صلاح عبد الصبور الأمين العام للاتحاد العربي للصحافة الإلكترونية ل " أسفي اليوم " المغربية : الصحافة الالكترونية في المغرب يضعها الاتحاد في المراتب الأولى من ناحية الاحتراف للعمل الالكتروني في العالم العربي في هذا الحوار الذي أجريناه مع صلاح عبد الصبور الأمين العام للاتحاد العربي للصحافة الإلكترونية، استعرض فيه ظروف تأسيس الاتحاد وأولوياته في المرحلة الراهنة، وكذا مقاييس اختيار أعضائه ومشاريعه الآنية، كمشروع إطلاق قناة تليفزيونية مجانية عبر الانترنت لتدريب الصحفيين العرب ، واتفاق الاتحاد مع شركة " ياهو " العالمية لتدريب الصحفيين الإلكترونيين، كما تحدث الأمين العام عن فروع الاتحاد بالوطن العربي وقانونية المواقع الإلكترونية وشرعية العاملين بها، مشيرا لمستقبل الصحافة الإلكترونية ومآل الصحافة الورقية ، وأمور أخرى تهم المهتمين بالإعلام الإلكتروني، مبديا رأيه في الصحافة الإلكترونية المغربية وعلاقتها بالاتحاد العربي للصحافة الإلكترونية، فإليكم الحوار مرحبا بالأستاذ صلاح عبد الصبور ضيفا على الجريدة الإلكترونية المغربية " أسفي اليوم " ، فبداية نود منكم بطاقة تعريفية لشخصكم الكريم صلاح عبد الصبور صحفي مصري تخرج من كلية الإعلام بجامعة القاهرة في عام 2000 ، وهو من مواليد محافظة المنيا في شمال صعيد مصر في أغسطس عام 1977. أعمل حاليا رئيسا لقسم البرامج بموقع mbc.net ، وأقوم بالإشراف على تحرير مواقع البرامج والمسلسلات التي تبثها قناةmbc ، مثل برنامج "صباح الخير ياعرب" والنشرة اليومية mbc news والبرامج الأسبوعية المنوعة : mbc في أسبوع، سكووب، ستايل وستارز، كلام نواعم، التفاح الأخضر، جويل ، أمريكان أيدول ، وغيرها.. بدأت حياتي المهنية كباحث في قطاع الأرشيف الصحفي بالشركة المتحدة للبرمجيات، وكنت متخصصا في أرشفة الموضوعات الصحفية وعمل مستخلصات للمقالات والتحليلات السياسية والاقتصادية والثقافية المنشورة في الصحف العربية، بالإضافة إلى عمل عروض للكتب والندوات والأبحاث والخدمات الأرشيفية التي يعرضها موقع www.askzad.com . وبعدها انتقلت في العمل في بعض الصحف الورقية كصحفي متعاون في المكتب الصحفي بالشركة السعودية للأبحاث والنشر بالقاهرة، والذي يصدر عددا من المجلات المتخصصة مثل مجلة " الدبلوماسي" و مجلة " عقاريات " ومجلة " باريس جاليري" ونشر لي عدد من الموضوعات في مجلة باريس جاليري المعنية بالموضوعات الاجتماعية، كما عملت أيضا في مؤسسة العالم للأبحاث والنشر وذلك في تحرير الموضوعات الصحفية الخاصة بإصدارات المؤسسة وهي : مجلة العالم ومجلة الصحة العربية ومجلة عالم الإعاقة. وبعدها انتقلت للعمل في مجال الصحافة الالكترونية فعملت محررا بموقع إذاعة هولندا العالمية، وبعدها توليت منصب مدير تحرير لموقع عربهم على الانترنت ، وعملت كمحرر بموقع الإسلام اليوم الإنترنت على www.islamtoday.net في تحرير الأخبار والتقارير السياسية، وعملت أيضا كمحرر بوكالة الأخبار الإسلامية على الإنترنت