تحتضن مدن الدارالبيضاء الجديدةوالرباط، في الفترة الممتدة من 4 إلى 7 دجنبر المقبل، الملتقى الدولي للموسيقي الأندلسية في دورته العاشرة، تحت شعار "الموسيقى مقربة الشعوب"، بمشاركة فرق موسيقية من المغرب وإسبانيا، وفرنسا والجزائر، وتونس. تعد هذه الدورة، حسب ما ذكره المنظمون في ندوة صحفية احتضنتها "دار الآلة" في حي الأحباس بالدارالبيضاء الأربعاء الماضي، تكريسا لما عملت جمعية هواة الموسيقى الأندلسية بالمغرب من أجله منذ تأسيسها، إذ يعتبر هذا الملتقى الفني الثقافي بوابة لعولمة هذا اللون التراثي الأصيل، عبر استضافة دول أجنبية للمشاركة في الملتقى، بهدف تلاقح الثقافات، وتبادل الخبرة. وفي كلمته التي ألقاها في الندوة، أثنى محمد المنجرة، رئيس الدورة العاشرة لأندلسيات، على طاقم الجمعية الساهر على إعداد الدورة بقيادة إدريس المسفر، وقيدوم الساحة الفنية المغربية محمد باجدوب، وفنان الفلامينكو الإسباني إنريكي، وبعض ممثلي مجموعة "جيبسي كنغ" المشاركة في الدورة الحالية، مشيرا إلى أن هذه الدورة ستشهد مزجا بين الإيقاعات المغربية والأجنبية في إطار ما يسمى "بموسيقى الفيزيون". من جهته، قدم عبد الحميد السباعي، السكرتير العام للجمعية، نبذة عن تاريخ الملتقى وأبرز رواده، مستحضرا أسماء عديدة مثل مولاي أحمد الوكيلي، والحاج محمد بلمليح، والحاج بن جلون التويمي، لما قدمته هذه الأسماء للفن الأندلسي على مدى السنوات الماضية، ولملتقى أندلسيات على وجه الخصوص. من جانبه، قال رئيس اللجنة الأدبية لجمعية هواة الموسيقى الأندلسية بالمغرب، عبد الله الوزاني، إن الملتقى يسعى للمزج بين الفكر والفن، باعتبارهما مكونين لا يتجزءان، مشددا على أهمية اليوم الأخير من هذه الدورة، حيث سيشهد ندوة فكرية حول الموسيقى الأندلسية، يؤطرها الباحث عباس الجراري مستشار جلالة الملك، ومحمد الدباجي عميد كلية الآداب بدبي، والكاتب محمد التهامي الحراق وغيرهم من المهتمين والفاعلين بمجال الموسيقى الأندلسية، بالإضافة إلى لقاءات أخرى تعقد بالتوازي مع أيام الملتقى بدار الآلة بالأحباس، لمناقشة العلاقة القائمة بين الطرب الأندلسي والفكر، والثقافة والتربية والأخلاق، ومآل الموسيقى الأندلسية اليوم، كما أزاح الستار عن جائزة الملتقى، التي صنعت على شكل كمان فضي اللون. وفي تصريح خاص ل "المغربية"، أثنى الفنان المغربي محمد باجدوب على الجهود المبذولة من طرف رجالات الجمعية، للنهوض بهذا اللون الغنائي، الذي لطالما تبوأ الصدارة في المشهد الفني الوطني، ملتمسا اهتماما إعلاميا أكبر بالطرب الأندلسي لكسر القطيعة والبرود الذي أصاب العلاقة بينه وبين الجيل الصاعد، معتبرا أن الإعلام له مفعول السحر في التأثير على أذواق الناس وتهذيبها. ولا تقل هذه الدورة غنى عن سابقاتها، بحيث ستشهد هي الأخرى تنوعا ملحوظا على مستوى الدول المشاركة، والفرق والأسماء المدرجة خلال أيامها الأربع، وفي هذا السياق ستعيش مدينة الدارالبيضاء، خلال الأيام 4 و5 و6 دجنبر، بالمركب السينمائي "ميكاراما"، على إيقاعات مجموعة الصقلي للموسيقى التونسية، بقيادة الرايس مراد الصقلي، ومزيجا بين موسيقى الفلامينكو الإسبانية والموسيقى الأندلسية المغربية، بالإضافة لمقطوعات من أداء الفنانين المهدي الشاشو، وفهد بنكيران، ومجموعة روافد طنجة، والمجموعة الجزائرية للطرب الغرناطي بمشاركة ريم حقيقي، بالإضافة إلى مزيج غنائي يقدمه كل من جوق شباب فاس ومجموعة دار الآلة بمشاركة يونس الأشقر، ومحمد العثماني، ونور الدين الطاهري. وتعيش مدينة الرباط هي الأخرى على وقع إبداعات المجموعة الإسبانية "طريبيت"، وجوق الرباط الذي تمزج بين طرب الآلة والملحون، وعيساوة والسماع الصوفي، بقيادة الحاج محمد باجدوب وأمين الديبي، وأحمد بيرو، فيما ستشهد مدينة الجديدة يوما فنيا بامتياز، حيث ستكون مسرحا للحفل الختامي لهذا الملتقى، تحييه مجموعة الهارمونيكا المغربية، بمشاركة الفنان فؤاد الزبادي، وفنانين من فرنسا، زيادة على نفحات من إبداعات الأوركسترا المغاربية التي تجمع بين المغرب والجزائر وتونس.