أفادت معطيات لوزارة التربية والتكوين المهني أن برامج التربية غير النظامية حققت نتائج "إيجابية جدا" (كرتوش) ومكنت 611 ألف طفل وطفلة من الاستفادة من فرصة ثانية للتربية والتكوين بمعدل سنوي يناهز 38 ألف طفل وطفلة، وإدماج 110 آلاف بالتعليم النظامي أو التكوين المهني، بنسبة إدماج انتقلت من 5 في المائة موسم 1998/99 إلى 34 في المائة من المسجلين خلال الثلاث سنوات الأخيرة. كما مكنت هذه البرامج، حسب معطيات، قدمت في ندوة صحفية، نظمتها الوزارة بتعاون مع الاتحاد الأوروبي لتقديم نتائج الدعم التقني للاتحاد الأوروبي في مجال التربية غير النظامية، أمس الجمعة بالرباط، من تعبئة أكثر من 430 جمعية في إطار الشراكة التعاقدية لتنفيذ برامج التربية غير النظامية، وألفي منشط مؤطر تربوي كمعدل سنوي، يشتغلون مع الجمعيات الشريكة في استقطاب وتأطير وتتبع المستفيدين من برامج التربية غير النظامية، فضلا عن المكتسبات الكمية والنوعية المتعلقة بتكييف المناهج وجدة المقاربة والتدبير اللامركزي، وتجديد استراتيجية تنفيذ هذه البرامج في أفق محاولة التفاعل مع تطور السياق ومواصفات وحاجيات المستهدفين من برامج التربية غير النظامية. ووقف رشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، في مداخلة له خلال هذه الندوة، عند تاريخ انطلاق برامج التربية غير النظامية، وكيف اتخذت هذه الخطوة في المغرب قائلا إن "برامج التربية غير النظامية انطلقت سنة 1997، وكان الهدف منها تدريس الأطفال الذين تجاوزوا سن التمدرس، ولم يلجوا المدرسة، أو الذين انقطعوا عن الدراسة لأسباب عائلية أو مادية". وأضاف الوزير أنه وضع آنذاك تصورا لإنجاح هذا المشروع التربوي، بإشراك المجتمع المدني كطرف أساسي فيه، وخصصت له ميزانية، مشيرا إلى أن المشروع تطور أكثر بعد إدماج قطاع التربية غير النظامية في قطاع التربية الوطنية. من جهته، قال روبرت جو، سفير الاتحاد الأوروبي، إن "انخراط المجتمع المدني في برامج التربية غير النظامية مهم جدا"، وأن الاتحاد الأوروبي مستعد ليقدم له كل الوسائل الضرورية والخبرة في هذا المجال، من أجل الدفع بإنجاح مشروعهم التربوي، ومنح فرص أفضل للأطفال غير المتمدرسين والمنقطعين عن الدراسة من الفقراء والفئات المهمشة لولوج تربية جيدة، عبر مقاربة ملائمة ومساعدتهم على الإدماج في النسيج الاقتصادي والاجتماعي. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي انخرط في هذا البرنامج في إطار شراكة مع المغرب من أجل النهوض بالتربية والتعليم في المغرب. وبلغ عدد المهمات والدراسات المنجزة بتعاون مع الاتحاد الأوروبي 12 مهمة ودراسة، منها دراسة تحليلية لكلفة برامج التربية غير النظامية، ومهمة خاصة بدعم إعداد استراتيجية جديدة للتدخل ومخطط عمل التربية غير النظامية، بالإضافة إلى مهمات أخرى تتعلق بوضع تصور مخطط للتواصل وإعداد دلائل موضوعاتية لأنشطة المواكبة التربوية، وحقيبة بيداغوجية لفائدة منشطي ومنشطات التربية غير النظامية. وستمكن هذه الندوة، التي يشارك فيها ممثلون عن القطاعات الحكومية المعنية والجمعيات والمنظمات غير الحكومية، حسب الوزارة، من الاطلاع على الخطوط العريضة لحصيلة ما أنجز إلى حد الآن، كتوجه استراتيجي ومشاريع للإصلاح والتجديد في مجال التربية غير النظامية.