توفي فجر الأحد (13 غشت) الصحافي والأديب والباحث والقيادي الاستقلالي، عبد الكريم غلاب، بمدينة الجديدة عن عمر يناهز 98 سنة.
وأكد عادل بنحمزة، الناطق الرسمي لحزب الاستقلال، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" وفاة عبد الكريم غلاب. وقال بنحمزة "الرائعون يرحلون تباعا، غادرنا إلى دار البقاء صاحب (مع الشعب) الأستاذ الجليل والصحافي اللامع والكاتب والروائي عضو مجلس الرئاسة بحزب الاستقلال السي عبد الكريم غلاب صاحب روائع (المعلم علي) و(دفنا الماضي)". ولد الروائي والكاتب القصصي والمناضل السياسي عبد الكريم غلاب سنة 1919 بفاس في عائلة معروفة، إذ كان والده من أشهر تجار المدينة، ومن المساهمين في تأسيس المدارس الوطنية في فترة الحماية لأن التعليم الرسمي الذي كانت تشرف عليه الإدارة الفرنسية لم يكن يستجيب لحاجيات الشعب وتطلعاته. دخل في طفولته الكتاب لحفظ القرآن، ثم مدرسة سيدي بناني بفاس، ثم انتقل إلى جامعة القرويين بفاس، وبعدها التحق بكلية الآداب في جامعة القاهرة بمصر ونال إجازة جامعية في الآداب. أسس في القاهرة أثناء دراسته الجامعية، مع عدد من الطلاب المغاربة "رابطة الدفاع عن المغرب"، ضمت مغاربة من تونس والجزائر، ثم كون معهم "مكتب المغرب العربي"، بهدف المطالبة باستقلال الدول المغاربية والمطالبة بتحرير بعض القادة الذين سجنتهم السلطات الفرنسية المستعمرة. وعمل لدى عودته إلى المغرب أستاذا وصحافيا ومناضلا، فدخل السجن ثلاث مرات. وشغل مراكز مهمة في اتحاد الصحافيين العرب ورئس اتحاد كتاب المغرب، وأصبح عضوا في أكاديمية المملكة المغربية، والمؤسسة الوطنية للترجمة والتحقيق والدراسة (بيت الحكمة). خاض الانتخابات لأول مرة سنة 1977 بالدارالبيضاء عن حزب الاستقلال، ففاز وعين وزيرا. ولم يهمل عمله الثقافي خلال هذه المدة، فأضاف إلى كتابة القصة والرواية والبحث النقدي، البحث التاريخي المتعلق بتاريخ الحركات الوطنية والبحث القانوني والدستوري والديمقراطي. وأشرف عدة سنوات على جريدة "العلم"، الناطقة باسم حزب الاستقلال. لغلاب ازيد من 10 روايات منها "سبعة أبواب" (1965)، وهي سيرة ذاتية عن تجربته بالسجن، و"دفنا الماضي" (1966)، و "لمعلم علي" (1974)، و"صباح ويزحف في الليل" (1984)، و"عاد الزورق إلى النبع"، و"شروخ مرايا"، التي فازت بجائزة المغرب لسنة 1994، و"سفر التكوين"، و"ما بعد الخلية"، و"لم ندفن الماضي"، و"شرقية في باريس"، و"الأرض ذهب". كما خلف 16 مؤلفا في صنف القصة، منها "مات قرير العين" ( )1965، و"الأرض حبيبتي" ( 1971)، و"أخرجها من الجنة" (1977) ألف عشرات الدراسات الأدبية والفكرية والتاريخية والسياسية، من بينها "دفاع عن الديمقراطية" (1966)، و "معركتنا العربية في مواجهة الاستعمار والصهيونية" (1967)، و"تاريخ الحركة الوطنية بالمغرب" (1976)، و "ملامح من شخصية علال الفاسي" (1974)، و"الفكر العربي بين الاستلاب وتأكيد الذات" (1977)، و"صراع المذهب والعقيدة في القرآن" (1977)، و"الفكر التقدمي في الإيديولوجية التعادلية" (1979)، و"سلطة المؤسسات بين الشعب والحكم" (1987).