مع اقتراب عيد الأضحى، تتزايد انشغالات المراكشيين من ذوي الدخل المحدود والفقراء حول كيفية تدبير ثمن الأضحية، التي حولتها التقاليد والأعراف السائدة من سنة مؤكدة تجوز عند المقدرة إلى ضرورة حتمية. أسعار الأضاحي تتأرجح بين ألف و800 و3 آلاف و500 درهم طغت أسواق قطيع الأغنام على فضاءات إقليممراكش، إذ تحولت الساحات العمومية والدكاكين والأسواق إلى مراكز لبيع الأغنام والماعز. ولعل أسوأ الممارسات التي تشهدها عمليات بيع الأغنام ازدياد عدد الوسطاء، أو "الشنَّاقة"، الذين يلهبون أسعار الأضاحي على حساب القدرة الشرائية للمستهلكين. ويشتكي عدد من المواطنين من هؤلاء الوسطاء، الذين يفرضون أنفسهم كطرف ثالث في مختلف نقاط بيع المواشي٬ ولا يفترض فيهم لامتهان هذه "الحرفة" معرفة دقيقة بمجال تربية المواشي٬ فهم فقط يستغلون هذه المناسبة لرفع الأسعار بالتحكم في عمليات البيع، ما يحقق لهم مكاسب مهمة في ظرف وجيز، تتجاوز ما يحصل عليها مربو الماشية، الذين يقضون شهورا في تسمين الأغنام. وذكر تقرير المديرية الجهوية للفلاحة بجهة مراكش تانسيفت الحوز أن أضاحي العيد تتميز بحالة صحية جيدة من خلال الحملات الوقائية ضد الأمراض المعدية، وكذا المراقبة الصحية المنتظمة للقطيع من خلال التدخلات الميدانية للمديرية الجهوية للفلاحة بجهة مراكش، عن طريق تلقيح القطيع ضد بعض الأمراض المعدية، خاصة طاعون المجترات الصغرى، والجذري، واللسان الأزرق، ومجهودات مربي الماشية في تقنية التسمين، بالإضافة إلى وفرة العرض. ووصف تقرير المديرية الجهوية للفلاحة حالة سمنة الأغنام المرتقب عرضها ب"الجدية والمرضية"، إذ أن غالبيتها صادرة عن ولادات الموسم الفلاحي 2013/2014، موضحا أن عيد الأضحى اقترب بشكل تدريجي من فترة الولادات، التي تصادف الفترة الممتدة بين شتنبر ودجنبر. وحسب التقرير نفسه، الذي توصلت "المغربية" بنسخة منه، فإن أسعار الأغنام بالأسواق الكبرى تتراوح بين47 و50 درهما للكيلوغرام بالنسبة لنوع "السردي"، وبين 44 و47 درهما لنوع "البركي"، أما بالأسواق وباقي نقط البيع فالأسعار تتأرجح بين ألف و800 و3 آلاف و500 درهم للرأس من نوع "السردي"، وبين ألف و500 وألفين و500 درهم للرأس من نوع "البركي"، حسب السلالة والسن وحالة السمنة. ولم يستبعد التقرير أن تشهد الأثمان تقلبات حسب العرض والطلب، خصوصا أن عملية التسمين لهذا الموسم، يقول أحد الكسابة، تزامنت مع ارتفاع أثمان الأعلاف المستعملة عادة في التسمين، مثلالنخالة والشعير والشمندر، ما أدى إلى ارتفاع نسبي في تكلفة التغذية. وأكد التقرير أن لجنة خاصة تتابع الحالة الصحية للأغنام المعروضة للبيع على صعيد الأسواق، وتتابع تطور أثمان ومصدر الأضاحي، بينما أبانت تحريات المديرية الإقليمية للفلاحة بولاية مراكش على صعيد الجهة، أن العرض المرتقب من الرؤوس الجاهزة لعيد الأضحى سيناهز 768 ألف رأس من الماشية، (653 ألفا و500 رأس من الغنم، و131 ألفا و500 رأس من الماعز).