كانت محط أنظار عشاق الأزياء والموضة، فأبت إلا أن تمشي بخطوات ثابتة في عالم الفن السابع، خطوات لا تمنعها من الحلم بالعالمية والاحتراف، والتطلع لدخول عالم السينما بأفلام الأكشن. الفنانة المغربية ليلى الحديوي (ت: عيسى سوري) إنها الفنانة ليلى الحديوي، بطلة فيلم "سارة" لسعيد الناصري، الذي يعرض في القاعات السينمائية المغربية، بعد عرضه في الدورة 13 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ضمن فقرة خفقة قلب. تتمتع الحديوي باحترافية خاصة، وطموح لا محدود، دفعها لخوض تجارب في التنشيط والتمثيل، بالموازاة مع عملها في مجال عروض الأزياء. عن مجالات اشتغالها وكيفية التوفيق بينها، وعن "سارة" وجديدها الفني وحياتها الأسرية، كان لليلى الحديوي مع "المغربية" الحوار التالي. تجسدين لأول مرة دور البطولة في فيلم سعيد الناصري "سارة"، ماذا يمثل لك ذلك؟ لا يمكنني إلا أن أكون سعيدة بهذه التجربة، خاصة أنني أجسد في الفيلم شخصية لا تختلف عن شخصيتي الحقيقية، إذ ألعب دور أم طموحة تحب الخير. سعدت كثيرا بالعمل إلى جانب الفنان سعيد الناصري، الذي ساعدني كثيرا، وقدم لي النصيحة والتوجيه. عرض الفيلم في الدورة 13 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ضمن فقرة "خفقة قلب"، كيف كانت الأصداء حول الفيلم ودورك خاصة؟ كانت الأصداء إيجابية ومشجعة، تلقيت عبارات التهاني من قبل أغلب من شاهد الفيلم، مؤكدين أنني كنت طبيعية وجسدت الدور بإتقان، الشيء الذي خلق في نفسي الرغبة في بذل جهد مضاعف في أي عمل يعرض علي، لكي أكون دائما عند حسن ظن الجمهور. كيف مرت أجواء تصوير الفيلم؟ صورنا مشاهد الفيلم في مدينة أكادير على مدى شهر، وكانت الأجواء رائعة، خاصة بعد أن حرص الناصري على توفير كافة ظروف العمل. وأشيد هنا بسكان مدينة أكادير الطيبين والكرماء. بما أنك قدمت مجموعة من الأدوار عبر الشاشة الصغيرة، ماهو الفرق في رأيك بين الوقوف أمام كاميرا السينما والتصوير التلفزيوني؟ لا يختلف اثنان على أن الفن السابع عالم من المتعة في حد ذاته، وتاريخ، أما أنا فلا أفرق بين الاثنين، إذ يستهويني التمثيل عموما، وأعشق الوقوف أمام الكاميرا، سواء كان ذلك من خلال التلفزيون أو السينما. في المقابل، أرى أن هناك فرقا بين تصوير عمل فني وبين تقديم فقرة في برنامج، ففي الأول أستمتع بتجسيد شخصية معينة وكأنني أهبها الحياة لأقدمها للمشاهد من وجهة نظري ووجهة نظر المخرج، أما في برنامج "صباحيات"، فأحرص على توجيه رسالة وتقديم خدمة للمتلقي انطلاقا من شخصيتي كليلى الحديوي. ما الذي سيضيفه الفيلم إلى مسار ليلى الحديوي المهني؟ أتمنى أن يشكل فيلم "سارة" بصمة في مساري الفني، ورغم مشاركاتي العديدة في مجموعة من الأعمال الفنية، منها الأفلام القصيرة ومسلسلات "مي تاجة"، و"ساعة في الجحيم"، و"زينة الحياة"، إلا أنني أعتبر أن "سارة" وضع قدمي على أولى خطوات الاحتراف. هل يمكننا أن نعتبر الفيلم إيذانا بميلاد نجمة سينمائية جديدة؟ أعتبرها تجربة إيجابية أتمنى أن تتكرر. والواقع أنني أعجبت بالفيلم منذ اللحظات الأولى التي قرأت فيها السيناريو، وتحمست لتجسيد الدور أكثر، عندما علمت أنني سأقف إلى جانب نجم يحبه الكثيرون، ولد الشعب سعيد الناصري، وأتمنى أن تتاح لي فرص أخرى أبرز فيها ليلى الحديوي في أدوار أخرى بعيدة عن شخصيتي الحقيقية. ما الدور الذي تحلمين بأدائه؟ أبحث عن فيلم حركة، وأتطلع لتقديم دور جديد، بعيد عن شخصيتي الحقيقية، لأبرز من خلاله قدراتي ومواهبي في مجال التمثيل. وتذهب بي أحلامي إلى أن أتطلع للمشاركة في فيلم عالمي. هل سيدفعك دخولك عالم السينما إلى التفرغ للتمثيل والتخلي عن أنشطتك الأخرى ومن بينها تقديم فقرتك في برنامج "صباحيات"؟ استهواني فن التمثيل منذ الطفولة، فكان طموحي دائما الظهور أمام الكاميرا كممثلة تتقن الأدوار وتبدع فيها، على نحو يقرب الجمهور منها في كل شخصية تجسدها، ومن هذا المنطلق، فأنا أقبل بالتمثيل إن كان يحمل في طياته رسائل مبلغة ومعبرة، وليس التمثيل بغرض التمثيل الخالي من أي معنى. ولا أجد مدعاة للتخلي عن فقرتي في برنامج "صباحيات" أو عن عروض الأزياء، بالنظر إلى قلة العروض السينمائية. هل تضعين خطوطا حمراء في عملك الفني؟ أراعي في اختياراتي للأدوار أن تكون مؤهلة لأن تتابعها كل الفئات العمرية بعيدا عن خدش الحياء، ولهذا أنا لا أرفض العمل الفني المقترح علي، شرط أن يكون مقيدا ببعض الضوابط الأخلاقية، التي تعفيني من أن أكون في موقف يمس حياء الآخرين، ويشوش على حياة ابنتي وزوجي، لأنني أبقى أما وزوجة وعلي الالتزام بالحدود الممكنة للحفاظ على صورتي أمام الأسرة والجمهور. بالحديث عن الأسرة والزوج، تداول الوسط الإعلامي كثيرا خبر طلاقك، ما مدى صحة ما يروج؟ بالفعل انفصلت عن زوجي السابق، فبعد زواجي الأول من أجنبي وإنجابي لطفلة، ارتبطت من جديد بمغربي ونجحت علاقتي معه بشكل مطمئن ومريح، وما يسعدني أكثر أن انسجاما واضحا يربط بين ابنتي وزوجي الحالي، علما أنني أحتفظ بعلاقة صداقة طيبة مع زوجي الأول. ليلى الحديوي وجه معروف في عالم الأزياء والموضة، كيف تستطيعين التوفيق بين عوالم التمثيل والأزياء والتنشيط أيضا؟ إن برنامج عملي الموزع بين عالم الأزياء والتمثيل لا يطرح لدي إشكالا، بحكم أنني أوفق بينهما، فعملي كعارضة أزياء لا يكون بالضرورة يوميا، في حين أن مواعيد التصوير غالبا لا تتزامن مع فترات عروض الأزياء، أما عملي في برنامج "صباحيات" فلا يكلفني إلا يومين من التصوير في الأسبوع، وفوق ذلك كله، أتكلف بتنظيم عروض أزياء خاصة بمجموعة من المصممين من الألف إلى الياء، بما في ذلك البحث عن العارضات ومكان العرض.. ومن ثمة لا أجد في الوقت إكراها يمنعني عن التوفيق بين مهامي التي أنجزها بحماس ورضا. تمشين بخطوات ثابتة في مجال التمثيل، ماذا بعد فيلم "سارة"؟ أطمح وبسعي حثيث إلى أن يكون عملي الفني متميزا، يرشحني للمشاركة في فيلم سينمائي عالمي، كما أحلم بأن أشارك في عمل سينمائي ناجح يحظى باختياره للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. هل تحضرين لعمل جديد؟ ليس لدي أية أعمال فنية في الوقت الراهن، إلا أنني أحضر لدورة تكوينية لفائدة عارضات الأزياء، وستستغرق الدورة التدريبية مدة 3 أشهر، باعتماد خبرات متخصصين في مجال التصوير والماكياج وغيرهما، والدورة مفتوحة في وجه جميع الراغبات في الاستفادة من عالم الأزياء والجمال. لقبت ب"سفيرة القفطان المغربي"، خلال الدورة الأخيرة لمهرجان مراكش، ما الذي أهلك لحمل هذا اللقب؟ باعتباري عارضة أزياء ومقدمة لفقرة الموضة في برنامج "صباحيات"، أحرص على مواكبة آخر الصيحات، إن لم أقل أنني أحاول البحث الجديد فيها باستمرار، لكي أضفي أولا جمالية متجددة على منتوجات العرض من لباس وماكياج وأكسسوارات. وكان وقوفي على السجادة الحمراء في المهرجان، عاملا آخر فرض أن أكون في أبهى حلة، باعتباري عارضة أزياء مغربية، أشعر بمسؤولية ترجمة الموروث المغربي في اللباس أحسن تجسيد، في تظاهرة عالمية تحظى باهتمام الإعلام العربي والدولي. أما لقب "سفيرة القفطان المغربي" في المهرجان الدولي للفيلم، فقد عمق مسؤوليتي في أن أُحسن انتقاء القفطان الذي يعكس التقاليد والأصالة المغربية.