تعرضت مدرجات الملعب الكبير لمدينة مراكش لأعمال تخريب مؤسفة، إذ شملت بالخصوص الكراسي وبعض التجهيزات الأخرى، إضافة إلى المرافق الصحية، ما خلف استياء كبيرا لدى كل من تابع أطوار مباراة الكوكب المراكشي والرجاء البيضاوي، سواء بشكل مباشر أو عبر شاشات التلفزة. ومما لا شك فيه أن ما حدث سيشكل مادة دسمة على موائد المسؤولين عن الرياضة الوطنية، وبصورة خاصة كرة القدم، باعتبار أن المغرب خطف، في الآونة الأخيرة، الكثير من الأضواء، من خلال إنجازات قارية، ثم أيضا لأن بلادنا تقدمت بترشيحها لاحتضان مونديال 2026، ما يعني أن جميع خطواتنا يجب أن تكون محسوبة، حتى نقوي ملفنا على حساب الملف المنافس. ويعتقد كثيرون أن من شأن أحداث من هذا النوع أن تؤثر سلبا على إيقاعنا في سباق التنافس لاحتضان العرس العالمي، علما أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من جهة، واللجنة المكلفة بملف الترشيح من جهة، أعدا خطة للترويج للمغرب، الذي اعتبر دائما قبلة لأحداث رياضية ناجحة، بعيدا عن كل أشكال الشغب والعنف. ما وقع يستوجب طرح مجموعة من علامات الاستفهام، في ظل استهتار البعض بالمكاسب والمكتسبات، ثم غياب التأطير الحقيقي والناجع، والذي تتقاضى عليه مجموعة من الجمعيات مبالغ مهمة من منح الدعم السنوية. وفق تأكيد رشيد النيفي، مدير ملعب مراكش الكبير، والذي نجا بأعجوبة من مخالب المعتدين، فالخسائر همت 1784 كرسيا اقتلعت جميعها من أماكنها وتقاذفها المشاغبون هنا وهناك، إضافة إلى 5 مراحيض، وتكسير جهازي كاميرا مراقبة، و11 مسلاطا كهربائيا، و10 مصابيح إغاثة، وتكسير أربعة أبواب حديدية، مقدرا قيمة الخسائر الأولية في مبلغ يقارب 80 مليون سنتيم. وعلمت "الصحراء المغربية" أن إصابات بليغة تعرض لها مجموعة من رجال الأمن والقوات المساعدة، قبل أن تأتي المساندة من العناصر المرابطة خارج الملعب، فجرى اعتقال 66 شخصا، 53 منهم من أنصار فريق الرجاء البيضاوي، و13 آخرين من الجمهور المحلي رصدتهم كاميرات الملعب. علما أن مدرج الجمهور المراكشي شهد بدوره بعض الشغب، رغم أن وطأته كانت خفيفة. جدير بالذكر أن جمهور الرجاء البيضاوي حضر بكثافة لمساندة فريقه، وكانت أعداده مضاعفة جدا مقارنة بجمهور الكوكب.