرقة لتدارس كيفية إخراج الفكرة إلى أرض الواقع. بعدها تم تشكيل لجنة تحضيرية عقدت سلسلة من اللقاءات والاجتماعات والمشاورات بين الأعضاء المؤسسين للجمعية، توجت بولادة الجمعية التي ينتظر أن تضم أكبر عدد ممكن من الأزواج الذين يعانون من صعوبات في الإنجاب. وأكد بلاغ للجمعية أن الأعضاء المؤسسين للجمعية أشرفوا على الانتهاء من تكوين خاص، يهم التعرف على صعوبات الإنجاب عند المرأة والرجل لرفع الوعي والمعرفة بهذا الموضوع، كما سيخضعون لتكوين في مجال الاستماع، بهدف تأهيل أعضاء الجمعية للاستماع والإجابة عن أسئلة الفئة المعنية بصعوبات الإنجاب. ويأتي تأسيس الجمعية وعيا من مؤسسيها بالمشاكل التي يتخبط فيها بعض الأزواج، بشكل يومي، جراء معاناة مادية ونفسية واجتماعية، تفرضها عليهم طبيعة التجارب المتعددة، التي يخضعون لها، وما تفرضه من كلفة مالية كبيرة، لا تغطيها مؤسسات التأمين والصناديق الاجتماعية للتغطية الصحية، في الوقت الذي تتوفر فيه مجموعة من الإمكانات العلمية والطبية التي ترفع حظوظ الإنجاب عند الأزواج المصابين بصعوبات الإنجاب وتحقيق أمومتهم وأبوتهم. ويذكر أن تقديرات الأطباء المتخصصين في مجال الخصوبة تشير إلى أن 15 في المائة من الأزواج في المغرب يعانون من صعوبات في الإنجاب، علما أن المعلومات الإحصائية الدقيقة حول صعوبات الإنجاب في المغرب، تظل غير دقيقة، إلا أن وتيرة الكشف عن هذه الصعوبات في تزايد مضطرد بين المتزوجين، استنادا إلى ارتفاع عدد الذين يطلبون فحوصات طبية وبيولوجية للكشف عن أسباب تأخر إنجابهم. ودعت الجمعية وزارة الصحة وكل الجهات المختصة إلى التعاون معها حتى تتحقق كل الأهداف المرجوة من تأسيسها. وتضع الجمعية رهن إشارة الراغبين في التواصل معها البريد الإلكتروني التالي: [email protected]