قال أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة "إن المغرب بتملكه لمختلف مكونات تاريخه وبالاحتفاء دون تخوف أو تحفظ بغنى وتنوع ثقافته يعطي لمجتمع الأمم إشارة قوية على أنه مجتمع حداثي وناضج". أوضح أزولاي، خلال افتتاحه، أمس الأربعاء بفاس، لأشغال الندوة الدولية التي تنظمها جامعة سيدي محمد بن عبد الله حول موضوع "المكون العبري في الثقافة الأندلسية .. الأندلس وحوار الحضارات" أن المغرب "يعطي اليوم بفضل اختياراته النموذج في عالم موسوم بالقطائع والانكفاء على الذات". وأضاف مستشار صاحب الجلالة، أمام العديد من الباحثين والمفكرين والأكاديميين والطلبة الذين جاؤوا لتبادل وجهات النظر والأفكار، حول إسهامات الثقافة العبرية في الحضارة المغربية والأندلسية، أن المغرب تمكن من قطع عدة مراحل بتصويت الشعب المغربي خلال يوليوز 2011 على دستور جديد يجعل من المكون العبري أحد الروافد العريقة للهوية الوطنية، مشيرا إلى أن المجتمع المغربي لم يفتر أو ينقطع عن الاستفادة من مكوناته العربية والأمازيغية والعبرية والحسانية. وأكد أندري ازولاي أن العالم بحاجة إلى هذا النوع من المواقف والقرارات التي اتخذها المغرب مضيفا أن وضوح الاختيارات التي أقدم عليها المغرب لقيت تنويها واستحسانا من طرف المجتمع الدولي. وقال أزولاي "هناك اليوم ببلادنا زخم وقوة دفع تتطور وتتحسن يوما بعد آخر"، داعيا المثقفين والباحثين والطلبة إلى مقاومة كل مظاهر النسيان أو فقدان الذاكرة. وبخصوص مساهمة المؤرخين والفلاسفة والكتاب اليهود المغاربة في إثراء الفكر والإنتاج الأدبي العربي، ذكر أندري أزولاي بأنه في المغرب وتحديدا بمدينة فاس تمت خلال القرن الثامن كتابة أول معجم باللغة العربية يبحث في الجذور المشتركة للغتين العربية والعبرية من طرف الباحث اليهودي دافيد بن أهارون الفاسي، مضيفا أن المدرسة اللسانية الفاسية تمكنت بفضل هذا الكتاب بعد عقود من أن تبرز وتفرض نفسها في الفضاء المتوسطي. وتبحث هذه الندوة الدولية التي تنظم بشراكة مع مختبر التواصل الثقافي وجمالية النص ( كلية الآداب Ü ظهر المهراز ) وتستمر بومين مقاربة العلاقة بين الأدب العربي الإسلامي والأدب العبري من خلال نماذج لمفكرين وعلماء وفلاسفة شكلوا جسرا للتواصل بين هذين الحقلين المعرفيين وأثروا الثقافة المغربية والأندلسية بأعمال إبداعية طبعت تاريخ حضارة الغرب الإسلامي بطابع التفرد والخصوصية.