في خضم تأثر مظاهر الحياة بتكنولوجيا المعلومات، التي أصبحت تستلزم بالضرورة مواكبة تقنيات الاتصال وتطورها السريع والمستمر، ارتأى الاتحاد العام للصحافيين العرب، بالقاهرة، تجديد التواصل مع عدد من الصحافيين من مختلف الدول العربية، لرصد التغيرات المحدثة في وسائط الاتصال، عبر دورة تدريبية تهم "المهارات الصحفية وتكنولوجيا المعلومات" كما سعى الاتحاد إلى تفعيل المخزون المعرفي للصحفيين العرب حول تقنيات التواصل ومجالاتها وكيفية توظيفها على نحو يحقق المواكبة الدائمة والتنوير للرأي العام بالمستجدات الطارئة في الحياة العامة. بعدما تطور مجال الصحافة لدرجة أصبح كل منبر إعلامي (جريدة، أو أسبوعية، أو مجلة شهرية) يتوفر على موقع إلكتروني يسمح بنشر المعلومات والمعطيات على نطاق واسع لتصل إلى جمهور عريض في وقت محدد، حرص الاتحاد العام للصحافيين العرب بالقاهرة، في مصر، على تنظيم دورة تدريبية من 5 إلى 10 أكتوبر الجاري بغرض تسليط الضوء من جديد على الوسائل التكنولوجية المعتمدة في الصحافة تيسيرا لمهام الصحافي من أجل تبليغ رسائله باحترافية أول بأول. ومن بين النقاط التي تناولتها الدورة التدريبية، والتي شاركت فيها "المغربية"، إلى جانب عدد من الصحافيين العرب، موضوع "شبكة الإنترنت" التي يستخدمها الصحافيون لاستثمار الوقت والحصول على كميات وفيرة من المعلومات والبيانات، إلى جانب استغلال الفيديوهات والصور والتسجيلات الصوتية. فالاتساع الهائل لشبكة الإنترنت خول للصحافيين ولوج منافذ متنوعة، تساعده على أن ينتقي المعلومات الملائمة بعد فحصها وفق مصادره الخاصة. خدمات متنوعة للإنترنت تطرقت الدورة التدريبية بالقاهرة، التي أشرف عليها الاتحاد العام للصحافيين العرب، بحضور أمينها العام حاتم زكرياء، ومشاركة أساتذة متخصصين، إلى الخدمات التي يقدمها الإنترنت لمستخدميه، موضحين أن الصحافي بدوره استطاع أن يتفاعل مع هذه الوسيلة بشكل عمق معارفه وحبك مؤهلاته، فمن بين الخدمات التي يقدمها الإنترنت، وفق ما أدرج خلال الدورة، هو توفر الإنترنت على خدمة البريد الإلكتروني الذي "يعتبر أكثر الخدمات استخداما بين المشتركين في الشبكة، ويتميز بالسرعة وقلة التكاليف وإمكانية إرساله إلى أكثر من شخص في وقت واحد، ومتى أصبح للمستخدم عنوان بريدي، يستطيع إرسال واستقبال البريد الإلكتروني في الشبكة وتبادله مع الآخرين عن طريق برامج البريد الإلكتروني المختلفة". كما ذكرت الدورة التدريبية، لخدمة الإنترنت في البحث ونقل الملفات، "حيث يجري مسح محتويات المواقع الأرشيفية لنقل الملفات التي تحتوي على ملايين الملفات المخزنة، وبعد العثور على الملف المراد البحث عنه يجري نقله، باستخدام خدمة نقل الملفات، وتسمح هذه الخدمة بنقل ملفات نصية أو برامج من أي مكان في الشبكة، ويعتمد نقل الملفات على سرعة وصلات الاتصال وعدد الذين ينقلون الملفات في الوقت نفسه، ويجب تحديد نوعية الملف المنقول قبل نقله ضمانا لسلامة نقله". من جهة أخرى، هناك خدمة تتعلق ب"مجموعات الأخبار"، وهي عبارة عن "مناقشات جماعية ومقالات ورسائل عامة في موضوعات متعددة ويمكن لأي مشترك على شبكة الإنترنت الاشتراك في مجموعة أو أكثر وقراءة أخبار المجموعات التي اشترك فيها وكتابة المقالات والاشتراك في المناقشات". أما خدمة "الشبكة العنكبوتية العالمية الواسعة، فهي الأكثر استخداما في الوقت الحاضر لدى معظم المستخدمين، إذ "تعرض الشركات والمؤسسات صفحات إعلانية رئيسية، تعطي بيانات عن أنشطتها وعن طريق استخدام لغة ترابط النص