وعيا من المجتمعين في الملتقى الدولي الأول للتربية والثقافة المنعقد تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس في شفشاون من 15 إلى17 شوال ,1426 الموافق ل18 إلى20 نونبر 2005 بالأهمية التاريخية والحضارية لمدينة شفشاون باعتبارها كانت وما زالت ملتقى التفاعل والتعايش بين الحضارات، وجسرا للتواصل والتلاقح بين مختلف الثقافات. ونظرا لما تحتضنه المدينة من تراث خالد تتلاقى فيه قيم الإنسانية المشتركة الحاضنة لأبرز صور الحوار والتسامح. واستنادا إلى تعاليم الأديان السماوية المؤكدة لوحدة الأصل البشري والحاثة على التعاون والتفاهم واحترام التنوع الثقافي والحضاري. وتعزيزا لقيم الحوار والتعايش وثقافة السلام بين الحضارات والثقافات من أجل البناء الحضاري الإنساني المتكامل. واسترشادا بتعاليم الإسلام التي تحث على التفاهم والتعاون والتعارف والتسامح بين بني البشر استنادا إلى قوله تعالى:(يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)، وقوله تعالى:(قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم). وإيمانا منا بوحدة الأصل الإنساني التي أكدتها مختلف الأديان والحضارات، وتأكيدا لقرار الجمعية العامة للأمة المتحدة بجعل سنة 2001 سنة الحوار بين الحضارت. واعتبارا للنداء الذي وجهه فخامة رئيس القمة الإسلامية الثامنة السيد محمد خاتمي للمجتمع الإنساني حول الحوار بين الحضارات ورئيس حكومة المملكة الإسبانية السيد خوصي لويس ساباتيرو حول التحالف بين الحضارات. وحيث إن التحالف بين الحضارات والثقافات يسهم ولا ريب في عمارة الكون وصلاح الإنسان مما يتهدده من أخطار الحروب والصراعات. وانطلاقا من تشبعنا بهذه القيم الإنسانية السامية البانية لعالم إنساني متعاون ومتكامل. نؤكد نحن المجتمعين في الملتقى الدولي الأول للتربية والثقافة حول تحالف الحضارات والثقافات، المنعقد تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بالتعاون بين المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة(إسيسكو) وجمعية الدعوة الإسلامية بطرابلس بليبيا وجمعية الدعوة الإسلامية بشفشاون على ما يلي: أولا: أن الحوار والتعايش بين الحضارات والثقافات أمرٌ شرعيٌّ ومطلب إنسانيّ وضرورة اجتماعية لحماية المجتمعات الإنسانية من سوء الفهم والعداء والحروب والكراهية. ثانيا: الاعتراف بالتنوّع الثقافي والحضاري، باعتباره تراثاً إنسانياً مشتركاً يختزن القيم الروحية والمادية للبشرية جمعاء. ثالثا: الإيمان بالأصل الإنساني الواحد يستوجب شرعاً وقانوناً، احترام كرامة الإنسان وحقوقه وصونها من كلّ اعتداء أو إقصاء للونه أو عرقه أو دينه. رابعا:إيلاء العناية للتربية على قيم الحوار وثقافة السلام في البرامج التعليمية لمختلف المجتمعات البشرية. خامسا: احترام حقوق الجاليات والأقليات وخصوصياتها الثقافية والعقدية باعتبار هذا الاختلاف مصدراً للغنى والتطوّر. سادسا: مواصلة التعاون بين مختلف الدول والمنظمات والمؤسسات من أبناء جميع الحضارات، لتعزيز التفاهم والتواصل من أجل فهمٍ وتفاهمٍ متبادلين لاستتباب الأمن والسلام بين شعوب العالم. سابعا: الدعوة إلى مواصلة الجهود من الجهات المنظمة المتعاونة لعقد لقاءات أخرى في هذا المجال توطيدا لأواصر التعاون والتفاهم بين أهل الديانات والحضارات والثقافات المختلفة. ثامنا: اعتماد عقدالملتقى الدولي للتربية والثقافة بمدينة شفشاون كل سنة على أن يتضمن مواصلة بحث موضوع الحوار والتحالف بين الحضارات. تاسعا: طبع أعمال الملتقى الأول ونشرها. عاشرا: الترحيب بكل مبادرة داخل المعرب وخارجه تسعى لبحث هذا الموضوع في إطار أية ندوة أو ملتقى أو مؤتمر. حادي عشر: الترحيب بالمقترح الذي تقدم به الدكتور خواكين بوسطامانطي، الأستاذ في جامعة قاديس حول الدعوة إلى تنظيم تظاهرة عالمية كبرى في إسبانيا سنة 2011 تخليدا لمرور ثلاثة عشر قرنا على دخول الإسلام إلى أوروبا. ثاني عشر: التأكيد على أن الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق التوازن في الحياة ولتثبيت دعائم الاستقرار وإزالة أسباب التوتّر وبؤر التشنّج ورفض كل تطرّف وشطط وغلوّ، واستنكر كلَّ الأعمال المنافية للأخلاق وللقيم التي نصَّ عليها الإسلام الحنيف واتفقت عليها الديانات السماوية. ثالث عشر: على أن العدالة والمساواة وإكرام الإنسان من حيث هو إنسان، شروطٌ ضروريةٌ لتمتيعه بالحريات والحقوق، وعلى أن الظلم والحيف يحولان بين الكائن الإنساني وبين تمتعه بما خوَّله اللَّه له من نعم في هذه الحياة. رابع عشر: دعوة المجتمع الدولي إلى التشبّع بالمثل الرفيعة المبنية على التسامح والقبول بالآخر والمعاملة بالرفق والحكمة والتبصّر والرزانة وبُعد النظر وبشرف النفس، من أجل حلّ المشكلات والمعضلات التي تعانيها الإنسانية.