www.islamicnews.net ، ساهمت في إنشاء أول موقع إلكتروني يهتم بتبني المواهب العلمية على الشبكة وذلك في موقع موهوبون دوت نت http://www.mawhopon.net ، وشاركت في إعداد العديد من الموضوعات الأرشيفية الخاصة بالابتكارات العلمية والمواهب المختلفة وعمل تقارير عن المبدعين العرب والحضارة الإسلامية وانجازات المخترعين والمبدعين . توليت بعدها إدارة التحرير موقع صحيفة الوسط الكويتية www.alwasat.com.kw ، شاركت في العديد من الفعاليات الثقافية والندوات والمؤتمرات ولي العديد من اللقاءات التليفزيونية المتخصصة في مناقشة مستقبل الانترنت والإعلام الجديد في العالم العربي، ولي العديد من الأنشطة المتعلقة بمهنة الصحافة الالكترونية وكيفية الارتقاء بالمحتوى الالكتروني العربي. * وماذا عن ظروف تأسيس الاتحاد العربي للصحافة الإلكترونية؟ بدأت العمل في مجال الصحافة الالكترونية في عام 2001، فكنت ضمن الجيل الأول للصحفيين العاملين في هذا المجال الذي بدأ مع بداية ظهور الصحافة الالكترونية وتأثيرها الذي تزايد بسرعة فائقة وبات يتضاعف تأثيره يوما بعد يوم، وفي عام 2006 فطنت إلى الميزة العالمية لشبكة الانترنت كوسيلة إعلامية جديدة، فكنت وقتها أقوم بعمل مجموعة من المقالات تحت عنوان "إلا رسول الله" بعد أزمة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم، ولاحظت من التعليقات على المقالات التي نشرت من خلال الموقع أهمية الصفة العالمية لشبكة الانترنت وأهمية التفاعل مع الجمهور، ومن خلال عملي لاحظت أن العاملين في مجال الصحافة الالكترونية في العالم العربي يعانون من مشاكل كثيرة مرتبطة بالاعتراف القانوني بهم في الأقطار العربية المختلفة، فبدأت بعمل مدونة بعنوان "إعلاميون بلا حدود" قمت من خلالها بتجميع الصحفيين المصريين العاملين في هذا المجال، وبدأت في الإعداد لإنشاء كيان عربي يعمل على حماية الصحفيين العاملين في مجال الصحافة الالكترونية، والذي بدأ برابطة تضم الصحفيين المصريين العاملين في هذا المجال على شبكة الانترنت في بداية عام 2007، وما لبث أن حققت تلك الرابطة تفاعل مباشر ومستمر بين أعضاءها، ومن خلال التعاون مع بعض زملاء المهنة في الدول العربية الأخرى، بدأنا في الإعداد لإنشاء كيان عربي إقليمي ليكون أول اتحاد عربي مهني للصحافة الالكترونية والذي يضم حاليا أكثر من 500 محرر وصحفي يعملون في مجال الصحافة الإلكترونية في مصر والعالم العربي، وهو يعتبر المرجعية المهنية الأولى للعاملين في هذا المجال، وتم اختياري من قبل الهيئة التأسيسية للاتحاد لكي أكون أول أمين عام للاتحاد في مارس 2010. * وماهي المقاييس التي يعتمدها الاتحاد لاختيار أعضائه؟ لقد حرصنا منذ بداية تأسيس الاتحاد، وخلال اجتماعات الهيئة التأسيسية على وضع معايير واضحة ومحددة لقبول الأعضاء، لأننا نعلم تماما أن قوة أي اتحاد يتمثل في قوة أعضاءه، ولذلك قمنا بعمل لجنة متخصصة لشئون العضوية مهمتها دراسة السير الذاتية للمتقدمين والاستفسار عن مؤهلاتهم وخبراتهم في مجال الصحافة الالكترونية، وباختصار فإن كافة العاملين في مجال النشر الإلكتروني وتكنولوجيا المعلومات لهم الحق في الانضمام إلى عضوية الاتحاد، بشرط أن تكون هذه المهنة هي العمل الأساسي لهم، وتوجد لجنة متخصصة في دراسة طلبات العضوية وتصفيتها بحيث تتناسب مع أهداف الاتحاد وشروط العضوية، حيث يتم إقرار العضوية من خلال "لجنة شئون الأعضاء" التي تعمل وفق شروط ومعايير محددة، وأي عضو يثبت تورطه في قضية مخلة بالشرف والأخلاق يتم إلغاء عضويته فورا، وحصول العضو على مؤهل عالي شرط أساسي للحصول على العضوية، ويجب أن توافق الأغلبية المطلقة من أعضاء مجلس الإدارة على قبول العضو بعد إقرار طلبه من لجنة شئون الأعضاء، وأن يلتزم العضو بتسديد رسوم العضوية والاشتراك السنوي والذي يعتبر حاليا المصدر الأول لتمويل الاتحاد. * وعن طبيعة أعضاء الاتحاد العربي للصحافة الإلكترونية؟ ومن ضمن أهداف الاتحاد ضم الصحفيين العاملين في مجالات الإذاعة والتليفزيون، وذلك حسب رؤية الاتحاد المستقبلية التي تؤكد على تنامي العمل الإذاعي والتليفزيوني على شبكة الانترنت، يقبل الاتحاد عضوية الصحفيين العاملين في مجال الإذاعة والتليفزيون بشرط أن تكون هذه المهنة هي العمل الأساسي لهم. وكذلك يضم الاتحاد المؤسسات الإعلامية والمواقع الالكترونية والهيئات والمنظمات التي تتقاطع اهتماماتها معه، بحيث تساعد على تحقيق الأهداف المتعلقة بالارتقاء بالمستوى المهني للصحفي، والمحتوى الالكتروني العربي على الانترنت، وكافة المنظمات والمؤسسات التي تعمل في مجاال النشر الإلكتروني وتكنولوجيا المعلومات لها الحق في الانضمام لعضوية الاتحاد، ويشترط أن تلتزم المؤسسة والموقع الالكتروني الذي ينضم للاتحاد بمعايير ميثاق الشرف المهني، وفي المقابل يلتزم الاتحاد بالاعتراف بالعاملين في تلك المؤسسة أمام الجهات المعنية. * ما هي أولويات الاتحاد في المرحلة الراهنة ؟ نحن الآن نعكف على إجراء مجموعة من الدراسات المتعلقة بالمشاكل والعراقيل التي تواجه الصحفي الالكتروني العربي للعمل على حلها في الخطة الإستراتيجية للاتحاد خلال عام 2011، وهناك وحدة بحوث ودراسات تقوم بتجميع المعلومات وإجراء الدراسات الاستقصائية في المؤسسات الصحفية في بعض الدول العربية كنموذج لعينة لتوضيح تلك المشاكل وسبل حلها، ولعل المشاكل المتعلقة بتقنين المهنة والارتقاء بمستوى الصحفيين، ودرجة الوعي تجاه القضايا المتنوعة هي أكثر المشاكل التي تواجه الصحفي الالكتروني في العالم العربي، بالإضافة إلى مشاكل متعلقة بتطورات التكنولوجيا الحديثة وعدم قدرة الصحفي العربي في التعاطي معها. * أين وصل مشروع إطلاق قناة تليفزيونية مجانية عبر الانترنت لتدريب الصحفيين العرب الذي سبق أن أعلنتم عنه؟ اتضح من خلال الدراسات التي قمنا بها في الآونة الأخيرة أن نسبة كبيرة تتعدى 70 % من الصحفيين العرب العاملين في مجال الصحافة الالكترونية ينقصهم المعلومات الكافية فيما يتعلق بكيفية الكتابة للانترنت وكيفية التفاعل مع هذه النوعية من الجمهور، فمعظمهم يتعامل معهم إما بشكل تلقائي،أو بطريقة تشبه التعامل مع قراء الصحف الورقية، على الرغم أن جمهور الانترنت يختلف اختلافا كثيرا مع هؤلاء من الناحية الثقافية ومن ناحية طبيعة الوسيلة التي يستخدمها، كما أن هناك العديد من الصحفيين المحترفين في التعامل مع المادة الصحفية ولكنهم يجهلون التعامل مع الشبكة، ولذلك قمنا بالعمل هذا المشروع الذي يهدف في الأساس إلى الوصول بالصحفي العربي إلى درجة من الاحترافية في التعامل مع الانترنت تمكنه من المنافسة على المستوى العالمي، ونحن نعد لإطلاق هذه القناة قبل نهاية العام الجاري 2010، وأي تأخير سيحدث في إطلاقها يكون من أجل تجويد المادة ومراجعتها بحيث تتناسب وتقدم المعلومات المفيدة لكل الصحفيين العرب، لأن هذه المحاضرات التدريبية يعمل عليها مجموعة من الصحفيين والخبراء والأكاديميين في مجال الإعلام الجديد وتكنولوجيا المعلومات. * وعن اتفاق الاتحاد مع شركة " ياهو " العالمية لتدريب صحفيين من العاملين في الصحافة الالكترونية في كبرى الجامعات الأمريكية ؟ الاتفاق مع شركة ياهو العالمية مازال قائما، وذلك بخصوص تدريب الصحفيين الذي سيرشحهم الاتحاد للسفر للولايات المتحدة لتلقي دورات تدريبية مكثفة في مجال الإعلام الجديد، هو عبارة عن منحة تدريبية برعاية "ياهو" ويتم الاختيار بترشيح الاتحاد للأعضاء الذين يكونوا مؤهلين لتلقي تلك المحاضرات، وهناك مشكلة تتعلق بانتقاء هؤلاء المرشحين لأن الاتحاد يرى أنها فرصة جيدة لنقل الخبرات الغربية في هذا المجال إلى العالم العربي، وبالتأكيد فإن الأفراد الذين سيتم اختيارهم سيكونون بمثابة نقطة الوصل والالتقاء، لأنه سيتم تكليفهم بتدريب مئات الصحفيين ونقل المعلومات والخبرات التي يحصلون عليها إلى زملائهم في العالم العربي، وتلك هي معضلة الاختيار التي تتطلب وجود معايير محددة لدى المرشحين لتلك المنحة. * هل تفكرون في تأسيس فروع للاتحاد العربي للصحافة الإلكترونية على المستوى العربي؟ وهل هناك خطوات عملية في هذا الاتجاه؟ بالتأكيد سيكون هناك فرع للاتحاد في كل عاصمة عربية، وتلك من المهام الإدارية الرئيسية التي نقوم عليها بالفعل حاليا، وهناك ملف كامل تم تقديمه لجامعة الدول العربية أو اتحاد الدول العربية لمناقشة ضم الاتحاد إلى الهيئات التابعة للجامعة خلال الفترة الأخيرة، ولعل وجود مكتب في عاصمة عربية يقتضي وصول عدد أعضاء تلك العاصمة إلى أكثر من 50 عضو، ولذلك سنقوم بتحليل طلبات الاشتراك ودراسة مستوى الإعلام الالكتروني في كل دولة عربية للوصول إلى آلية لتطويره من خلال برامج التدريب والتأهيل وحاليا نحن لدينا أصدقاء من مؤسسات ومواقع في بعض الدول العربية كنواة لمكاتب فرعية للاتحاد في تلك الدول. * تناضل الصحافة الإلكترونية من أجل الاعتراف القانوني، فهل لدى الاتحاد برنامج للاتصال بالحكومات العربية من أجل هذا الحق المشروع؟ هناك برنامج لوضع قوانين عامة للنشر الالكتروني العربي وتقنين العمل في مجال الصحافة الالكترونية، وهناك فريق من المستشارين القانونيين الذين يجمعون قوانين الصحافة والإعلام في كل دولة، لوضع قوانين قطرية تتناسب مع القانون العام للدولة، وقد قمنا بوضع ميثاق شرف مهني عام للعمل في الإعلام الالكتروني وتم نشره عبر وكالات الأنباء، ونحن نسعى لتفعيله حاليا في العديد من المؤسسات والمواقع الالكترونية. يوجد برنامج للاتصال بالمؤسسات المهنية في كافة الدول العربية، والتوصل معها لاتفاق للاعتراف بالأعضاء الذي يضمهم الاتحاد، ولعل ذلك سيتم بعد قبول الاتحاد كأحد الهيئات التابعة لجامعة الدول العربية والمنتظر تنفيذه قريبا. * تشير أوراق الاتحاد أنه سيتولى منح الشرعية للمواقع الإلكترونية، ألا ترون أنه من الصعب أجرأة ذلك لخصوصيات الدول العربية ولتناسل المواقع بشكل ملفت للانتباه؟ نحن لا نسعى إلى منح الشرعية للمواقع الالكترونية، لأن ذلك من المستحيل تحقيقه، ولكننا نسعى لمنح الشرعية للعاملين في مجال الصحافة الالكترونية وتحقيق الاعتراف القانوني والمهني لهؤلاء الصحفيين، ولكننا في الوقت ذاته نسعى لتفعيل ميثاق الشرف المهني والتأكيد على ضرورة الالتزام به في كافة المواقع الالكترونية العربية، ولذلك فإن ضم المواقع الالكترونية في عضوية الاتحاد تهدف في الأساس إلى وجود مواقع معترف بها رسميا وإقليميا ومواقع آخري تعمل بدون اعتراف قانوني وشرعي ولا نستطيع أن نمنع أي موقع الكتروني من العمل لأن شبكة الانترنت غير مملوكة لأحد. * وهل هناك تعريف للصحفي الإلكتروني بالنسبة إليكم؟ الصحفي الالكتروني هو ذلك الصحفي الذي يعمل في مؤسسة إعلامية معترف بها قانونيا ورسميا وتعمل على شبكة الانترنت بانتظام، ويمتلك أدوات العمل الصحفي عموما ولديه قدرات ومؤهلات للتعامل مع تقنيات شبكة الانترنت وأدواتها، ولذلك فإن الصحفي الالكتروني يختلف عن المدون ولا توجد أوجه شبه بين الصحفي المحترف الذي يعمل في مؤسسة صحفية ويعتبر العمل الإعلامي هو مصدر أساسي له، وذلك المدون الذي يسعي لفرض وجهة نظره أو تقديم معلومات شخصية بدون معايير أو سياسة تحريرية واضحة، وذلك لا يمنع أن الاتحاد يسعى لتدريب بعض المدونين الموهوبين الذين يرغبون في احتراف العمل الصحفي الالكتروني، ولكن الاتحاد لا يعترف بالمدونين من الناحية المهنية. * يتنبأ الكثيرون بأن المستقبل للصحافة الإلكترونية وأنها تشكل منافس شرس للصحافة الورقية، فإلى أي حد يكون هذا الأمر صحيحا ؟ الصحافة الالكترونية بالفعل هي صحافة المستقبل لأنه هي الوسيلة المثلي للتواصل ونقل المعلومات في الوقت الراهن وبالتأكيد في المستقبل، وإذا لاحظنا التطور الهائل في عدد مستخدمي الانترنت في العالم العربي فإننا سنرى مدى التأثير الذي تقوم به هذه الوسيلة، فيوجد حاليا ما يزيد عن 55 مليون مستخدم عربي لشبكة الانترنت، وكان العدد لا يزيد عن 5 ملايين في عام 2000، كما الشريحة العمرية التي تستخدم هذه الوسيلة تتراوح أعمارها ما بين ( 16 – 30) عام وهم يمثلون جيل الشباب، كما أن الانترنت وضع معايير مختلفة