أطلق، مساء الجمعة الماضي بالمقر الرئيسي "التجاري وفا بنك"، بالدارالبيضاء، مشروع دعم التعليم ما قبل التمدرس بسيدي مومن، للحد من الهدر المدرسي وزيادة فرص النجاح للأطفال المتحدرين من الأسر المعوزة. ويهدف المشروع، الذي أطلق بتعاون بين مؤسسة "التجاري وفا بنك" ومنظمة "كاير أنترناسيونال ماروك" وبشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، إلى تعزيز التعليم وإعادة هيكلة التعليم ماقبل التمدرس بسيدي مومن. وجرى، خلال حفل إطلاق مشروع دعم التعليم الأولي، تكريم عدد من المعلمين والمعلمات من 12 مدرسة في سيدي مومن، استفادوا في المرحلة الأولى للمشروع من تكوين يسمح لهم بتحسين مهاراتهم وإعداد الأطفال للتعليم الابتدائي، بحضور والي جهة الدارالبيضاء الكبرى عامل عمالة الدارالبيضاء، وعامل مقاطعات سيدي البرنوصي، والرئيس المدير العام للتجاري وفا بنك، ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين. وقال محمد الكتاني، الرئيس المدير العام للتجاري وفا بنك، إن خلق مشروع لدعم التعليم الأولي بمنطقة سيدي مومن يدل على "الاهتمام المحوري والمهم في كل ما يتعلق بتربية أطفالنا"، مشيرا إلى أن هذه التجربة مهمة لمساعدة أطفال يتحدرون من أسر معوزة من ولوج تعليم ذي جودة متوسطة. وأضاف أن مؤسسة التجاري وفا بنك دأبت على دفع نفقات تلاميذ بالأقسام التطبيقية ومتابعتهم، كما أطلقت تجربة منذ أربع سنوات بجامعة الأخوين بإفران، وكذلك خلق تجربة ماستر المالية بجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء (الفوج رقم 7 حاليا)، بتقديم تسهيلات للطلبة، بتحقيق نتائج مهمة وتقدم كبير. وأكد الرئيس المدير العام للتجاري وفا بنك أن الهدف من هذا المشروع هو محاربة الهدر المدرسي ومساعدة الأطفال بين 3 و6 سنوات على التمدرس، عن طريق تحسيس آبائهم من طرف الجمعيات. وتحدث الكتاني عن زيارة قام بها إلى إحدى دور الصفيح، وقال إنه اكتشف وجود فضاءات تعليمية لا تتوفر على معايير التعليم الأولي، وأطفال مكدسين داخل "براكة" من الحجم الصغير، وأولياء أمورهم يدفعون مبلغ 50 درهما في الشهر. وأكد أن خلق مشروع للتعليم الأولي بمنطقة سيدي مومن خلف الفرحة والسعادة لدى الأطفال، وتقرر إحداث 40 مؤسسة بشراكة مع مجموعة من المتدخلين، بينهم وزارة التربية الوطنية، والجماعة الحضرية، ومقاطعة سيدي مومن والمجتمع المدني. وقال الرئيس المدير العام "أنا متأكد من نجاح المشروع والوصول إلى جودة المنتوج خلال مستوى الباكلوريا وبعد الباكلوريا"، مضيفا أن "هذا المشروع قد يعطي انطلاقة لمشاريع أخرى، سواء على صعيد الدارالبيضاء أو في كل المدن المغربية". أما خديجة بن الشويخ، مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالدارالبيضاء، فقالت إن "هذه فرصة لإيجاد شركاء ومسؤولين في المستوى لإطلاق مشروع مهم يتعلق بدعم التعليم الأولي بمنطقة سيدي مومن التي ينعدم فيها التعليم الأولي. وأفادت أن "المشروع اقتداء بما جاء في خطاب جلالة الملك الذي تحدث عن أزمة التعليم والمدرسة"، مشيرة إلى أن هذا المشروع يهم جميع المسؤولين والمنتخبين، موضحة أن نسبة الهدر المدرسي بالدارالبيضاء مخيفة، تبلغ حوالي 97 في المائة، مشيدة بأهمية ودور التعليم الأولي في خلق تلميذ ناجح. من جهته، أوضح محمد علي حبوها، عامل عمالة البرنوصي، أن التعليم استثمار وليس ضياعا للنقود، مركزا على منح الطفل تعليما جيدا، وأن المشروع يجب أن يندمج مع سوق الشغل، مشيرا إلى أن هناك ملايين من حاملي الشهادات عاطلون عن العمل. وقال عامل عمالة البرنوصي إن "التربية هي المستقبل، والشباب هو مستقبل المغرب، لهذا ليس لنا الحق في إهمال التعليم الأولي". أما أحمد ابريجة، رئيس مقاطعة سيدي مومن، فتطرق إلى المشاكل والمتناقضات الاجتماعية، التي تشهدها المنطقة، مؤكدا أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية اختارت تلك الأحياء المستهدفة من الإقصاء الاجتماعي، واعتبر المشروع مبادرة جيدة ستنقذ أطفال المنطقة من الهدر المدرسي، وستساعدهم على مواصلة تعليمهم. من جانب آخر، وصف عثمان البكاري، رئيس"منظمة كاير انترناسيونال ماروك"، مشروع دعم التعليم ما قبل التمدرس بالرائع، مشيرا إلى أن التعليم الأولي هو مفتاح الدخول إلى المدرسة. ونوه بمجهودات مؤسسة التجاري وفا بنك في مجال النهوض بالتعليم. وقدم مدير منظمة "كاير" جردا لأهم منجزات المنظمة في مجال التعليم والأنشطة المختلفة من أجل تطوير المجتمع، وتحدث عن فكرة خلق مؤسسات تعليمية للتعليم الأولي بمنطقة سيدي مومن. وتحدثت ثرية التازي، رئيسة العصبة المغربية لحماية الطفولة بالدارالبيضاء، عن مشاريع العصبة في مجال التعليم الأولي برياض الأطفال التابعة لها، مشيرة إلى أن العصبة تتحمل نفقات 1200 طفل. وقالت إن العصبة تشجع الأمهات العازبات على احتضان أولادهن ومساعدتهم على التمدرس في المراكز التابعة للعصبة. وكانت المرحلة الأولى من المشروع، الذي يمتد لثلاث سنوات، انطلقت في يناير 2013 وشملت 12 مدرسة عمومية وخصوصية. وبدأت المرحلة الأولى رفقة معلمين مدربين تدريبا جيدا وبنهج تربوي وبيداغوجي جديد وكتب مدرسية مناسبة، بالإضافة إلى أثاث مناسب ومساحات مطابقة للمواصفات المتعارف عليها، وستخصص المرحلة المقبلة لمراقبة المدارس الأولى المستفيدة وتنفيذ الإجراءات المتبقية. واستفاد أكثر من ألفي طفل تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات من هذا المشروع، إلى جانب 40 مدرسة عمومية وخصوصية، وعدد من الآباء، استفادوا من تكوينات ومعدات ودورات تحسيسية ومشاريع مؤسساتية.