نظمت "جمعية رباط الأخوة للتنمية"، الدورة الأولى من ملتقى طانطان للشباب السينمائي، طيلة أيام الأسبوع الماضي، تزامنا مع ثورة الملك والشعب وذكرى عيد الشباب. ورفعت هذه التظاهرة السينمائية شعار"السينما بالصحراء.. من أجل نشر وترسيخ الثقافة السينمائية بالأقاليم الجنوبية". صورة جماعية للمشاركين في التظاهرة (خاص) تميزت الدورة، التي تنعقد بدعم من وكالة الجنوب والمركز السينمائي المغربي، وبتعاون مع المعهد التكنولوجي للصيد البحري بالوطية، وفعاليات المجتمع المدني، بحضور العديد من الوجوه الفنية والسينمائية، وبفيض من الفقرات الخصبة، من أبرزها عقد ندوة وطنية حول "صورة الصحراء في السينما المغربية"، وتقديم وتوقيع كتاب بعنوان"فيزياء السينما.. قراءة في المنجز السينمائي لداوود اولاد السيد"، وتنظيم قافلة سينمائية بالجماعات القروية والمخيم الصيفي بالشاطئ الأبيض بالوطية. وقال الحسين أنشاد، المنسق العام لملتقى طانطان الوطني للشباب السينمائي، إن "فكرة تنظيم أول ملتقى جاءت بناء على القاعة السينمائية التي تتوفر عليها مدينة طانطان بوابة الصحراء، إضافة إلى الحركية التي أصبح يعرفها الإبداع السينمائي المغربي، وظهور جيل جديد من المنتجين والسينمائيين المغاربة، الذين كونوا مسارهم الفني، انطلاقا من الاحتكاك بمدارس أجنبية أغنت حقلهم الفني واكتسبوا خبرة كبيرة في الفن السابع". وأضاف أنشاد، في تصريح ل"المغربية"، أن التطرق إلى موضوع السينما في الصحراء هو إسماع صوت السينما الهادفة والموضوعية، وأن الملتقى يسعى إلى تبليغ رسالة إلى المجتمع الدولي، مفادها أن جميع المغاربة يؤيدون مشروع الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية. وشهد اليوم الثاني من الملتقى، الذي امتد على مدى خمسة أيام، تنظيم ندوة فكرية تحت عنوان "حضور السينما في الصحراء المغربية". واعتبر المتدخلون أن حضور الصحراء في السينما الوطنية مازال باهتا، باستثناءات قليلة، داعين إلى إيلاء هذا الموضوع المكانة التي يستحقها، لما له من دور كبير في خلق الفرجة السينمائية الراقية، إسوة بالعديد من الأفلام الدولية والعالمية. وفي ورقة عنونها ب"السينما وسيلة للترافع والدفاع عن قضيتنا الوطنية"، أبرز الباحث والناقد السينمائي، حسن مجتهد، أن "الصحراء لم تكن حاضرة بقوة ضمن اهتمامات المخرجين المغاربة، سواء من الجيل الأول أو حتى الأجيال التي أتت في ما بعد، بالقدر الذي حضرت في التشكيل أو الغناء أو المسرح أو الشعر، اللهم إلا بعض المحاولات التوثيقية في السبعينيات، مع انطلاق المسيرة الخضراء وتحقيق الوحدة الترابية، إذ تناولت السينما قضية الصحراء بشكل هامشي وليس كحاجة تقتضيها طبيعة المرحلة". وقال مجتهد في مداخلته إن الغناء والرقص، وخصوصا الشعر، يبقى هو الجنس الأدبي الوحيد، الذي واكب القضية الوطنية منذ البداية، وذكر بأعمال تناولت موضوع الصحراء، منها أفلام "طرفاية باب البحر"، و"بازوليني"، و"الجامع"، للمخرج داوود أولاد السيد، فضلا عن فيلم عبد الله المصباحي عام 1989، وفيلم "أكثر من نصف قرن من تاريخ المغرب"، و"الصحراء المغربية عبر العصور"، و"صفحات من تاريخ السينما المغربية"، ثم "الأحجار الزرقاء" لنبيل عيوش. وأثرى الناقد الفني عبد الله الشيخ أجواء النقاش بملامسته واقع السينما في الصحراء، بمداخلة حملت عنوان "السينما والصحراء تأملات جمالية". ولامس الشيخ الكثير من القضايا التي همت طقوس العبور في الصحراء، والهوية الوطنية، والحلم، والصورة والضوء والسحر، والفضاء المفتوح على كل الجماليات. ومن أقوى لحظات الدورة الأولى لهذا الملتقى السينمائي، الذي انفتح على الشباب، تكريم المخرج السينمائي داوود أولاد السيد، والناقد السينمائي مبارك حسني، ووجوه فنية تمثلت في الممثلة بشرى أهريش، والممثل والمخرج السينمائي إدريس الروخ، والمخرج والمنتج حسان خر. وخصص المنظمون ورشات سينمائية للشباب المهووسين بالفن السابع، لتقييم إبداعاتهم السينمائية من قبل حكام ونقاد سينمائيين. واعتبر المهتمون أن هذا اللقاء السينمائي يمثل رهانا رفعته جمعية رباط الأخوة للتنمية في الدورة الأولى من التظاهرة الشبابية.