تعرض بعض كلمات دليلية، التي يمكن البحث فيها عن موضوع معين من الموضوعات ذات الصلة، ويكون تحت هذه الكلمات الدليلية خط أو بلون مغاير لتوضيحها على الشاشة، وعند اختيار إحدى الكلمات ينتقل المستخدم إلى صفحة أخرى تعطي تفاصيل عن الكلمة الدليلية، وبها أيضا عناوين، وكلمات دليلية أخرى تقود إلى صفحات أخرى وهكذا"، و"بناء على مراسم الاتصال المتاحة، يمكن استعراض صفحات الشبكة العنكبوتية، إما لعرض النصوص فقط، أو لعرض النصوص مع الصوت والصورة". أما خدمة "الاتصال الهاتفي بواسطة الإنترنت"، أوضح أساتذة الدورة التدريبية، مرة أخرى أن "استخدام شبكة الإنترنت تطور حتى أصبحت تستخدم في إجراء المكالمات الهاتفية بين المشتركين، سواء داخل الدولة نفسها أو بين دول مختلفة، بدلا من نظام الاتصالات الهاتفية الحالي، وهي وسيلة اتصال هاتفي رخيصة الثمن. في حين هناك "محركات البحث"، وهي مواقع متخصصة تستخدم للبحث عن المعلومات على الشبكة ومع الزيادة الكبيرة في عدد مواقع الويب اليوم التي تقدر بملايير الصفحات، فإن محركات البحث التقليدية الشهيرة، تتميز بإمكانية البحث فيها باللغة العربية أو الإنجليزية، وفي الآونة الأخيرة ظهرت مجموعة جديدة من خدمات البحث على الويب تستخدم طرقا مبتكرة في عمليات البحث وترتيب النتائج، بحيث يمكن بسهولة الرجوع إليها مستقلا، ويمكن الاتصال عبر الهاتف المحمول بمحرك البحث، لتعطيه جملة البحث بالصوت". في الإطار نفسه، هناك "البحث عن المعاني والبحث البشري"، إذ "تبذل اليوم محركات البحث التقليدية جهدا في الوصول إلى ما يراد البحث عنه، عن طريق معادلات معقدة لترتيب نتائج البحث، بحيث تظهر الصفحات الأقرب لأن تحتوي على ما يبحث عنه المستخدم في صدر النتائج، فالتقنيات التي يقف وراءها محرك البحث يحاول استخراج معاني جملة البحث ومعاني العبارات الموجودة في مواقع الويب وتحاول الربط بينهما"، كما "يقوم محرك البحث عند عرض النتائج بتمييز الجمل التي يرى أنها الأقرب لما يريد المستخدم الوصول إليه داخل كل موقع ليسهل عليه اختيار الموقع الذي يبحث عنه، إضافة إلى أن المحرك يصنف المواقع التي تظهر في نتائج البحث المختلفة لاستبيان مدى قدرتها على تقديم ما يبحث عنه المستخدم، ما يتيح له بلوغ نتائج أفضل". ويوفر "المحرك أيضا البحث عن الصور ومقاطع الصوت ولقطات الفيديو، كما هناك محرك يساعد على كتابة جملة البحث، وبمجرد أن يكتب الحرف أو اثنين فإنه يقترح باقي الكلمة، ثم الكلمات التي تليها لتصل إلى جملة بحث محكمة وبالتالي نتائج بحث دقيقة". في السياق ذاته، هناك خدمة "البحث بالصوت"، إذ "هناك مواقف تكون فيها كتابة جملة البحث أمرا صعبا للغاية، مثلا أثناء قيادة السيارة إذ يمكن استخدام الهاتف القادر على الاتصال بالإنترنت، فبدلا من الكتابة بالضغط على أزرار الهاتف، فإن محرك البحث يتيح للمستخدمين النطق بكلمة بالإنجليزية ليتم التعرف عليها ويجري عملية البحث بدقة، كما يقوم المحرك بمقارنة الكلمة المنطوقة بالكلمات المخزنة لديه مع ربطها بالكلمات التي تسبقها للتأكد من معناها، كما يمكن التعرف على اللهجات المختلفة والتي تعني نطق الكلمات بشكل مختلف". الصحافة على الإنترنت أوضح الأساتذة المؤطرون للدورة التدريبية حول "المهارات الصحفية وتكنولوجيا المعلومات"، قياسا بتجربة "الأهرام"، أن استخدام الإنترنت أتاح ظهور الصحف والمجلات الإلكترونية وهي التي يجري إصدارها ونشرها على شبكة المعلومات الدولية، سواء كإصدارات إلكترونية للصحف المطبوعة الورقية أو موجز لأهم محتوياتها