للإعلام وتأثيره على الجمهور، حيث أن مسار المعلومات لم يعد يتجه في اتجاه واحد كما كان في السابق، فأصبح المتلقي يقوم بدور المرسل في أحيان كثيرة، من خلال خدمات التفاعل عبر شبكة الانترنت سواء من خلال التعليقات على الأخبار أو من خلال المنتديات. ولو أنني قلت أن محرر الصحف الورقية مثل ممثل السينما فإن محرر الصحافة الالكترونية يشبه ممثل المسرح حيث يستطيع التعرف على ردود الأفعال على ما كتب في نفس الوقت الذي يتم فيه نشر المعلومات. وهناك نقطة مهمة جدا لا يجب إغفالها هي أن الانترنت هو وسيلة بلا حدود ، فما ينشر عبر الوسيلة الالكترونية تستطيع أن تشاهده وتتصفحه في أي مكان في العالم، فقد تحول العالم مع ظهور الصحافة الالكترونية كوسيلة إعلامية إلى قرية صغيرة جدا اصغر مما كانت عليه قبل ظهور هذه الوسيلة. * وهل هناك منافسة بين الصحافة الإلكترونية والمكتوبة؟ وفي رأيي لا توجد منافسة بين الصحافة الالكترونية والصحافة المكتوبة، وذلك ببساطة لأن الصحافة الالكترونية والورقية هي نفسها صحافة، حيث أن الصحافة الالكترونية تستخدم نفس أدوات الصحافة المكتوبة وتزيد عليها استخدام تقنيات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات الحديثة، ولكن يمكن أن أقول إن الصحافة الالكترونية هي امتداد للصحافة المكتوبة، ولن يمر وقت طويل – قد يكون 10 أعوام – حتى نشهد نهاية الصحافة المكتوبة، وكل الدلائل تؤكد ذلك، ربما يتأخر ذلك قليلا في العالم العربي نتيجة الأمية الالكترونية لدى الكثيرين حاليا، ولكن ثورة الاتصالات تحدث أثارا متلاحقة في تحقيق وتسهيل عملية التواصل عبر الانترنت، واعتقد أن في غضون فترة لا تزيد عن 10 سنوات سيصبح قارئ الجريدة الورقية غير موجود، وربما وقتها تتجه الصحف الورقية إلى التوزيع المجاني، الأمر فقط يرتبط باتجاه المعلن إلى شبكة الانترنت، وهذا ما يحدث حاليا. ويمكن القول أن التنافس الذي سيحدث في المستقبل سيكون بين الصحافة الالكترونية والفضائيات، خاصة وأن الانترنت يتيح العديد من الخدمات التي تساعد الصحيفة الالكترونية لتكون منافس قوي للفضائيات من خلال خدمات المالتميديا ( الفيديو والصور) وقد ظهر في الوقت الحالي الإذاعات الالكترونية اتوقع أن يظهر قريبا التليفزيون الالكتروني المباشر في العالم العربي. * يؤاخذ البعض على صحافة الإنترنيت كونها غير مقننة و مشاغبة ويطغى عليها الأخبار الزائفة ، فهل برأيكم ستنجحون كهيئة إعلامية في هيكلة الحقل الإعلامي وتأهيله للقيام بالدور المطلوب، كاحترام أخلاقيات المهنة و احترام تقنية التحرير الصحافي. صحافة الانترنت في العالم العربي حاليا هي مازالت في مرحلة البدايات، ويمكن أن نقول أنها في مرحلة فوضى، وبالتأكيد هذه الفوضى سيخرج من خلالها الرواد، فنستطيع أن نقول أن تنظيم العمل الإلكتروني العربي على الشبكة سيحدث لا محالة، ولكن الأمر سيتطلب بعض الوقت، لأن الانترنت كوسيلة إعلامية مازال أيضا في البدايات حتى في أوروبا وأمريكا، ونحن لا نستطيع أن نحاسب أنفسنا على ظاهرة عالمية.