اختتمت مساء أمس السبت فعاليات الدورة الفضية (25) لملتقى الأندلسيات بشفشاون, الذي نظمته المديرية الجهوية للثقافة بجهة طنجة تطوان من 24 إلى 26 يونيو الجاري, وكان المالوف التونسي ضيف الشرف. وشارك في إحياء السهرة الختامية لهذه التظاهرة الموسيقية السنوية, التي حضرها على الخصوص عامل إقليم شفشاون السيد محمد عسيلة, كل من جوق الرباط لموسيقى الآلة برئاسة إدريس بن عبد الكريم اكديرة في حصة من طبع غريبة الحسين, وجوق محمد بن زكري للمحافظة على الموسيقى الأندلسية بالدار البيضاء الذي أدى مستعملات من طبع الرصد. وتم خلال حفل الاختتام توزيع الجوائز على الفائزين في المسابقة الجهوية للموسيقى الأندلسية في العزف والإنشاد, التي نظمت بالمناسبة والتي فاز فيها أيوب محمود من شفشاون في صنف الإنشاد وأمين البلهوان من تطوان في العزف على آلة العود وسارة الأشهب من طنجة في العزف على آلة الكمان. وقد عرفت هذه الدورة مشاركة مدرسة المالوف التونسي في شخص الفنانة ريم الفهري رفقة مجموعة الصقلي للموسيقى التونسية برئاسة مراد الصقلي. ويحتل المالوف مكان الصدارة في التقاليد الموسيقية التونسية كأصدق تعبير عن أصالة هذه التقاليد بنصوصه الأدبية وأوزانه الإيقاعية ومقاماته الموسيقية. وعلى غرار الدورتين السابقتي,ن حضر هذه الدورة كذلك فن الفلامنكو في شخصي أنابيل روسادو وأنطونيو إيغير من إسبانيا. كما شهدت الدورة الفضية للملتقى تكريم الفنان عبد السلام الخلوفي. وكان الخلوفي قام بالخصوص بتوثيق 77 حصة من الموسيقى الأندلسية ما بين سنتي 1994 و2003 لفائدة القناة الأولى, وقام بإعداد وتقديم العديد من البرامج الموسيقية لفائدة القناتين الأولى والثانية, وله مشاركات دولية مختلفة سواء كعازف أو كمنشد أو كأستاذ محاضر. وشنفت الفنانة حياة بوخريص رفقة جوق مدينة مكناس للموسيقى الأندلسية برئاسة محمد الهواري الجمهور الشفشاوني بوصلة من ريبيرتوار الموسيقى الأندلسية ومواويل تمتح من طبوع الآلة ونغمات ألوان موسيقية تراثية إضافة لمساهمة فرق أخرى أغنت فقرات الملتقى. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء في ختام التظاهرة, قالت الفنانة سميرة قادري المديرة الفنية للمهرجان إن هذا الملتقى حقق ما كان مرجوا منه في تكريس استمرارية هذا الطرب العريق واحتضان مجموعة من الفرق الموسيقية عبر الأيام الثلاثة من عمر المهرجان. وأشارت إلى أن كل واحدة من هذه لفرق تميزت بنكهة خاصة بين تأصيل الصنعة وإبراز مدارس الموسيقى الأندلسية ومنها مدرسة مولاي أحمد الوكيلي وكذا الانفتاح على أسلوب التحديث والتطوير. وأكدت الفنانة سميرة قادري أنه لا تزال هناك أهداف أخرى وطموح آخر لتطوير فعالات هذا المهرجان دورة بعد أخرى. وبخصوص مساهمة المهرجانات في تكريس حضور طرب الآلة كلون فني تراثي عريق, أكدت أن وزارة الثقافة حريصة على التشبث بتنظيم المهرجانات الموسيقية التراثية على قلتها والتي بدونها لا يمكن الحفاظ على التراث وصيانه. وأضافت أن منظمي ملتقى شفشاون حرصوا على استهداف جميع الفئات المتلقية لهذا التراث الأصيل من الممارس المحترف والولوع الهاوي إلى المتلقي العادي. يذكر بأنه شاركت في اليوم الأول من أيام المهرجان, الذي احتضن سهراته مسرح القصبة, فرقة سعد التمسماني للموسيقى الأندلسية (طنجة), وفرقة ليالي النغم برئاسة عبد السلام الخلوفي (طنجة).