احتفت أسرة الشرطة بالدارالبيضاء في الذكري 62 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني ب «سنة أمنية استثنائية » تخللها تجاوز عدة «اختبارات » بنجاح، وميزها أن توديعها تزامن مع تحقيق إنجاز مهم تمثل في تسجيل انخفاض قياسي في معدلات الجريمة وطنيا، خاصة منها المتسمة بالعنف، والتي بلغ معدل النجاح في معالجتها 92 في المائة من أصل مليون و 600 ألف قضية عولجت، منذ تكليف عبد اللطيف الحموشي بتدبير شؤون هذه المؤسسة، في 15ماي 2015 . من بين هذه «الاختبارات »، التي أظهر بعضها قدرة شرطة العاصمة الاقتصادية على تأمين مختلف التظاهرات مهما بلغت ضخامتها والبعض الآخر مساهمتها في بلورة شرطة القرب بمفهوم أكثر أنسنة من ذي قبل، «الدورة الأولى ل «أيام الأبواب المفتوحة »، التي قال عبد الله الوردي، والي أمن الدارالبيضاء، في كلمة ألقاها في افتتاح الحفل، المنظم أمس الأربعاء، بولاية الزرقطوني، إنها تكرس انفتاح المديرية العامة للأمن الوطني على محيطها وتأكيد انتهاجها لسياسة القرب من المواطن. وأشار والي أمن المدينة إلى أن هذه الأبواب، التي نظمت بفضاء المعرض الدولي بالدار البيضاء خلال أيام: 15 - 14 و 16 نونبر 2017 ، قدمت خلالها المديرية العامة، 17 رواقا موضوعاتيا مخصصا للتحسيس والتعريف بالخدمات التي تقدمها مختلف مصالح الشرطة. ثاني أبرز المحطات التي عاشتها شرطة البيضاء، في السنة الأمنية المنصرمة، هي عرس نهائيات كأس إفريقيا للمحليين «الشان »، الذي استضافت العاصمة الاقتصادية عددا من مبارياته، إذ أشار عبد الله الوردي إلى أن ولاية الأمن أسهمت بنجاح في تنظيم هذه الدورة التي آل لقبها للمنتخب الوطني المغربي. وذكر أن هذه السنة الأمنية تميزت أيضا بمواكبة المديرية العامة للأمن الوطني للتوسع العمراني، الذي يشهده مجال الدارالبيضاء، بأن أعطى المدير العام للأمن الوطني أمره بإحداث منطقة أمن «الرحمة » بمدينة الرحمة، والتي تعد منطقة أمنية متكاملة ممتدة على أربع بنايات، ويتعلق الأمر بمقر المنطقة الأمنية، ويضم المكاتب الإدارية، إضافة إلى مقر فرقة الهيئة الحضرية وفرقة المرور، ومقر الشرطة القضائية، ثم مقر يضم دائرة للشرطة ومصلحة لحوادث السير، وبناية أخرى تضم مقرا لدائرة للشرطة ومصلحة الوثائق التعريفية، فضلا عن مصلحة الاستمرار، مضيفا أن المديرية العامة للأمن الوطني، ومن خلال هذه الخطوات، «استجابت للحاجة الأمنية المعبر عنها من قبل السكان .» كما عملت، أيضا، يؤكد والي أمن الدارالبيضاء، على إحداث دائرة الشرطة «الهراويين » بمنطقة أمن مولاي رشيد، والتي أفردت لها بناية تضم مقر دائرة الشرطة، وكذا قسم قضائي تابع لفرقة الشرطة القضائية مختص في مواكبة القضايا المعروضة أو الطارئة بنفوذ الدائرة المحدثة، إلى جانب إحداث مجموعة من الوحدات المستجدة، والمجموعة الولائية لحماية المواقع الحساسة، ووحدة للسير الطرقي، مسخرة لتدبير السير والجولان على مستوى المدار الداخلي للطريق السيار. وفي ما يخص محاربة الجريمة، قال الوردي إن ولاية الأمن اعتمدت مقاربة معيارية وضعت ضمن أولوياتها الكبرى مكافحة ترويج المخدرات، وتجفيف المجال من سمومها، مبرزا أن هذه المقاربة أسهمت في تعزيز الإحساس العام بالأمن. كما أنه، وبفضل تعدد وتنوع مبادرات الشرطة في هذا الباب حوصر، يؤكد والي أمن العاصمة الاقتصادية، الجنوح المتعلق بترويج المخدرات في سبيل الحد من ظاهرة تعاطيها والإدمان عليها، وهو الأمر الذي أفضى إلى تحقيق انخفاض مهم في منسوب الجنوح المندرج في باب جرائم الأشخاص. وأضاف «حرص ولاية الأمن على زجر الجريمة، لا يقل عن حرصها وزجر السلوكات اللاحضارية التي تسهم في عرقلة تطور وتأهيل الفضاء العمومي بمجال مدينة الدار البيضاء، لاسيما منها المتعلقة بمخالفة مقتضيات مدونة السير على الطرق .