أسدل الستار مؤخرا بالمسرح الوطني محمد الخامس، على فعاليات مهرجان الرباط الدولي للموسيقات الأندلسية في دورته التاسعة بتوثيق مغاربي لصنائع من ميزان قدام الرصد. وأبدعت المجموعة المغاربية، المتألفة من جوق شباب الأندلس برئاسة محمد أمين الدبي والأساتذة أحمد بيرو، والحاج محمد باجدوب، وبهاء الروندة وسيرين بنموسى (تونس)، وفرح باب عمي (الجزائر)، وسعد التمسماني، وليلى المريني وتمثيلية ل25 مدينة مغربية، خلال الأمسية الختامية لهذه الدورة في صنائع من ميزان قدام الرصد مع براويل من طبع المزموم، مخللة بمستعملات غرناطية من نفس الطبع، ومصدرة ب «الليل ليل عجيب.. أغر طلق المحيا». وفي مستهل هذه الأمسية تم تقديم وصلة موسيقية لعازفي العود يمثلون مختلف المدن المغربية وبمشاركة نظرائهم من الجزائروتونس، مما يعبر على أن سلطان الآلات الموسيقية حاضر في طرب الآلة وقادر على حفظ موازين النوبات والصنائع. أما جوق بلابل الأندلس برئاسة الأستاذ عبد الكريم لعمارتي، الذي قدم ميزان بسيط الحسن من نوبة رمل الماية، فقد أمتع، خلال هذه الأمسية، الجمهور السميع والمتلهف لهذا الفن الأصيل بشذرات من الموسيقى الأندلسية في هذا الميزان مصدرة ب»خاتم الرسل الكرام المنتمى.. طاهر الأصل زكي النفس». وبخصوص تقييم الدورة التاسعة من مهرجان الرباط الدولي للموسيقات الأندلسية، أكد مدير المهرجان صلاح الدين السمار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التظاهرة حققت نجاحا مبهرا بتقديم فقرات جديدة في مجال الموسيقى الأندلسية. وأضاف السمار أن برنامج هذه الدورة تميز أيضا ببرمجة نوبة أندلسية لأول مرة في العالم العربي في مجال الموسيقى الأندلسية بمشاركة 25 عازفا على آلة العود، علاوة على تمثيل 25 مدينة مغربية ومشاركة الجزائر بشذرات من الطرب الغرناطي، وكذا جوق روافد موسيقية لمدينة طنجة برئاسة عمر لمتيوي بمزيج مابين الموسيقى الأندلسية والموسيقة الإسبانية. وذكر أن الأمسية الأخيرة من هذه التظاهرة تميزت بتقديم باقة فنية مزج فيها مابين الموسيقى الأندلسية والطرب الغرناطي (الجزائر) والطرب المألوف (تونس) بمشاركة ألمع نجوم المملكة وعلى رأسهم الحاج محمد باجدوب، والأستاذ أحمد بيرو، وبهاء الروندة وليلى المريني. وبخصوص مشاركة الفنان الحاج محمد باجدوب في الدورة التاسعة لمهرجان الرباط الدولي للموسيقات الأندلسية، أبرز في تصريح مماثل، أن «غيرته على هذه الموسيقى هي الحافز الأول في قبوله المشاركة». ودعا باجدوب، في هذا السياق، إلى إيلاء هذا الفن العريق اهتماما كبيرا ودعما متواصلا من خلال تنظيم العديد من اللقاءات والمهرجانات في مختلف الحواضر المغربية، معبرا عن أمله في أن تغزو هذه الموسيقى جميع البيوت المغربية، لكونها تغذي الروح وترقي الذوق. وطالب الشباب المغربي بتسلم مشعل هذا الفن الأصيل والولع به وحمايته من الشوائب العالقة به وتحبيبه للناشئة، «لكونه ينبوع لاينبض في ثنايا موروثنا الثقافي المغربي».