أو كجرائد ومجلات إلكترونية ليست لها إصدارات مطبوعة على الورق، وهي تتضمن مزيجا من الوسائل الإخبارية والمقالات والقصص والتعليقات والصور والخدمات المرجعية". و"تعتمد الصحف العربية الإلكترونية المتوافرة على الإنترنت في بثها للمادة الصحفية على ثلاث تقنيات، هي تقنية العرض كصورة وتقنية "بيديف"، وتقنية النصوص، وهذه التقنيات تختلف في ما بينها على مستوى عرض وتخزين المادة الصحفية ولكنها تجتمع في عدم إمكانية البحث والاسترجاع الآلي لمعلومات معنية من الطبعات اليومية الجارية أو اليومية أو من الطبعات السابقة المتوفرة آليا". و"يأتي تزايد انتشار الصحف العربية الإلكترونية في وقت تواجه الصحافة المطبوعة عدة تحديات، منها ارتفاع تكلفة إصدار الصحف، وقلة عوائد التوزيع، وتراجع الدخل الإعلاني، ووجود جيل قديم تشبع بآليات صحافية سابقة، أصبح من المحتم تطويرها". و"يقتضي نجاح الإصدارات الصحفية على شبكة الإنترنت استجابتها لمتطلبات النشر على هذه الشبكة، اعتمادا على خصائص اتصالية للصحافة الإلكترونية، من بينها التغطية الصحية التفاعلية، حيث يتفاعل الصحافيون والقراء، وتزيد مشاركة هؤلاء في أداء الأعمال الصحفية، ثم خاصية الاتصال التفاعل المباشر، يتم عبر مشاركة القراء في غرف الحوار التي تنشئها الصحف لتبادل الحوار بين الصحافيين والقراء حول قضايا مختلفة، وكذا خاصية الاتصال التفاعلي غير المباشر، الذي يسمح بإرسال رسائل القراء الإلكترونية المتضمنة لتعليقاتهم إلى الصحف، إضافة إلى خاصية التغطية المستمرة، إذ أن العمل الصحفي على الإنترنت لا يتوقف على مدار 24 ساعة، بما يتيح تجديد المادة الصحفية بشكل مستمر، فضلا عن السرعة في التغطية". حرية ومسؤولية يعد "الاتحاد العام للصحافيين العرب" الذي نظم دورة تدريبية بخصوص "المهارات الصحفية وتكنولوجيا المعلومات" منظمة قومية شعبية معنية ديمقراطية، مقره الدائم بالقاهرة في مصر، ويضم في عضويته 19 نقابة وشعاره حرية ومسؤولية، وقد تأسست لجنته التحضيرية في فبراير 1964، وعقدت اجتماعاتها بمقر نقابة الصحافيين بالقاهرة. وأشرف على الدورة التي نظمت من 5 إلى 10 أكتوبر الجاري، ب"معهد تكنولوجيا المعلومات" في القرية الذكية بالقاهرة، هشام يونس حول "الانترنت كنافذة إعلامية: الواقع والمستقبل مع التطبيقات العملية لبوابة الأهرام الإلكترونية"، ثم الدكتور أبو السعود إبراهيم حول موضوع "التقنيات الحديثة في مجال الاتصال الجماهري"، وموضوع "تكنولوجيا المعلومات وخدمة التغطية الصحفية للجريمة" وكذا الأستاذ أحمد فكري، حول موضوع "مصادر المعلومات والبحث على الإنترنت" و موضوع "البريد الإلكتروني والفيديو كونفرانس" وموضوع "الأدوات اللازمة لإنشاء مواقع عربية"، إضافة إلى محاضرة الأستاذة أماني حول "شبكات التواصل الاجتماعي للصحافيين". وشارك في الدورة كل من عثمان منصور مفلح الطاهات من الأردن، وذعار فرحان الرشيدي من الكويت، وخالد بن راشد العدوي وأحمد سليمان الجهوري من سلطنة عمان، ويوسف فايز محارمة وسند سعادة انداوس ساحلية من فلسطين، وعلي خليفة العوضي من البحرين، ورمضان محجوب علي وداعة الله من السودان، ومحمد طاهر عبد الجليل الشعري من اليمن، ودينا مشيل سلامة من سوريا والغالية الشيخ أحمد من موريتانيا، وعمر السيد عطية النادي من مصر. وفي الصدد ذاته، تكلف الاتحاد بتنظيم زيارات ميدانية في كل من "بانوراما 6 أكتوبر، و"مدينة الإنتاج الإعلامي" و"جريدة الأهرام" و"وكالة أنباء الشرق الأوسط" ثم "رحلة نيلية بالباخرة السياحية كريستال".