محمود الإدريسي صاحب الصوت الشجي، الذي أعطى نكهة خاصة للموشحات، والأغنية المغربية العصرية، واستطاع أن يؤسس تجربة فنية مغربية صرفة باختيار كتاب كلمات أغانيه وألحانه، وأن يأسر بصوته القوي الممزوج بنبرة دافئة معجبيه، من المغاربة والعرب، يفتح قلبه ل"المغربية"، ليتحدث عن ساعات سعيدة من حياته. الحلقة العاشرة الفنان المغربي محمود الإدريسي تعامل محمود مع كل الملحنين المغاربة المعروفين، إلا اثنين هما الراحل عبد الرحيم السقاط، وحسن القدميري. وأثناء تعامله مع الكبار منهم، تفاجأ الإدريسي مرات عديدة بإسناد أغان معروفة لمغنيين آخرين، بعدما تمرن عليها وكان من المفروض أن يؤديها ويسجلها بصوته. ومن أشهر الأغاني التي لحنت للإدريسي وأداها غيره رائعة "دمعة لفراق"، التي كتب كلماتها الراحل علي الحداني، ولحنها الراحل عبد الرفيق الشنقيطي. يقول الإدريسي رشحني علي الحداني لأداء الأغنية وبدأت العمل مع الراحل عبد الرفيق الشنقيطي وحفظت الأغنية بشكل جيد وبعد أيام طويلة من التمرين المتواصل أعجب الشنقيطي بأدائي واتفق معي على تسجيل الأغنية. في تلك الفترة تعاقدت على إحياء حفل بإحدى الدول العربية أعتقد أنها ليبيا، فأخبرت الشنقيطي بأن نسجل الأغنية حالما أعود من رحلتي التي استغرقت حوالي أسبوع. أثناء غيابي أقنع بعضهم الشنقيطي بأنني لن أعود في الوقت المحدد، وأنه يجب أن يسجل الأغنية بصوت آخر كان له ما أراد. وبعد عودتي من السفر تفاجأت بإسناد الأغنية لصوت آخر، لكنني أصريت على تسجيلها بصوتي وصدرت، ضمن ألبوم مشترك بيني وبين الراحل محمد الحياني على أسطوانة من فئة 33 لفة، حيث ضم الوجه الأول من الأسطوانة المسجلة ب"أطلسيفون"، التي كان يملكها آنذاك الراحل عبد الرحمان العلمي"، أغنية "لا حول وخلاص" للحياني، والوجه الثاني "دمعة الفراق" بصوتي وحقق الألبوم ناحا مهما آنذاك. وعن علاقته الشنقيطي يقول الإدريسي "كانت علاقتي به جيدة جدا، لأنه كان إنسانا طيبا، وفنانا متمكنا خدم الأغنية المغربية بالعديد من الألحان الرائعة التي أغنت المكتبة الغنائية الوطنية. ومن بين الأغاني المشهورة، أيضا، التي سجلتها بصوتي أغنية "راحلة" للراحل محمد الحياني وهي من كلمات الشاعر المعروف عبد الرفيع الجوهري، وألحان عبد السلام عامر، الذي لحن لي حواي 7 أغان ألبها وطنية. مرن معي عامر أغنية "راحلة"، ووعدني بتسجيلها بصوتي بعد الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة عليها، لكنه تراجع وأسندها للراحل محمد الحياني، بعد اكتمالها، ومع ذلك سجلتها بصوتي لصالح أسطوانات "أطلسيفون". من الأغاني أيضا، التي سجلتها بصوتي وغناها غيري هناك أغنية "الشمعة".