وذلك لا يمنع أننا وضعنا في برامجنا التدريبية أهداف استراتيجية نعمل من أجل تحقيقها وهي متعلقة بالتخلص من حالة الفوضى التي يعاني منها الانترنت كوسيلة إعلامية وتنظيم النشر الالكتروني، وعلى الرغم من صعوبة هذا الهدف إلا أنه بتكاتف الجهود مع الجهات الرسمية والمدنية يمكننا تحقيق نجاحات كثيرة في هذه النقطة. وسنبدأ بالارتقاء بالكادر الصحفي من خلال دورات تدريبية متلاحقة تهدف إلى الارتقاء بالمستوى المهني والأخلاقي للصحفي الالكتروني العربي، وبعدها نبدأ في العمل على الارتقاء بالمحتوى الالكتروني العربي على الشبكة الذي يعاني حاليا من ضعف كبير حيث لا يتعدى المحتوى الالكتروني العربي نسبة 2 % من المحتوى العالمي، على الرغم أن نسبة مستخدمي الانترنت العرب تزيد عن 8 % من المستوى العالمي وهذه النسبة في تزايد مستمر. * أعلنت أخيرا لجنة شؤون العضوية للاتحاد عن الدفعة الأولى لأعضاء الاتحاد العربي للصحافة الإلكترونية من بينهم 5 مغاربة فقط، فما هي أسباب هذه التمثيلية الضعيفة؟ نحن نتابع حركة الإعلام الالكتروني في المغرب التي تحقق نجاحات متلاحقة ومستمرة، ولاحظنا أن هناك تطور سريع في مهنة النشر الالكتروني، وهناك كوادر صحفية تعمل بشكل احترافي ومنظم، ولكن لم يصل للاتحاد الكثير من طلبات الاشتراك من المغرب حتى الآن، ونعلم أن هناك بعض التقصير من ناحيتنا بخصوص التواصل مع الهيئات والمؤسسات الصحفية في المغرب، على الرغم أننا قمنا بالعديد من المحاولات لتحقيق تواصل مع الروابط الصحفية، وسنسعى لتخصيص منسق عام للاتحاد في المغرب لتحقيق مزيد من التواصل المباشر مع الصحفيين والتعرف على المشاكل والعراقيل التي تواجههم خلال تأدية رسالتهم الإعلامية والعمل على حلها. * وبالمناسبة كيف ترون واقع الصحافة الإلكترونية المغربية؟ وهل تتوقعون أن يكون لها دور في الاتحاد العربي للصحافة الإلكترونية؟ الصحافة الالكترونية في المغرب يضعها الاتحاد في المراتب الأولى من ناحية الاحتراف للعمل الالكتروني في العالم العربي، وربما يكون ذلك ناتجا عن قدرة الصحفي الالكتروني المغربي على التعاطي مع تقنيات التكنولوجيا الحديثة، وبراعته في التعامل معها، وضعف الإمكانيات التكنولوجية في بعض الدول العربية، كما أن المغرب يعتبر من الدول العربية الأولى من ناحية عدد مستخدمي الانترنت في العالم العربي. وأتوقع أن يكون هناك تمثيل قوي للكوادر الإعلامية المغربية في الاتحاد العربي للصحافة الالكترونية بحكم تلك الخبرات القوية والناضجة، واعتقد أن مزيد من الاهتمام لدى هؤلاء الكوادر وبالانضمام للاتحاد سيكون ذلك مصدر دعم قوي للاتحاد وثقله ككيان إقليمي عربي. * كلمتكم الأخيرة الأستاذ الفاضل أتمنى أن يتكاتف محررو المواقع الالكترونية العرب لنشر ثقافتنا وحضارتنا الصحيحة إلى العالم أجمع لأن شبكة الانترنت الآن أصبحت وعاء المعرفة الإنسانية، فلا يجب أن نتغافل أو نتباطأ في الحصول على مقاعدنا الحقيقة على الساحة العالمية. حاوره حسن أتلاغ