محمود الإدريسي صاحب الصوت الشجي، الذي أعطى نكهة خاصة للموشحات، والأغنية المغربية العصرية، واستطاع أن يؤسس تجربة فنية مغربية صرفة باختيار كتاب كلمات أغانيه وألحانه، وأن يأسر بصوته القوي الممزوج بنبرة دافئة معجبيه، من المغاربة والعرب، يفتح قلبه ل"المغربية"، ليتحدث عن ساعات سعيدة من حياته. الفنان المغربي محمود الإدريسي استمرت علاقة التعاون بين محمود الإدريسي وعدد مهم من الملحنين المغاربة، خصوصا الراشدي حتى سنة 1983، لتتوقف بعد ذلك بسبب انتشار ظاهرة بيع الأغاني وتسجيلها بصوت من يدفع أكثر. يقول الإدريسي "في تلك الفترة سجلت أغنية من ألحان الراشدي وتفاجأت بفنان آخر يغنيها بصوته، وعندما سألت عن السبب وعدني بتعويضي بأخرى، فقلت له "اسمح لي أسي عبد القادر راه قررت نلحن الأغاني ديالي بيدي"، وسأجعل كل المغاربة يرددون أول ألحاني، وبعد مدة قصيرة لحنت "ساعة سعيدة" وحققت لي النجاح، الذي كنت أسعى له، وغناها أكثر من 15 فنانا مغربيا وعربيا، من بينهم فلة الجزائرية، وليلى الكوشي، وحاتم إدار، وعدد كبير من الفنانين الخليجيين، وفازت الأغنية بعدة جوائز داخل المغرب وخارجه. ومنذ تلك اللحظة وأنا ألحن لنفسي وللآخرين، أيضا، إذ لحنت للطيفة رأفت "الحمد لله"، ونعيمة سميح "شكون يعمر هذا الدار"، والبشير عبدو "الدنيا بخير"، ومحمد الغاوي "اللي علينا أحنا درناه"، وفلة الجزائرية في "فتحو الأبواب". عن أغنية "فتحو الحدود"، التي يصر محمود على تسميتها ب"ملقى الحباب" يقول صاحب ساعة سعيدة: سبق لمحمد الدغوغي أن اقترح علي فكرة التعاطي مع بعض المواضيع ذات الصبغة الإنسانية، والتي تهتم بقضايانا الراهنة وطنية وعربية، وفي هذا السياق أعددنا أغنية عن فلسطين، وأخرى عن العلاقات المغربية الجزائرية من منظور إنساني واجتماعي، ولم نكن ننتظر إشارة من المسؤولين، لأن هذا الوضع لم يتضرر منه السياسيون وعامة الناس فقط، بل أيضا، الفنانون في كلا البلدين، كانت تربطنا علاقات أخوية متينة، وكان التعامل الفني المشترك يشكل لبعضنا البعض متنفسا قويا، والفنان المغربي حين كان يحيي سهراته بالجزائر يستقبل بفرح غامر من لدن الجمهور الجزائري، فهم من عشاق الأغنية المغربية التي تحتل لديهم المرتبة الأولى مقارنة بالأغنية الشرقية، وهذا وحده كاف لخوض هذه المبادرة كعربون رمزي للمحبة بين الشعبين، هي أكبر من التاريخ ومن الجغرافيا والسياسة، وإن كانت تتجاوب مع مطلب فتح الحدود والتقارب بين البلدين التي نادى بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والفنان له الحق أيضا، في مطلب لقاء الأحباب، ومن هنا جاء عنوان الأغنية "ملقى الحباب". وتقول كلماتها: افتحو الباب في وجه الحباب القلوب تميل بالحب والخير باغيا تدير جناح وتطير نعانقوا خوتنا في الجزائر