قال أندري أزولاي مستشار صاحب الجلالة ورئيس مؤسسة (أنا ليند) إن الحقد والخوف والتعصب الديني "ليس قدرا أو حتمية مفروضة". أوضح أندري أزولاي خلال عرض قدمه مساء أمس الاثنين أمام المشاركين في الندوة الدولية حول موضوع "تعزيز حوار الحضارات واحترام التنوع الثقافي" التي تنظمها تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، منظمة ( الإيسيسكو ) والمنظمة الدولية للفرنكوفونية بشراكة مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو ) "أننا نعيش في زمن وفي عالم موسوم بالعنف الإيديولوجي ومحاولات حثيثة للانكفاء على الذات تفاقمها عملية التوظيف والاستغلال السياسي للأديان السماوية". وشدد أزولاي على ضرورة "اعادة قراءة التاريخ المعاصر للحوار بين الأديان والثقافات من أجل الوقوف على الطابع الظرفي للتراجع الجماعي المسجل على هذا المستوى خلال السنوات الأخيرة". وأضاف مستشار صاحب الجلالة "إنني أنتمي إلى جيل استطاع انطلاقا من المغرب أن يضع روحانياتنا في خدمة العقل والعدالة والكرامة الملازمة لكل فرد" داعيا المنظمة الدولية للفرنكوفونية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ( الإيسيسكو) إلى أخذ المبادرة "والعمل على تحليل الدواعي والأسباب الحقيقية التي تكمن وراء التراجع المسجل على مستوى حوار الثقافات والأديان وكذا من أجل الكشف عن الجهات التي استفادت من هذا التراجع". وقال إن "الإرادوية والانسجام والمتانة التي تطبع الاختيارات الأساسية التي تبناها المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل بناء مجتمع متنوع يعيش تعدديته في انسجام تام وفي توافق وطني، تشكل نموذجا يحتذى بالنسبة للشعوب والمجتمعات التي لا تزال تبحث عن مساراتها بالمنطقة". وتهدف الندوة الدولية حول موضوع "تعزيز حوار الحضارات واحترام التنوع الثقافي" التي يحضرها العديد من الباحثين والمفكرين وأصحاب القرار إلى بحث الوسائل والطرق الكفيلة بتعزيز ثقافة الحوار على مختلف المستويات مع العمل على إشاعة قيم الحوار في جميع الأوساط ودراسة العوامل والمؤثرات التي تحد من فعاليته. وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة الدولية بالرسالة الملكية السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين والتي تلاها وزير الدولة، عبد الله باها. ويبحث هذا الملتقى الدولي الذي يحضره نحو خمسين من الشخصيات السياسية والدينية والفكرية من مختلف بلدان العالم التقدم الذي تم تسجيله على مستوى حوار الحضارات واحترام التنوع الثقافي مع تشخيص المخاطر والعقبات التي تعيق الجهود التي تروم تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان في ضوء ما تشهده العلاقات الدولية من تغيرات إلى جانب وضع إطار عمل لتعزيز فرص نجاح هذا الحوار من خلال اعتماد الآليات المناسبة في مجالات التربية والإبداع الثقافي والإعلام .