يترقب سكان بعض الدواوير الواقعة بمنطقة تونفيت التابعة لميدلت، خلال هذه الفترة، وصول مساعدات ومعونات، تحقق لديهم بعضا من الاكتفاء الذاتي للحاجيات اليومية، بعدما تعذر على الكثير إيجاد عمل يوفر مدخولا، وفي وقت لا تشهد المنطقة انغلاقا في الطرقات والمسالك، ما يسمح بتنقل قوافل المساعدات في ظروف يسيرة. تونفيت تنقصها مرافق صحية واجتماعية وفرص عمل للشباب (خاص) تتحسر بعض الدواوير من عدم إيلائها الأهمية في ما يخص المعونات التي تتوصل بها قرى أخرى، بذريعة أن هذه الأخيرة أكثر تضررا من التساقطات الثلجية، في حين أن حصار الثلوج للمنطقة لا يستثني قرية دون غيرها، مع اختلاف بسيط في كيفية تحمل تبعاته على الحياة اليومية، حسب توضيحات بعض السكان ل"المغربية". في السياق ذاته، عبر بعض سكان دواوير تونفيت، مع اتصال ب"المغربية" عن استيائهم من إبقائهم في وضع اجتماعي تنقصه جميع ضروريات الحياة، رغم المحاولات المتواضعة لبعض الجمعيات المدنية بالمنطقة في التعريف بمشاكل السكان وإكراهات العيش وسط بقعة جغرافية تطوقها الثلوج في كثير من الأحيان وتكرس لديهم الشعور بالفراغ. واعتبر السكان مشكل الإقصاء الذي يعيشونه باستمرار والمتفاقم مع كل فصل شتاء، أمرا غير محتمل، خاصة بالنسبة للنساء اللواتي يضطرن إلى جلب الحطب اليومي في ظروف مضنية بعد اجتياز مسافات طويلة مشيا على الأقدام، في ما يجبر الأطفال على الانقطاع عن الدراسة والبقاء في الدواوير لبعد المسافة عن المؤسسات التعليمية، خاصة الإعداديات والثانويات. وذكر بعض السكان ل"المغربية" أن هناك أفضلية لبعض القرى عن غيرها فيما يخص إمدادها بالمساعدات والمؤونات التي توفرها الجمعيات المدنية القادمة من مدن مختلفة، وهذا التمييز يزيد من المعاناة النفسية للدواوير المقصية، خاصة عند مرور القوافل من محاذاتها دون أن تتلقى أدنى اهتمام. وتستغرب الدواوير غير المستفيدة من المساعدات مثل قرية "أنمزي" و"تيميشا" و"تامالوت"، من عدم إمدادها ببعض الخدمات الطبية والصحية، وكذا بعض المساعدات الغذائية والملابس الشتوية، في حين أن واقع هذه القرى يكشف عن نفسه عبر مشاهد الثلوج المتراكمة على أسقف البيوت الصغيرة، وانسداد بعض الممرات على نحو يعيق تنقل السكان في أرجاء القرى، بالإضافة إلى الهدوء الذي يكتسح فضاءها لغياب أنشطة اجتماعية ورياضية وغيرها يمكن أن تكسر الرتابة عنهم. وأوضح السكان ل"المغربية" أن هذه القرى عجزت بإمكانياتها الضعيفة أن تخفف معاناتها مع مناخ شديد البرودة، وأفق مسدود لا يبعث على التفاؤل، غير أنه مع عبور القوافل بجوارها نحو قرى أخرى، يخلق لديها الأمل في أن تحظى بدورها بفرصة الاستفادة من بعض الخدمات، مادامت الجمعيات استطاعت الوصول إلى المنطقة حيث الارتفاع يبلغ حوالي 2276 وهو علو يتعايش مع سكان المنطقة بجميع تجلياته وتبعاته. وفي الصدد ذاته، قال بعض السكان ل"المغربية" إنهم تعودوا على الحياة مكرهين بالمنطقة، وما ينقصهم هو خلق فضاءات ومرافق وفرص عمل تساعد على استقرارهم في أجواء مريحة قليلا. يشار إلى أن سكان دواوير "أنمزي" و"تيميشا" و"أنفكو" و"أيت مرزوك" و"تامالوت"و"أغدو" و"تيرغست"و"تغدوين"، استطاعت قبل فترة قصيرة، فك حصارها بالثلوج، بعد التساقطات الثلجية الكثيفة التي بلغت بالمنطقة حوالي نصف متر، حسب تقدير السكان. وذكر السكان أن تسخير عمالة ميدلت لشاحنة واحدة، قصد إزالة تراكمات الثلوج الكثيرة، ليس كافيا، اعتبارا إلى بُعد المسافة بينها وبين العمالة، في وقت لا تستطيع جماعة "أنمزي" القريبة منهم، إصلاح شاحنتها الوحيدة والمعطلة، لإغاثة السكان كلما استدعتهم الضرورة لذلك.