سجلت التساقطات المطرية الأخيرة، التي عمت مختلف أرجاء المملكة، تحسنا ملموسا على مستوى جهة الدارالبيضاء الكبرى حيث بلغ حجمها، إلى غاية اليوم الجمعة، 180 ملمتر، ما سينعكس إيجابا على الموسم الفلاحي الجاري حسب توقعات المديرية الجهوية للفلاحة بالدارالبيضاء. وفي هذا الصدد، قال محمد الهادي، المدير الجهوي للفلاحة بالدارالبيضاء، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه التساقطات على الرغم من كونها لم ترق بعد إلى ما يسجل في السنة العادية بمعدل 240 ملم إلا أنها تبقى كافية لتدارك الوضع بالنظر لتزامنها مع عملية الزرع، مؤكدا ذلك ببلوغ الحبوب الخريفية مرحلة التفريخ. وأشار إلى أن أهمية هذه التساقطات، التي عرفتها الجهة خاصة مع متم شهر دجنبر الماضي وخلال شهر يناير الجاري، تكمن أيضا في المساعدة على توفير الكلأ الكافي للماشية والخضروات، فضلا عن حبوب القطاني بمختلف أنواعها من جلبان وفول وغيرهما. ولإنجاح هذا الموسم الفلاحي، يقول السيد الهادي، فقد اتخذت المديرية الجهوية للفلاحة سلسلة من التدابير في إطار مخطط (المغرب الأخضر) حيث تم توزيع 17 ألف قنطار من البذور المختارة وثمانية آلاف قنطار من الأسمدة عبر نقط البيع الأربعة التي تتواجد بكل من بوسكورة ومديونة وبني يخلف وعين حرودة. كما تم تحفيز الفلاحين، من خلال الحملات التحسيسية، على الانخراط بكثافة خلال الأيام المقبلة في الرفع من إنتاجية المحاصيل عبر الاستعمال لأسمدة التغطية ومحاربة الأعشاب الطفيلية بالمواد الكيماوية الحديثة التي بإمكانها تحسين الإنتاجية والحد من الضياع بنسب قد تصل حسب المدير الجهوي إلى 50 في المائة. وبفضل مثل هذه التدابير، تتطلع المديرية إلى تجسيد برنامجها الفلاحي الجهوي المتعلق أساسا بزراعة الحبوب الخريفية (القمح الصلب والقمح الطري والشعير) على مساحة 33 ألف هكتار فضلا عن ثمانية آلاف هكتار بالنسبة للمزروعات الكلئية.