هي محط أنظار عشاق الفن والموضة، دخلت عالم الأضواء والشهرة في سن مبكرة ، فأصبحت ليلى حديوي، تضفي على أزياء مصممين عالميين طابعا خاصا يميزها عن باقي عارضات الأزياء من بنات جيلها. تتمتع باحترافية خاصة، وطموح لا محدود، دفعها لخوض تجارب في التنشيط والتمثيل، فشاركت في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، منها السلسلة المطولة المغربية "زينة الحياة". عن السلسلة، وجديدها السينمائي، وعن تجربتها في تنشيط برنامج "صباحيات" على القناة الثانية، كان لليلى حديوي مع "المغربية" الحوار التالي. شاركت في بطولة السلسلة المغربية المطولة "زينة الحياة"، كيف جرى اقتراحك للمشاركة في المسلسل؟ أجريت مثل جميع الممثلين، عملية "الكاستينغ" الخاصة بشخصية مديرة الشؤون القانونية في شركة "زينة سكن"، ونلت استحسان المخرجين المشاركين في العمل، الذين وجدوا صعوبة في اختيار الممثلة المناسبة للدور، لأن بعض الفنانات تحفظن عن تجسيده، معتقدات أن الجمهور قد يكرههن، لأن الدور يحكي قصة امرأة متزوجة من شخص معاق، وتجمعها علاقة عاطفية مع مديرها في العمل. لماذا قبلت دورا اعتذرت عنه ممثلات أخريات، ألم تخشي من أن يكرهك الجمهور في هذا الدور؟ أؤمن بأن الممثل الجيد هو من يستطيع إقناع الجمهور بالشخصية التي يؤديها، وهو تحد بالنسبة لي، وأدرك أن الجمهور المغربي أصبح واع بما فيه الكفاية، بأن شخصيات أي عمل فني، لا علاقة لها بشخصية الممثل الحقيقية، لذلك حاولت من خلال 22 حلقة، التي سأطل من خلالها على الجمهور في "زينة الحياة"، أن أجسد شخصية نوال، بإتقان قدر المستطاع، لأكون عند حسن ظن الجمهور، ولأبقى في ذاكرته، رغم أنني لم أشارك في جميع حلقات المسلسل التي تصل إلى 120. كيف مرت أجواء تصوير "زينة سكن"؟ قضينا وقتا ممتعا، يجمع بين الجدية في العمل وبعض اللحظات الطريفة مع الممثلين، ورغم أنني كنت أضطر إلى التنقل بين مراكش والدار البيضاء لأصور المشاهد الخاصة بي، وكان من الصعب حضور التصوير يوميا، إلا أن الجو العام أثناء التصوير أنسانا أي تعب. ماذا تمثل لك المشاركة في أول سلسلة مطولة مغربية؟ أعتبرها تجربة جديدة، لكنني لا أستطيع الحكم على قصة العمل بشكل عام الآن، خاصة أنني لم أقرأ نص العمل ككل، لكنني سعيدة بهذه الخطوة، التي لن تضرني بقدر ما ستضيف لي الشيء الكثير. وأتشرف بالوقوف أمام ممثلين أكفاء، كما أفتخر بالمشاركة في عمل من إنتاج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بالتعاون مع "عليان" للإنتاج، ويضم كما هائلا من الفنانين، خاصة أن السلسلة منحت الفرصة للعديد من الوجوه الجديدة لإثبات موهبتها وجدارتها في عالم التمثيل، وهو شيء يحسب لها بالتأكيد. ليلى حديوي وجه معروف في عالم الأزياء والموضة، كيف قررت التوجه إلى ميدان التمثيل؟ كنت مبهورة منذ صغري بعالم السينما، وكنت أتطلع إلى أن أصبح ممثلة، إذ كنت أشارك في بعض المسرحيات، التي تقام ضمن الأنشطة المدرسية، وكنت ألقى استحسانا من طرف الأسرة والأساتذة. وبعد أن كبرت، أتيحت لي الفرصة للتعاون مع المخرج المغربي نورالدين الخماري في السلسلة التلفزيونية "القضية 6"، ولم أتردد في خوض التجربة. وأحمد الله أن مشاركتي الأولى في عالم التمثيل، لاقت استحسان العديد من المخرجين، وفتحت لي أبواب السينما، إذ توالت بعد ذلك العروض، التي قبلت بعضها، وقدمت أعمالا لاقت إعجاب الجمهور، وأتمنى أن أحافظ على مكانتي في قلوب المشاهدين وأن أقدم ما يرضيهم دائما. وسواء كنت ممثلة أو عارضة أزياء، فأنا أحرص على مزاولة مهنتي بكل احترافية، وألتزم بالوقت، وأبذل ما أوتيت من جهد وقوة، لنجاح العمل الذي أقدمه. ماذا عن الجديد في السينما؟ صورت أخيرا فيلما سينمائيا مع المخرج إدريس الروخ، وقررت خوض التجربة والمشاركة في الفيلم، رغم أنه رُفض أيضا من قبل العديد من الفنانات، لأنه يحكي قصة فتاة ليل، تعرضت للاغتصاب. ومازلت أؤكد على أن السينما شيء، والحياة الخاصة شيء آخر، فرغم أنني متزوجة وأم لطفلة، إلا أن تجسيدي لأية شخصية قد يكرهها الجمهور، لا يعني بالضرورة أنها شخصيتي الحقيقية، وأتمنى أن يفهم الجمهور أن الأدوار التي يجسدها الممثل، هي مجرد أدوار من صنع خيال المؤلف، وأن التوفيق في أدائها وتجسيدها، أمر يحسب لصالح الفنان وليس العكس. من جهة أخرى، أتمنى أيضا ألا يضعني المخرجون في خندق هذه الأدوار. تتمتعين بجرأة فريدة في أداء هذا النوع من الأدوار، هل تفكرين في احتراف التمثيل ودخول عالم الفن السابع؟ لم لا، بالفعل أطمح إلى أن أحقق النجاح والانتشار في السينما، دون أن أنسى مجال عرض الأزياء الذي يعتبر عشقي الأول. تمشين بخطوات ثابتة في ميدان التمثيل، أين تصنفين نفسك الآن؟ صدقت، فأنا أحاول أن أخطو بثبات في الميدان الفني، وأن أختار الأعمال التي أطل من خلالها على الجمهور، فقد سبق أن شاركت في "مي تاجة" مع المخرج عبد الحي العراقي، وكان لي الشرف أيضا بالمشاركة في سلسلة "ساعة في الجحيم"، وجسدت دور البطولة في الفيلم السينمائي "وليدات كازا"، للمخرج عبد الكريم الدرقاوي، كما صورت سلسلة جديدة بعنوان "كازا ريدر"، تضم مجموعة كبيرة من الممثلين المعروفين. لم تكتف بالتمثيل وعرض الأزياء، بل توجهت إلى مجال التنشيط من خلال برنامج "صباحيات" على القناة الثانية "دوزيم"، كيف فكرت في خوض التجربة؟ أقدم فقرة "موضة"، في برنامج صباحيات، الذي يضم مجموعة من الفقرات، تقدمها المنشطة الرئيسية للبرنامج سميرة البلوي، ولا أعتبر أن انضمامي إلى فريق عمل "صباحيات"، يبتعد كثيرا عن مجال الموضة والأزياء الذي عملت فيه لسنوات، بل أحاول من خلال فقرة "موضة"، أن أستغل الخبرة البسيطة التي اكتسبتها من عالم الأزياء لأقدم للمتلقي الجديد في هذا المجال، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجمهور. أي المجالات تفضلين أكثر، التمثيل أو الموضة أو التنشيط؟ لكل مجال رونقه وطعمه الخاص، لا أستطيع اختيار مجال دون آخر، فلكل خصوصيته بالنسبة لي، في السينما أسعى لحفظ الدور، وأدائه بإتقان، واتباع تعليمات المخرج، وفي التنشيط التلفزيوني، أبحث دائما عن الجديد وأحضر فقرتي بحب، أما عرض الأزياء، فأزاوله بحب، ليس فقط من أجل الكسب المادي. وأعتبر أن الأزياء والتمثيل والتنشيط، موهبة، وفن لا يتجزأ، وأضع المجالات الثلاثة في الكفة نفسها، المهم أن أحرص على كسب حب الجمهور، وأن أحقق النجاح في المجال الذي أعشقه منذ الصغر. كيف تستطيعين التوفيق بين كل هذه الانشغالات؟ أحاول أن أقضي مع ابنتي وزوجي الوقت الكافي، وأن أسخر وقت فراغي كله من أجلهما، حتى أنني لا أضيع الوقت في النوم، بل أسهر على راحة ابنتي، وأحمد الله أن زوجي يتفهم طبيعة عملي. أي المجالات أصعب بالنسبة إليك؟ أرى أن السينما أصعب، لأنها تتطلب الدخول في أعماق الشخصية التي أقدمها، دون إغفال تفاصيلها الدقيقة، والصعوبة تكمن في تقمص شخصية مغايرة لشخصية الممثل الحقيقية. بالمقابل، لا أجد أي صعوبة في مجال عرض الأزياء، الذي بدأته منذ سن 17، إذ يجري في عروقي ولا تشعرني ممارسته بالتعب أو الملل، أما برنامج "صباحيات دوزيم"، فأعتبره مسؤولية، إذ من الضروري أن أوصل رسالة إلى الجمهور، ليستفيد مما نقدمه. ماذا قدم لك "صباحيات دوزيم"؟ فتح لي أبوابا كثيرة، وتلقيت مجموعة من العروض، سواء في قنوات مغربية أو عربية، لكنني أفضل أن أستمر في تقديم فقرة موضة في البرنامج، لأثبت فيها ذاتي أولا، خاصة أنها حققت إقبالا جماهيريا ولاقت استحسان المشاهد. إلى أين سيقودك طموحك بعد كل ما حققته إلى الآن، بماذا تحلمين؟ طموحي لا يتعدى الحفاظ على الصورة التي كونها عني الجمهور إلى الآن، أتمنى أن أحظى بالحب الدائم من الجمهور، كما أتمنى أن أحقق النجاح في أي تجربة أخوضها، سواء في التنشيط أو التمثيل أو في مجال عرض الأزياء.