يشكل تحسين الولوج إلى العلاجات وتعزيز قدرات الشباب أولويتين أساسيتين في مخطط عمل مؤسسة محمد الخامس للتضامن، التي ما فتئت تعزز مبادرتها في هذين المجالين، وذلك في إطار شراكات مع العديد من الأطراف بهدف تحسين أوضاع هذه الفئة وتحسين ظروف عيشها. تندرج مختلف المبادرات التي قامت بها مؤسسة محمد الخامس للتضامن في هذا السياق في إطار استراتيجية طموحة ما فتئت تتعزز يوما عن يوم وسنة بعد أخرى، وذلك من خلال إحداث العديد من المراكز الاجتماعية الموجهة على الخصوص لفئة الشباب، وكذا بنيات تحتية كفيلة بتعزيز الولوج إلى العلاجات على المستوى الوطني. وتشكل دار الشاب المصاب بالسكري، التي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، أمس الأربعاء على وضع الحجر الأساس لبنائها بحي يعقوب المنصور بالرباط، تجسيدا جديدا لهذا النوع من البنيات التحتية التي تصب في خدمة صحة الشباب، واستمرارية لبرامج المؤسسة الهادفة إلى توفير ظروف عيش ملائمة لهذه الفئة من المجتمع. ويعكس وضع جلالة الملك، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، الحجر الأساس لهذه البنية، المنجزة من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، الاهتمام الذي ما فتئ جلالته يوليه لقطاع الصحة ودعم قدرات الشباب، لاسيما أن دار الشاب المصاب بالسكري ستساهم في الرفع من الرعاية الصحية للشباب والأطفال المصابين بهذا الداء، والرقي بجودة الوسط المحيط بهم، وذلك من أجل اندماج مدرسي واجتماعي أفضل. وبالفعل، وإضافة إلى ضمان اندماج مدرسي واجتماعي أفضل للشباب المستفيدين، ستتيح هذه البنية، التي رصد لها غلاف مالي قدره 5 ملايين درهم، استقبال وتكوين أطفال المنطقة المصابين بداء السكري وتوفير المعلومات لهم والتكفل الطبي بهم والكشف المبكر عن المضاعفات المترتبة عن داء السكري لدى الأطفال والشباب، إلى جانب تأطير وتكوين المتدخلين الجهويين في مجال داء السكري. وستعمل هذه البنية الاجتماعية والصحية الجديدة، التي سيتم تسييرها بشراكة مع وزارة الصحة وجمعية "بديل"، على تحقيق الأهداف المسطرة لها وفق مقاربة مندمجة تجمع بين التكفل الطبي والمتابعة النفسية والدعم المادي للمعوزين، وتمكين المستفيدين من نمط عيش عاد وسليم، لتوفر بذلك إطارا ملائما لانفتاح وتفتق الشباب المصابين بهذا الداء. وستشتمل هذه الدار، التي ستشيد على مساحة 628 مترا مربعا، على مختبر للتحليلات، وقاعة للاستشفاء النهاري، وأربع قاعات للفحص، وقاعة للاستشارة الطبية وأخرى للاستشارة في مجال الحمية والتغذية، وعيادة للتمريض، وصيدلية ومطبخ. كما ستشتمل على فضاء للانتظار والاسترخاء، وفضاء للتربية والتعلم، وقاعة للاجتماعات، ومكتبة وسائطية، وفضاء جمعوي، وفضاء إداري وتوثيقي، ومكتب للسكرتارية وبهو للاستقبال. وتأتي هذه الدار لتؤكد المكانة المهمة التي يحظى بها الشباب والأطفال في مخططات عمل مؤسسة محمد الخامس للتضامن والقائمة، على الخصوص، على دعم التمدرس والتكوين والتربية وإعادة إدماج الشباب والتنشيط الثقافي والرياضي والتكوين في مجالات مختلفة، وذلك بهدف حمايتهم من الانحراف والمساهمة في تنمية قدراتهم البدنية والفكرية. ومن خلال دار الشاب المصاب بالسكري، تكون مؤسسة محمد الخامس للتضامن التي تواصل تنفيذ المهام الموكولة إليها من طرف جلالة الملك، قد كرست مركزية الشباب ضمن مخطط عملها وأعطت دفعة جديدة للمشاريع التي دأبت على إحداثها في مختلف جهات المملكة خدمة للسكان عموما والشباب على وجه الخصوص، وذلك في إطار شراكات مع الوزارات المعنية وباقي الشركاء على الصعيد الوطني.