دعا المشاركون في المؤتمر الدولي لحوار الحضارات المنظم بمدينة القيروان التونسية تحت شعار "من أجل تعزيز حوار الحضارات واحترام التنوع الثقافي" إلى الاستناد على القيم الإنسانية المشتركة ومبادئ الحق والعدل واحترام حقوق الإنسان والتسامح والمواطنة والديمقراطية وفتح مجال تفاهم الشعوب في إطار الالتزام بالموضوعية واحترام الآخر. "" ودعا المشاركون في مؤتمر القيروان الذي نظمته المنظمة الإسلامية الإيسيسكو أخيرا بالتعاون مع الحكومة التونسية والمنظمة الدولية للفرانكفونية إلى الابتعاد عن تشويه صورة الآخرين وازدراء أديانهم ومعتقداتهم ورموزهم الدينية وعدم المس بخصوصياتهم الثقافية، وإلى التصدي للصور النمطية والتعميمات والأفكار المسبقة، والعمل على أن لا تؤدي الجرائم التي يرتكبها أفراد وجماعات صغيرة، إلى تعميم هذه الصورة على شعب أو منطقة أو ثقافة أو دين على اعتبار أن تنوع الثقافات يعد مصدر ثراء للحضارة الإنسانية؛ وجب الحفاظ عليه في إطار تعاون عادل يرفض القهر السياسي. وخلص المشاركون في ما سمي ب: (إعلان القيروان) بالتأكيد على أن الثقافات والأديان مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى الحوار الدائم وتعزيز التعايش، وإغناء بعضها البعض؛ بعيداً عن كل توتر أو استعلاء، ذلك أن "حماية التنوع الثقافي وتعزيزه لن يتحقق ما لم تكفل حقوق الإنسان والحريات الإنسانية، وما لم تتمتع الدول بحق سيادي في اعتماد تدابير وسياسات لحماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي على أراضيها، وما لم تَتَساوَ جميع الثقافات في الكرامة وفي الجدارة بالاحترام، وما لم يتحقق مبدأ التضامن والتعاون الدوليان بين البلدان الغنية والنامية، وما لم يتحقق كذلك مفهوم تكامل الجوانب الاقتصادية والثقافية للتنمية والانتفاع العادل لمختلف أشكال التعبير الثقافي في إطار الانفتاح على الثقافات الأخرى في العالم". وخلص المشاركون في مؤتمر القيروان بالإعلان عن مجموعة من التدابير لتعزيز أسس الحوار الحضاري، ومنها: 1) إنشاء خلية للتفكير وتقديم مقترحات تتولى مراجعة التصور الفكري والسياسي للتعاون الدولي والتفكير في إيجاد أشكال جديدة للاستفادة من الموارد البشرية والمالية. 2) التعاون بين المؤسسات الدينية والثقافية والتربوية والإعلامية على ترسيخ القيم الأخلاقية وتشجيع الممارسات الاجتماعية السامية، والتصدي للإباحية والانحلال. 3) إدراج قضايا الحوار بين أتباع الديانات والحضارات والثقافات في المناشط الشبابية والثقافية والإعلامية والتربوية. 4) تنسيق جهود الحكومات والهيئات الدولية والإقليمية والأهلية وبخاصة منظمات الايسيسكو واليونسكو والمنظمة الدولية للفرنكفونية والالكسو ومجلس أوروبا. 6) إدماج التنوع الثقافي في جميع النصوص المؤسسة لجميع المنظمات الإقليمية والثقافية والدولية كقاعدة من القواعد الثابتة للسياسة الدولية ووسيلة ناجعة وفعالة لإقرار الأمن واستتباب السلام في العالم كما جاء في الإعلان الإسلامي حول التنوع الثقافي. 7) تعزيز دور المجتمع المدني وبخاصة الجمعيات المعنية بقضايا الأقليات والمهاجرين كشرط أساسي لتحقيق التكامل بين تدبير التنوع الثقافي وسياسة الإدماج من خلال الحرص على تقديم التنوع الثقافي كأساس للمعرفة الجيدة بالأديان والمعتقدات ودورها في المجتمع. [email protected]