قضى الدولي المغربي السابق مصطفى يغشى أكثر من 15 سنة متنقلا بين الفرق السويسرية، لكنه ظل وفيا لبلده، ولم يكن يتردد في تلبية نداء الدفاع عن القميص الوطني، مثلما ظل هذا الرجل الدكالي وفيا لأصوله، ولدرب السلطان، حيث قضى طفولته، والدارالبيضاء، التي قضى بها مرحلة مهمة من حياته، في هذه الأوراق يقلب يغشى أوراق مسار جميل. عندما يستعيد مصطفى يغشى شريط الذكريات تغلبه الدموع، خصوصا عندما يتعلق الأمر بأصدقاء قضى معهم أجمل اللحظات، وظل حبل الود دائما قائما معهم. أصدقاء جاورهم داخل الدفاع الحسني الجديدي، أو رفقة منتخب أسود الأطلس، أو في الدوري السويسري الممتاز. عدنا بمصطفى إلى مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وسألناه إن كان ساهم فعلا في رحيل النجم الودادي السابق، شيشا، إلى سويسرا، عندما فر هاربا من سخط الجمهور الذي صب عليه جام غضبه، بل منه من هدده بالقتل، فكان رده "بالفعل، ساهمت بشكل متواضع في دخول شيشا إلى التراب السويسري. الكل يتذكر الهزيمة القاسية للمنتخب المغربي أمام الكاميرون، في نونبر 1981، في ذهاب الدور الأخير من التصفيات المؤهلة إلى مونديال إسبانيا 82، وكانت الحصة هي (0-2) بالملعب البلدي في مدينة القنيطرة، وهي المباراة التي ضيع خلالها شيشا ضربة جزاء، فصب عليه الجمهور جام غضبه، بل أكثر من ذلك هناك من هدده بالقتل، فكانت النتيجة هي أن شيشا اختفى عن الأنظار. لم يقض الليلة التي أعقبت المباراة في بيته. وبعد مرور أسبوع قرر الرحيل إلى سويسرا، بعدما عرض عليه أحد الأصدقاء هذه الفكرة، دون أن يهيء له ظروف استقباله هناك". ويواصل يغشى "عندما وصل شيشا إلى مطار مدينة جنيف أوقفته شرطة الحدود، لأنه لم يكن يملك سوى 120 دولارا، كما أنه لم يتقدم بأي عنوان للشخص الذي يقصده. اتصل بي الشخص الذي عرض على شيشا المجيء إلى سويسرا، غير أن ذلك حصل بعد فوات الأوان، وتحديدا بعد أن قررت الشرطة ترحيله إلى المغرب، فما كان مني سوى أن أتوجه إلى المطار وحينما استفسرت عن الأمر اعتذر لي رجال الشرطة، مؤكدين أن المعني بالأمر لم يتحدث إليهم عني، وإلا لسمحوا له بطلبي عبر الهاتف وحل المشكل بطريقة أفضل، لكن حصلت منهم على وعد بالسماح له دخول التراب السويسري إذا كان سيحل ضيفا علي. وكان على شيشا العودة ثانية إلى الدارالبيضاء، والانتظار ثلاثة أيام للتوجه مرة ثانية إلى جنيف، فكان الأمر كذلك، لكنه في المرة الثانية لم يتعرض لأي مشكل، لسبب بسيط هو أنني كنت في قاعة الاستقبال، فرأى بعينيه كيف تعامل معي أمن الجمارك، وكيف كانوا يتحدثون إلي، لأنهم عرفوني عبر متابعة مباريات الكرة، وكانوا يكنون لي كل أشكال التقدير". بعدما قضى فترة في ضيافة يغشى، انتقل شيشا إلى مدينة صغيرة توجد قرب سيون، وهناك وقع مع فريق مارتيني، الذي كان يلعب بدوري الدرجة الثانية، ويقول يغشى "لعب لفريق مارتيني وتزوج ابنة رئيس الفريق، فتغيرت حياته بشكل كبير، علما أنني كنت أزوره بين الفينة والأخرى، شأنه شأن عزيز بودربالة، الذي تربطني به علاقة متميزة، ثم اللاعب الصفري الذي لعب بدوره مع فريق شينوا، ومصطفى الحداوي، الذي جاور فريق لوزان". في الحلقة المقبلة لحظات لا تنسى